-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الحوار
الفلسطيني : بين
متطلبات الواقع وتحديات
المستقبل أ.
رضوان أبو جاموس اليوم
الخميس أولى جلسات الحوار
الوطني الفلسطيني في القاهرة
برعاية مصرية ، وبمشاركة كافة
الفصائل الفلسطينية بوفود
رفيعة المستوي تمثل الداخل
والخارج ، وهذا الأمر يجدد
الأمل لشعبنا بإنجاح الحوار
والمصالحة الشاملة ، خاصة بعد
اللقاءات الثنائية التي عقدت
بين الطرفين على مدار الأيام
الماضية ، والتصريحات المطمئنة
الصادرة من الجانبين ، والتي
تُوجت بالمؤتمر الصحفي المشترك
الذي عقده الدكتور محمود الزهار
القيادي في حركة حماس وعزام
الأحمد رئيس كتلة فتح
البرلمانية وعضو وفدها للحوار .
لا شك بأن الفجوة كبيرة بين
الأخوة فرقاء السلاح (فتح وحماس
) وذلك يتطلب جهد كبير ،
وإجراءات عملية على الأرض تتعلق
بمسالة المعتقلين السياسيين ،
ووقف الحملات الإعلامية
المتبادلة بين الطرفين ، ومن
المقرر أن يتم اليوم الشروع
بتشكيل اللجان الفلسطينية
الخمس وهي: لجنة الحكومة، ولجنة
الأمن، ولجنة الانتخابات،
ولجنة منظمة التحرير، ولجنة
المصالحة ، واللجنة السادسة "التسيير"
وهي لجنة عربية سيتم تشكيلها من
الجامعة العربية لرعاية الحوار
وحل الإشكاليات التي قد تواجه
المصالحة.. كل هذه الخطوات
العملية على الأرض من شأنها أن
تمنح الأخوة المحاورين في
القاهرة ثقة أكبر بإمكانية
إنجاح الحوار ورأب الصدع وإنهاء
حالة الانقسام المأساوي الحاصل
على ساحتنا الفلسطينية والذي
انعكس سلباً على قضية شعبنا
ومقاومته الباسلة . لقد ثبت
بالبرهان والأدلة القاطعة بأن
الانقسام كان كارثياً على شعبنا
الفلسطيني في الضفة وغزه فعدونا
استغل ذلك جيداً واستطاع اللعب
على ذلك الوتر ، حيث شٌنت
إسرائيل حربها المسعورة على غزة
بحجة استعادتها لأحضان الشرعية
الفلسطينية ، وترافق ذلك تصاعد
واضح للعدوان على الضفة والذي
أخذ أشكالاً متعددة من اقتحامات
للمدن والبلدات الفلسطينية
وحملات اعتقال واغتيالات
للمناضلين وعمليات سرقة ونهب
للأراضي الفلسطينية في القدس
والضفة المحتلة . ففي الوقت الذي
أعلنت فيه إسرائيل حربها على
غزه ، بدأت وكأنها تسابق الزمن
للسيطرة على مدينة القدس ،
وشٌرعت بتنفيذ مخططها
الاستيطاني التوسعي في المدينة
على مسمع ومرأى المجتمع الدولي
الذي التزم الصمت المطبق
ومستغلة بذلك حالة الانقسام
الفلسطيني والهوان والتراجع
العربي . العدوان الخطير الذي
تتعرض له مدينة القدس وأهلها في
أشرس هجمة صهيونية تشهدها القدس
والمسجد الأقصى الذي لم تتوقف
الحفريات في محيطه لحظة واحدة ،
بل بات من الواضح بان الأمور
تنذر بكارثة حقيقة وخطر جسيم
يتعرض له المسجد الأقصى ، بفعل
الحفريات في محيطة التي تشرف
عليها الجماعات اليهودية
المتطرفة التي تسعي لإقامة
هيكلهم المزعوم على أنقاضه .
اليوم تتجدد المعاناة والتهجير
فيما يعرف بسياسة "الترانسفير"
ضد فلسطينيي القدس وشرعت سلطات
الاحتلال بحملة كبيرة على
التواجد الفلسطيني في المدينة
طالت عشرات المنازل الفلسطينية
داخل الأحياء العربية في القدس
بهدف تفريغ المدينة من سكانها
الأصليين وطمس ملامحها
الإسلامية والعربية وفرض سياسة
الأمر الواقع على الفلسطينيين
لإجبارهم على ترك منازلهم
بالقوة إمعانا في تهويد المدينة
والسيطرة الكاملة عليها . هذا
الأمر كله يتطلب منا كفلسطينيين
وكعرب ومسلمين أن نكون على قدر
كبير من المسئولية الملقاة على
عاتقنا ، خصوصاً مع صعود اليمين
الإسرائيلي ووصول "بنيامين
نيتنياهو" إلي سدة الحكم في
إسرائيلي،وإمكانية تشكيل حكومة
يمينية متطرفة مع قادة اليمين
أمثال ليبرمان صاحب الأفكار
المتطرفة والذي طالب مراراً
بإلقاء قنبلة نووية على غزة
وقصف السد العالي في مصر . في
النهاية يجب القول بأن التحديات
والأخطار المحدقة بشعبنا
ومقدساتنا تحديات جسيمة ولا
يمكن مواجهتها الإ بالوحدة ورص
الصفوف ، لذلك فرض على أولئك
المتحاورين في القاهرة ضرورة
التوصل إلي توافق وطني شامل
يستعيد اللحمة الوطنية و ينهي
حالة الانقسام ، وصولاً لتشكيل
حكومة وحدة وطنية وفق برنامج
المقاومة للتمسك بالثوابت
والحقوق الفلسطينية والدفاع عن
شعبنا ومقدساته الإسلامية . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |