-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هلاك
الكيان الصهيوني في إجرامه أ.د.
محمد اسحق الريفي لا يمكن
تحليل سلوك جيش الاحتلال
الصهيوني الإجرامي والوحشي،
خاصة أثناء الحروب، إلا بتحليل
نفسية اليهودي المجبولة على
الذلة والمسكنة.
فهناك علاقة سببية واضحة
بين السلوك الإجرامي لجنود
الاحتلال وبين ملازمة الذل
والخزي لهم وافتقار نفوسهم إلى
الأمن، وقد بدا ذلك واضحاً
أثناء الحرب الصهيونية على غزة. فقد كشف
السلوك الإجرامي لجيش الاحتلال
الصهيوني أثناء الحرب على غزة،
ومن قبلها الحرب الأخيرة على
لبنان، عن حقيقة نفوس اليهود
المجبولة على الذلة والمسكنة،
وملازمة الخوف لهم.
فاليهود يخافون من كل شيء،
وترتعد فرائصهم خوفاً من مواجهة
المؤمنين، ولا يهدئ من روع
الجنود اليهود والصهاينة
تسلحهم بأقوى الأسلحة وأشدها
فتكاً بالإنسان. وحول
نفسية اليهودي، أخبرنا القرآن
الكريم أن الله عز وجل عاقب
اليهود على كفرهم وقتلهم
الأنبياء بغير حق، عصياناً
وعدواناً، بأن ضرب عليهم الذلة
والمسكنة، فلازمهم الهوان
والخزي مدى الحياة، وأصبحوا لا
يأمنون على أنفسهم إلا إذا
استنصروا بالأقوياء.
يقول الله تعالى: {ضُرِبَتْ
عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ
مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ
مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ
النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ
مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ
عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ
يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ
وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ
بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا
عَصَوا وَّكَانُواْ
يَعْتَدُونَ} آل عمران112. وتاريخياً،
استغل الغربيون هذه المسكنة،
فحملوا اليهود على الهجرة إلى
فلسطين، ليمارسوا القتل
والإجرام، وليعيقوا نهضة
أمتنا، تحقيقاً للمصالح
الغربية، مقابل إقامة وطن
لليهود في فلسطين.
ومن المعروف أن بريطانيا
زجت بيهود العالم إلى موقف
أرادت من خلاله دعم سياستها في
العالم وتحديداً في أوروبا.
والتقى الغرب مع اليهود
الذين جندتهم الحركة الصهيونية
على مصالح مشتركة، فكان المشروع
الصهيوني، الذي حوَّل اليهود
إلى مرتزقة للغرب لا تزيد
تكلفتهم عن تكلفة حاملات طائرات
أمريكية في عرض البحر وفقاً
لاعتراف الإرهابي أرئيل شارون. هذه
المسكنة هي التي تجعل اليهود
يقتلون كل حي يجدونه أمامهم
ويدمرون كل شيء، لإخفاء جبنهم،
وطمأنة أنفسهم عبر الشعور
بالقوة والعظمة، وتجنب
المواجهة مع المجاهدين.
فالجندي الصهيوني لا يستطيع
مغادرة الدبابة التي يختبئ
بداخلها، ويتعاطى العقاقير
المهدئة أثناء ذلك، لتهدئة روعه
وأعصابه المحترقة.
ولا يتقدم الجنود الصهاينة
إثناء الحرب إلا بعد حصولهم على
معلومات من عملائهم تطمئنهم
بأنهم سيكونون في مأمن من ضربات
المجاهدين، ولهذا يحتمي هؤلاء
الجنود بالمدنيين الآمنين،
ويتخذونهم دروعاً بشرية،
ويدكون على رؤوسهم المنازل،
ويفرطون في استخدام القوة
وارتكاب الجرائم الوحشية
البشعة ضدهم. والكيان
الصهيوني يتبع أسلوب الضربات
الوقائية الاستباقية، لتبرير
عدوانه وإجرامه، وتبديد هواجسه
الأمنية. ولا
يستطيع العدو الصهيوني الصمود
أمام المقاومة إلا بمساعدته
عملائه السياسيين والأمنيين،
ولهذا اخترع المهام الأمنية
التي تشكل أساس خريطة الطريق
الأمريكية لتصفية القضية
الفلسطينية.
وخلال الحرب على غزة، تنادى
العرب والغربيون في شرم الشيخ
لتأكيد حماية الكيان الصهيوني
ومنع وصول السلاح إلى غزة،
وتعهد عدد من الرؤساء الغربيين
بحماية أمن الاحتلال، وأرسلت
فرنسا سفنها إلى شاطئ غزة
لطمأنة المعتدين الصهاينة بعدم
وصول أسلحة إلى حركة حماس،
وتعهدت مصر بتشديد خنقها لغزة
وتدمير الأنفاق، لمنع وصول
السلاح إلى غزة... كل هذا
يحدث بينما يتفوق العدو
الصهيوني على المقاومة
الفلسطينية بالسلاح الفتاك
والتكنولوجيا الحربية المتطورة
وسلاح الجو القوي والدعم الدولي
غير المحدود والتواطؤ الرسمي
العربي المقيت، مما يؤكد الذلة
والمسكنة المضروبة على اليهود،
ويدل على شدة الخوف الذي يعيش
الصهاينة تحت وطأته ويدفعهم إلى
الإجرام كلما خافوا، وهذا سيؤدي
حتماً إلى هلاك كيانهم، إذ
تحولوا إلى خطر كبير على العالم. إن هلاك
الكيان الصهيوني في إجرام
اليهود النابع من ذلتهم
ومسكنتهم، الناتجة عن كفرهم
وعصيانهم وعدوانهم، وذلك وفقاً
للآية الكريمة: {إِنْ
أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ
لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ
أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا
جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ
لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ
وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ
كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ
مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا
عَلَوْاْ تَتْبِيراً} الإسراء7. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |