-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  17/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


اريبرت هايم وقادة إسرائيل....كلهم هذا الرجل !!

نشأت عنتر أمين

باحث مصري في العلوم السياسية والقانون الدولي العام

تثير التطورات الأخيرة في قضية ملاحقة النازيين لمعاقبتهم على جرائمهم في حق اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية العديد من علامات الاستفهام، فهذه التطورات - سواء كانت على مستوى السياسة أو الإعلام – لها مدلولات كثيرة وخطيرة في آنٍ واحد.

   فخلال الأسابيع الماضية التي تلت العدوان الإسرائلي الغاشم على أهل قطاع غزة، برزت على السطح من جديد قضايا عمرها يزيد على ستين عاماً، وهي قضايا تتعلق باضطهاد النازيين الألمان لليهود خلال فترة الحرب العالمية الثانية والتي يسميها اليهود بالمحرقة (الهولوكوست).ففي أعقاب قيام جهات ومنظمات ووسائل إعلام ونشطاء عرب وغربيين بالمطالبة بالتحقيق مع قادة إسرائيل بشان جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني، نشطت الآلة الإعلامية الاسرائيلية وكل مؤيديها في أوروبا والولايات المتحدة لفتح ملفات النازيين مرةً أخرى. وفي هذا الإطار برزت قضيتان مهمتان هما قضية " طبيب الموت" اريبرت هايم ، وقضية البابا "بندكت السادس عشر" والهولوكوست.

 

قصة هـــايم:

   وتعد قضية الطبيب النمساوي اريبرت هايم المعروف إعلامياً بـ" طبيب الموت" هي أحدث القضايا القديمة التي يعكف الإسرائيليون على إثارتها الآن، وكان هايم مطلوباً للاعتقال لاتهامه بقتل مئات السجناء في معسكر اعتقال عن طريق حقنهم بالسموم في القلب، كما يذكر الإعلام الصهيوني أنه كان يقوم بقطع أعضاء بشرية من أشخاص يهود بدون مخدر، وأنه كان يحتفظ بجمجمة بشرية على مكتبه لتثبيت الورق من التطاير.

   وقد اعتقلت السلطات الأمريكية هايم قرب نهاية الحرب العالمية الثانية، ولكن أُطلق سراحه نهاية عام 1947، وقد مارس مهنة الطب في ألمانيا حتى التفت إليه المحققون في جرائم الحرب فهرب من ألمانيا عام 1961، وتشير أكثر الروايات تواتراً أنه هرب إلى مصر وعاش فيها فترةً طويلة حتى وفاته في 10/8/1992.

 

القضية الثانية التي يثيرها الإسرائيليون هذه اليام هي قرار بابا الفاتيكان " بندكت السادس عشر" منذ أسابيع بالعفو عن مجموعة من أساقفة الدين الكاثوليكي من بينهم أسقف بريطاني يدعى " ريتشارد ويليامبسون" ينكر الهولوكوست، وقد ضغط اللوبي اليهودي في ألمانيا وكذلك إسرائيل على الحكومة الألمانية لحمل البابا على التراجع عن قرار العفو، وهو الموضوع الذي حاز اهتمام الصحف ووسائل الإعلام الألمانية لأسابيع وبات شغلها الشاغل.

 

   فإسرائيل تطالب الحكومة الألمانية بالتحقيق في تقصير السفارة الألمانية بالقاهرة في البحث عن هايم ومحاكمته أثناء إقامته في مصر، ولا تنسى أن هذا الرجل شارك في جرائم ضد آباءهم قبل ستة عقود من الزمن، وتضغط إسرائيل بكل قوة حتى أثنت البابا عن قرار العفو عن شخصٍ لمجرد انه ينكر وجود المحرقة على هذه الصورة التي صورها الإعلام الصهيوني، وبهذه الأعداد الهائلة التي روج لها الإسرائيليون.

 

   ما يثير الحيرة ويجعلنا نضربُ أخماساً في أسداس ليس حجم الاهتمام الغربي بهذه الإدعاءات الإسرائيلية ومدى اقتناع القطاع الرسمي الأوروبي وغير الرسمي بها وبخاصة المسؤولين الألمان، ولكن ما ثير الأسى هو التجاهل التام لمعاناة ومآسي الشعب الفلسطيني الذي عاني على أيدي العصابات الإسرائيلية على مدار قرن كامل أضعاف ما عاناه اليهود على أيدي النازية، مما يكشف عن حجم التناقض في تعامل الغرب حتى مع القضايا الإنسانية. فقد اهتمت السلطات الألمانية  بالقضيتين اهتماماً فاق كل الاهتمامات الأخرى، فقد صرح متحدث باسم الخارجية الألمانية أنه " سيتم دراسة الاتهامات الإسرائيلية في قضية هايم بجدية". وفي قضية بابا الفاتيكان قامت وسائل الإعلام بحملة شرسة لحمل الرجل على التراجع في عفوه، كما تدخلت المستشارة الألمانية " أنجيلا ميركل" بنفسها لتأنيب الرجل على هذا التصرف.

 

   هذه المواقف ثير العديد من التساؤلات حول جدية الضمير العالمي وبخاصة الغربي( إن جاز التعبير) في التعامل مع الجرائم الخطيرة التي تؤرق الإنسانية جمعاء. فلماذا كل هذا الاهتمام والتعاطف بقضية الهولوكوست، وقد مضى عليها مايزيد على ستين عاماً، فضلاً عن محاكمة العديد من مرتكبيها ومعاقبتهم، وهي التي تم تضخيمها أضعافاً كثيرة عن حقيقة أمرها؟ ولماذا يتجاهل الغرب هذه الصرخات التي يطلقها الفلسطينيون من تعذيب واضطهاد العصابات الصهيونية منذ قرن من الزمن ؟.

   إن إسرائيل ومعها مؤيدوها في الغرب لم ينسوا جريمة النازية – وإن كنا لا نبررها ولكنّا نريد وضعها في إطارها الصحيح – ولم يلتفت الغرب إلى جرائم الصهيوينة ضد أطفال ونساء وشيوخ وعجائز فلسطين العُزّل. فهل سيتولى العرب عرض قضيتهم والاهتمام بها والإصرار على حقوقهم والاقتصاص من جلاّدي الشعب الفلسطيني كا يصرّ الصهاينة على ملاحقة بقايا النازية؟.

   إن هذه القضايا لا ينبغي أن تمر على الأمة العربية – حكوماتٍ وشعوباً – مرور الكرام، فلابد أن نتعلم منها أنه لا شيئ يسقط بالتقادم، وأن هذه الحقوق لابد من المطالبة بها والإصرار عليها كي لا تموت.

   فنحن الآن كشعوب عربية بل والحكومات العربية مطالبة بتنظيم الصفوف وتنسيق الجهود من أجل إنجاح محاولات ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين والأمريكيين وتقديمهم للمحاكم الدولية المختصة لمعاقبتهم على جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها في حق شعوبنا أطفالاً ونساءً وشيوخاً. فاليهود لم ينسوا اريبرت هايم وما فعله قبل ستين سنة، فهل ينسى العرب ما فعله ويفعله قادة إسرائيل أمثال شارون ، ونيتنياهو، وباراك، وليفني، وأشكنازي، وبيريز وغيرهم فكلهم تطلخت أيديهم بداء الأبرياء وكلهم اريبرت هايم.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ