-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  21/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بناء الأوطان وهدمها: بين المنهجية والانفعالية!

عبدالله القحطاني

* الكلام عن بناء الأوطان سهل جداً، على كل إنسان.. لأنه لا يكلّف صاحبه شيئاً، سوى تحريك لسانه! وكلما كان اللسان أكثر رشاقة، كان أكثر تفنّناً، في الحديث عن البناء، بأنواعه المختلفة، وبسائر المصطلحات المتداولة في ميدانه، من إصلاح وترشيد وتسديد.. ونحو ذلك! لكن الفعل المحقّق لهذا الكلام، صعب جداً، على أكثر الناس! لذا، يكثر كلام الناس في هذا المجال، ويقلّ فعلهم، وينعدم عند الكثيرين.. بل، ربّما كان أكثر الناس كلاماً حول البناء.. أقلّهم فعلاً، على أرض الواقع!

* والكلام عن هدم الأوطان، صعب جداً.. بل هو منكر، لدى عقلاء البشر جميعاً! لذا، يندر أن يرى المرء عاقلاً واحداً، يذكر أن لديه رغبة حقيقية، في هدم وطنه! أمّا فعل الهدم، نفسه، فكثير جداً.. وعلى سائر الصعد، وفي شتّى المجالات: السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والعلمية، والأمنية، والخلقية..!

• صعوبة البناء وسهولة الهدم لا تحتاجان، إلى شرح وتفصيل! فهما من مسلّمات الفكر الإنساني السليم، سواء أكان صاحبه عالماً أم جاهلاً، وسواء أتعلّق البناء والهدم، بمسائل اجتماعية، أم اقتصادية، أم ثقافية، أم خلقية.. عامّة أو خاصّة، فردية أو جماعية! لكن المقصود، هنا، هو الحديث عن المنهجية والانفعالية ـ أو الاعتباطية ـ في البناء والهدم!

* على سبيل المثال:

ـ المخلص لوطنه، العاقل، الحريص، حقاً، على البناء.. ينظر في واقع وطنه ومجتمعه، وما فيهما من عناصر القوّة والضعف.. وما يحتاج إلى بناء، أو إعادة بناء، أو ترميم، أو إصلاح.. وما يحتاجه كل منهما، في كل مجال! أمّا المخلص غير العاقل، فيعتسف الأمور اعتسافاً، ويحرص على تحقيق رؤيته الخاصّة، في الإصلاح، بأسرع وقت، دون النظر إلى الواقع ومقتضياته، وما يحتاجه الإصلاح، من وسائل وأساليب، وأزمنة، وطاقات بشرية وعلمية، وغيرها.. فيفسد، في ارتجاله، من حيث يريد الإصلاح، ويهدم أكثر ممّا يبني!

ـ العاقل المخلص لنفسه وأسرته، على حساب الوطن.. يحرص على تحقيق أكبر قدر من المصالح، لنفسه ولأسرته، على حساب الوطن.. ولو أدّى ذلك إلى إضعاف الوطن: اقتصادياً، أو سياسياً، أو أمنياً..! لكن، بأساليب لطيفة، لا يستطيع معرفة نتائجها، إلاّ ذو العقل المتمرّس الحصيف! أمّا الأحمق الأناني، فتدفعه حماقته، إلى فعل كل شيء يرى فيه مصلحة، له ولأسرته، بأقصى سرعة.. ولو أدّى ذلك إلى خراب ظاهر، أو تدمير واضح، للوطن والمجتمع: اقتصادياً، واجتماعياً، وخلقياً..!

 ـ يندر أن يخلو مجتمع ما، من العناصر الأربعة المذكورة: العاقل المخلص، والأحمق المخلص، والعاقل الأناني، والأحمق الأناني! وكلما كثر عدد فريق من هؤلاء، ازداد تأثيره في المجتمع! وكلما ارتفعت مكانة واحد من هؤلاء، في مواقع صنع القرار، ازداد تأثيره في الدولة والمجتمع، بناء أو هدماً، إصلاحاً أو إفساداً!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ