-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الحوار
من أجل كسر الحصار وإعادة
الإعمار أ.د.
محمد اسحق الريفي ليكن
معيار نجاح الحوار الفلسطيني
الداخلي القدرة على كسر الحصار
وإعادة إعمار غزة، ووضع حد
للمعاناة القاسية التي يكتوي
بجحيمها شعبنا الفلسطيني.
وهذه القضية الإنسانية يجب
أن تشغل المتحاورين في القاهرة،
دون أي محاولة لتوظيف معاناة
شعبنا من أجل تحقيق مكاسب حزبية
أو تنفيذ أجندات أجنبية. قريباً
سيجتمع المتحاورون الفلسطينيون
في القاهرة، وتحديدا في 25 الشهر
الجاري، لتحقيق المصالحة
الوطنية، وإنهاء حالة الصراع
الداخلي. وحيث
أن العدو الصهيوني والأمريكي
يستخدم الحصار المفروض على غزة
للضغط على الشعب الفلسطيني
وتحويل حياته إلى معاناة يومية،
لكسر إرادته، وإجباره على
الاستسلام والتخلي عن حقوقه،
وفي مقدمتها حقه في مقاومة
الاحتلال، فإن كسر هذا الحصار
وإعادة إعمار غزة يجب أن يكون
هدفاً ذا أولوية عليا لكل القوى
السياسية الفلسطينية.
ولا شك
أن فريق التسوية بقيادة محمود
عباس يسعى لتوظيف معاناة شعبنا
في غزة، وما ألحقه بها العدو
الصهيوني من خراب ودمار في حربه
الأخيرة عليها، لفرض إملاءاته
الجائرة وشروط اللجنة الرباعية
الدولية على شعبنا وحكومته
الشرعية بقيادة حركة حماس.
كما أن عباس يسعى لربط فك
الحصار عن غزة ورفع المعاناة عن
شعبنا بالموافقة على التزامات
منظمة التحرير الفلسطينية
المجحفة بحقه والمهددة لوجوده،
فإصرار عباس على شروطه الخاصة
بالحوار لا يبشر بخير، وسعيه
لتوظيف معاناة غزة من أجل تحقيق
مكاسب حزبية مرتبطة بأجندات
صهيوأمريكية أمر مرفوض. فمن
المعلوم أن الحكومة المصرية
تبرر إغلاقها لمعبر رفح بمواقف
عباس الرافضة لفك الحصار قبل
استجابة حركة حماس لشروطه،
وتتمترس باقي أنظمة دول "محور
الاعتدال العربي" في تواطئها
مع الاحتلال والأمريكان خلف
مواقف عباس وجماعته.
وتزعم الحكومة المصرية أن
عباس يستطيع فتح معبر رفح
وإنهاء معاناة غزة بقرار واحد
منه، ولكنه يرفض ذلك لاعتبارات
سياسية وأجندات أجنبية معادية
لأمتنا. وهنا
يبرز السؤال: ما قيمة الحوار إذا
رهنت فتح قرارها السياسي بمواقف
قوى أجنبية معادية؟!! المشكلة
أن عباس وحركة فتح يتخذون من
عملية التسوية منطلقاً
لمعاييرهم الوطنية ومواقفهم
السياسية، ويبررون بذلك
استحقاقاتهم الأمنية تجاه
الاحتلال التي نصت عليها بنود
خريطة الطريق، دون اعتبار
لمتطلبات المرحلة وتطورات
القضية الفلسطينية على
الصعيدين الداخلي والخارجي،
ويسعون لتوظيف معاناة شعبنا في
كسر إرادته، بدلاً من تخفيف
معاناته وتعزيز صموده في مواجهة
الاحتلال!! ومع
الأسف الشديد، يتخذ عباس، ومن
ورائه المعتدلين العرب، الحوار
وسيلة لممارسة الضغوط على حماس
وقوى المقاومة الأخرى،
وابتزازها سياسياً وإجبارها
على الدخول في نفق التسوية.
وكان الأجدر بعباس أن يبادر
بالدعوة إلى حوار جاد نابع من
الحاجة الملحة لمواجهة اليمين
الصهيوني بزعامة نتانياهو،
ولمواجهة لاستخلاص العبر بعد
فشل المفاوضات مع اليسار
الصهيوني، إذ لا فرق بين يمينهم
ويسارهم، فكلهم في الإجرام سواء. ولكن
عباس وجماعته يرفضون ذلك!! ولقد
أصم عباس آذاننا بشروط الرباعية
الدولية وجعلها سيفاً مسلطاً
على رقاب شعبنا وقواه المجاهدة،
فالمصالحة بالنسبة لعباس تنجح
إذا أدت إلى إخضاع حماس لشروط
الرباعية. فإذا
كان الهدف من الحوار هو تحقيق
المصالحة، فإن الحوار لا ينجح،
بحسب عباس، إلا إذا أدى إلى
إقامة حكومة تستجيب لشروط
الرباعية، لتصبح قادرة على فك
الحصار، على حد تعبيره.
فهل تغيرت مواقف فتح حتى
ينجح الحوار؟!! فلا
يزال فريق التسوية يصر على
الالتزام بالمهام الأمنية التي
يشرف عليها جنرالات أمريكيون
وصهاينة، ولا يزال ينكر حق
شعبنا في المقاومة، ولا يزال
ينظر إلى التسوية الاستسلامية
على أنها قدر الشعب الفلسطيني! لا يهم
شعبنا تحقيق المصالحة بين حماس
وفتح بقدر ما يهمه كسر الحصار
دون تنازل عن الثوابت والحقوق،
فهل يستجيب عباس وجماعته
لطموحات شعبنا ويجعل الحوار
نقطة تحول تاريخي باتجاه تحقيق
المصالح العليا لشعبنا
الفلسطيني؟!! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |