-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
من
يجرب المجرب عقله مخرب العميد
المتقاعد برهان إبراهيم كريم
كثيرة هي الأقلام والألسن التي
أنهمكت بالشرح والتحليل عن
أسباب فوز اليمين الاسرائيلي. ومن هؤلاء الكتاب والمنظرين من
راح يخوفنا ويرعبنا من الحكومة
التي ستؤول إلى اليمين المتطرف
والليكود. ومنهم من راح يحمل قوى
المقاومة الوطنية وقوى
الممانعة والصمود المسئولية عن
دفع الناخب الاسرائيلي للتصويت
لليمين المتطرف والأحزاب
الدينية وحزب إسرائيل بيتنا
الذي يتزعمه الارهابي أفيغدور
ليبرمان. وكم هو محزن أن يبدي أو يكتم البعض
حزنه على خسارة كل من كاديما
وحزب العمل في الانتخابات!!! أو أن يتجاهل حقيقة ان إسرائيل
إنما هي كيان سرطاني فصل على
مقاس جيش إسرائيلي. أو أن يدفع
به الغيظ بالمطالبة بمحاكمة
قادة حماس كمجرمي حرب أيضا
لأنهم ساقوا شعب غزة لتذبحه
إسرائيل بعدوانها الهمجي على
ليبرروا لاسرائيل عدوانها
الإرهابي,وكأنه بموقفه هذا يسعى
لدعم من يتهمون حزب الله
بالمسئولية عن عدوان إسرائيل
على لبنان عام 2006م. ومامن عاقل
إلا ويعرف أن أحزاب إسرائيل
ماهي سوى تنظيمات مسلحة وعسكرية
إرهابية تحولت
إلى أحزاب لغاية في نفس
الصهيونية والدول الاستعمارية
والحكومة البريطانية وسايكس
وبيكو والوزير بلفور. ولذلك
لاعجب ولاغرابة أن تسفر
الانتخابات الاسرائيلية عن فوز
بنيامين نتنياهوا (بيبي) الذي
قتل شقيقه الضابط الاسرائيلي
اثناء محاولة الكمندوز
الاسرائيلي الهجوم على مطار
عينتيبي.وزير النساء نتنياهوا
تزوج عام 1977م من طالبة كانت معه
في جامعة هارفارد وأنجبت له
ابنة اسماها
ريما,وأضاف إليها ضرة جديدة
عام 1981م هي الأمريكية بلاير
والتي تركت ديانتها المسيحية
لتعتنق الديانة اليهودية.ثم
أكرمهما بضرة جدبدة حين تزوج
بمضيفة تعمل في شركة طيران
العال تدعى سارة عام 1991م والتي
أنجب منها طفلان. ومع ذلك بقي
يسرح ويمرح بمغامراته العاطفية
حتى افتضح أمره
مع امرأة متزوجة
أسمها روث بار تعمل سكرتيرة
له في مجال العلاقات العامة أو
ما يسمونه في إسرائيل مكتب شؤون
الهيبة. وأجبر على أثرها أن
يعترف بهذه العلاقة المحرمة عام
1993م, ويعلن توبته والتعهد بعدم
تكرارها.ورغم أن اليهود
المتطرفون يعتبرون نتنياهو
زانيا وفاسقا, إلا أنهم يصوتون
له في كل مرة بنسبة تفوق 90 %!!!! ونتنياهوا لاتخفى
عليه حقائق المجتمع الاسرائيلي
ودور الأحزاب الاسرائيلية
والتي تتلخص بهذه النقاط:
• أن
الأحزاب الاسرائيلية تنظيمات
لعصابات إرهابية مسلحة
تسعى لتحقيق الحلم والمشروع
الصهيوني بإقامة دولة إسرائيل
التوراتية وقضم الأرض العربية
وطرد سكانها العرب. والاختلاف
والتباين فيما بينها إنما هو
على فنون ومعدلات الارهاب
والاجرام وقضم الحقوق والأرض
وأساليب الخداع
وممارسة الجرائم والارهاب
والنصب والاحتيال,وأستغلال
الحلفاء وتسخيرهم لمصالح
إسرائيل لضمان كسب الوقت وإدخال
حل الصراع العربي الاسرائيلي
في نفق مسدود. • والفوارق
بين الاحزاب في الشكل لا في
الأهداف والمضمون.فوظائفها
محددة بمهام خمسة. هي: 1. تقديم
إسرائيل للعالم على أنها دولة
ديمقراطية والحكم فيها نتاج
لصناديق الاقتراع. 2. تبادل
الادوار بتبادل السلطة,
والاندفاع من جديد نحو العدوان
والتشدد والمغالاة. 3. إعادة خلط
الأوراق من جديد للتهرب من
ألتزامات وأستحقاقات السلام
والانسحاب. 4. تضليل
الرأي العام العالمي والعربي
بترهات وأكاذيب من أجل مزيد من
كسب الوقت. 5. أستبدال
حصان جريح بحصان جديد أو بحصان
قديم في
جولة جديدة من السباق. • وفوز أو
خسارة حزب في الانتخابات لم يكن
في يوم من الأيام ناجم
عن طروحاته أو بيانه
الانتخابي او خططه المستقبلية.وإنما
هو أشبه بمحاولة رئيس فريق كرة
حين يلجأ لتبديل لاعب متعب أو
مصاب أو لم يبدي نشاط يذكر بلاعب
جديد, ليحافظ فريقه على مستواه
من حيث الاداء لعله يحقق الفوز. • والحزب
أو التكتل الحاكم يبقى مستمرا
في الحكم طالما هو قادر على
تحقيق الاهداف والانتصارات.إلا
أنه حين تهزم إسرائيل أو يصبح
الحزب أو التكتل الحاكم عاجزا
عن تحقيق الأهداف يستبدل من
خلال الدعوة لانتخابات جديدة
بحزب أو تكتل آخر. أو يهجر بعض
الزعماء أحزابهم بهدف تشكيل
حزبا جديد كما فعل شارون وبيرتس
وموفاز وليفني وأولمرت حين
شكلوا حزب كاديما. وافيغدور
ليبرمان حين أنشق عن حزب
الليكود وشكل حزب إسرائيل بيتنا. • والانتخابات
الاسرائيلية كالعادة
سبقهاأعلان الحاخام عوفاديا
يوسف الزعيم الروحي لحركة شاس
أن التصويت لشاس يضمن دخول
الجنة,وأنه لكي
لا يكون المنتخبون لشاس
أفرادا عاديين
في الجنة فإنه يعدهم بالعيش
في الطابق الخامس فيها.أما
الحاخام باروخ أبو حصيرة فقد
وعدهم بطول العمر. • وفوز
الليكود في الانتخابات وتكليف
بنيامين نتنياهوا برئاسة
الحكومة أمر طبيعي لعدة أسباب: 1. فتتابع
الهزائم الاسرائيلية
وإفلاس المشروع الصهيوني
أرعبت الاسرائيليين فلم
يجدوا من مفر سوى التفتيش في
الدفاتر القديمة عن رؤوس لم تخض
الحروب ولم تهزم بعد.فالاحصنة
الاسرائيلية أصيبت بجروح بالغة
نتيجة فشل عدوانهما على لبنان
عام 2006م وغزة عام 2008م,ولم يبقى
لدى إسرائيل سوى الحصان أفيغدور
ليبرمان والحصان بنيامين
نتنياهوا الذي برىء من جراحه
بعد ان بقي لسنوات خارج الميدان. 2. ومنظمة
إيباك الصهيونية التي تدعوا
للتعامل بمنتهى العتف مع العرب
والتي بذلت قصارى جهودها لدعم
ماكين والجمهوريين منيت وغياهم
بهزيمة فادحة.
فتحالفت معهم ومع جو
ليبرمان ومع كل
معارض لمسيرة
الاصلاح والتغيير ليضمنوا بذلك
نجاح الليكود واليمين في
إسرائيل وينتقموا للجمهوريين
من الديمقراطين, ويعيقوا جهود
إدارة الرئيس أوباما في التغيير
والاصلاح والاتسحاب من العراق,وكذلك
للحد من تأثيرمنظمة جي ستريت
الصهيونية التي تدعم
الديمقراطيين وأوباما.(وجي
ستريت تيار علماني تتعاون مع
الحزب الديمقراطي وترى أن من
مصلحة إسرائيل أن تكون دولة
علمانية,ترتبط بسلام مع العرب,فالسلام
بنظرها يخدم إسرائيل بأكثر
من الحروب). 3. والهزائم
التي مني بهما كل من الجيشين
الاميركي والاسرائيلي دفع
بغالبية جنود وضباط الأول
للتصويت لصالح الجمهوريين.
ودفعوا بجنود وضباط الثاني
التصويت لليمين والليكود كي
يفلتا من المساءلة عن أعمال
التقصير والارهاب والاجرام
والتعذيب. 4. وفوز
الليكود سيجعل إسرائيل بحل من
تعهداتهاومن أنابوليس ومن
خارطة الطريق. 5. والسلطة
الفلسطيتية بزعامة محمود عباس
لم تسلم من تصريحات زعماء
إسرائيل. فقد صرحت ليفتي لوسائط
الاعلام قائلة: لن نسمح بعد الآن
بأستمرار سيطرة حماس على قطاع
غزة,والعملية العسكرية خطط لها
لتكون على شكل عقاب قاس وخاطف
وسريع يطيح بحماس ويحقق نصرا
مظفرا لمحمود عباس....... ونجاح
العملية العسكرية سيساعد
الأطراف المعتدلة في الدول
العربية ويساعد الفلسطينين
الذين يؤمنون بحل سلمي. ولكي
تستثمر حالة التفكك العربي قالت
في مؤتمر هرتسليا بتاريخ 2/2/2009م:أن
العرب المعتدلين لم يعودا يعدون
إسرائيل عدوا,وأن هناك فرصة
لتجنيد هذه الدول ضد حماس
وإيران.وأنها طلبت من وزارة
الخارجية الاسرائيلية نشر
أسماء كتاب عرب مع مقالاتعم
على موقعها الألكتروني على
اساس أن هؤلاء الكتاب سفراء
لاسرائيل لدى العالم العربي.وأنهم
افضل من يوصل وجهة النظر
الاسرائيلي إلى الشارع العربي.وحتى
أن صحيفة التايمز البريطانية
أوردت خبر أن محمد دحلان كان في
العريش بمهمة محددة هي مساعدة
باراك في اغتيال قادة حماس
وأنهاء حكمها على غرار ماحدث في
العراق. 6. والانتخابات
تم إجرائها في ظرف ينتاب فيه
الشارع الاسرائيلي الخوف
والذعر. والخائف والمذعور ما
أفلح يوما
في أمر. 7. والاسرائيليون
وساستهم وجنرالاتهم
باتوا أمام موقف لم يألفوه من
قبل.والنزاعات فيما بينهم مرشحة
لتتطور وتتفاقم
إلى مزيد لعدة أسباب .وهذا
بعض منها: أ- قناعة
الناخب الاسرائيلي بأن مستقبل
إسرائيل يسير من سيء إلى أسوأ,وأن
الانتخابات لن تغير من واقع
الحال بشيء.لذلك لم يشارك فيها
سوى أقل من 60% من الاسرائيليين. ب-
والسلام وحل موضوع الصراع
العربي الاسرائيلي بات مطلب
دولي,والحل المزمع فرضه لن يكون
كما تشتهي الصهيونية وإسرائيل
وحكام إسرائيل ومغتصبي الأرض
سكان المستوطنات. ت-
وحزب ميرتس الذي يحبذالسلام
مع الفلسطينين
لم يحصل سوى على ثلاثة مقاعد.وهذا
ما اعطى انطباعا لدول وشعوب
العالم بأن إسرائيل هي من تتهرب
من تحقيق متطلبات السلام. ث-
والمستوطنون في مستوطنات
الضفة وحول القطاع باتوا يشعرون
أن مصير مستوطاناتهم في خطر من
صواريخ حماس وحزب الله ومن
الاجماع الدولي والأميركي
والأوروبي الذي يعتبر
المستوطنات عقبة كأداء في وجه
السلام,وهذا مادفعهم للاستنجاد
باليمين والليكود والتصويت
لهما بكثافة. ج-
والحرب على لبنان وقطاع غزة
عادت على إسرائيل بالكثير من
الضرر: 1. سقوط سمعة
إسرائيل إلى الحضيض,وترسيخ
صورتها على أنها جلاد ونازي
جديد. 2. وأنها قذفت
بأتفاقيات السلام الموقعة مع
بعض الدول العربية في مهب الريح. 3. وأن
الولايات المتحدة الأميركية
الحليف الاستراتيجي لاسرائيل
باتت مهزومة في حروبها ومهددة
في أمنها وتعاني من ورطة
الافلاس والانهيار وفقدان
الهيبة والدور. 4. والعدوان
على غزة أظهر إسرائيل على
حقيقتها كدولة مجرمة نتيجة
مألحقه العدوان من دمار
وزهق للأرواح.والإجرام
والارهاب المفرط لقادة سرائيل
والذي عبر عنه
بنيامين بن اليعازر وزير
البنية التحتية
حين أعتبر أن قتل نزار ريان
وأسرته وتدمير بيته بصاروخين
زنة كل منهما طن هو أكبر إنجاز
حققته الدولة العبرية منذ بدء
العملية العسكرية.مما دفع
بليفني لأن تطلب من أوروبا تفهم
إسرائيل لا دعمها. وبعض الأنظمة
الأوروبية باتت قلقة من أن
يستخدم المتطرفون الاجرام
الاسرائيلي لنشر أفكار هدامة. 5. ومجلس
الأمن الدولي الذي فقد مكانته
وهيبته لكثرة ماضربت إسرائيل
والولايات المتحدة الأمريكية
بقراراته عرض الحائط فيما مضى
باتتا اليوم بأمس الحاجة إليه. 6. والأمن
الإسرائيلي بعد مرور أكثر من
ستون عاما بات في خطر وأكثر عرضة
للتهديد. 7. ومؤسسات
المجتمع المدني المفبركة التي
أقيمت لدعم إسرائيل سقطت, وسقطت
معها العوبة نشر الحرية
والديمقراطية.والانتخابات
الأخيرة كشفت زيف ديمقراطية
إسرائيل. 8. وهزيمة كل
من إسرائيل والولايات المتحدة
الأميركية دفعا بكثير من
الاسرائيلين لاختيار
معارضين لنهج أوباما في
التغيير لعلهم بقادرين على
إعادة خلط الأوراق من جديد. 9. وقناعة
الاسرائيليين ان المفاوض
الحقيقي وصاحب القرار هم فصائل
المقاومة والممانعة العربية
والاسلامية وليس محمود عباس
وسلطته. وهذا المفاوض لن يستطيع
المفاوض الاسرائيلي التلاعب
بعواطفه ولا في إدخاله بمتاهات
وسراديب مظلمة,وأن فشل أية جولة
معه ستجبر إسرائيل إلى تقديم
تنازلات أكثر في الجولات الأخرى. 10.
والاجرام والارهاب
الاسرائيلي بات يستهلك إسرائيل
ويبدد جدوى وجودها, ويمنح قوى
المقاومة والصمود والممانعة
المزيد من الشرعية ويزيدهم قوة
ومنعة. 11.
وحروب إدارة جورج بوش
وإسرائيل على الارهاب كما
يدعيان أنتهت
إلى الفشل بعد افتضاح حجم
الاكاذيب والتضليل بشأنها,وأنها
حروب عبثية لاجدوى منها. 12.
ومواجهة قوى المقاومة بجيوش
نظامية ثبت فشله وأنه جهد عبثي
عديم الجدوى. وسيجد بنيامين نتنياهوا أنه أمام
ورطة جديدة
ومشكل معقد ووضع لا يحسد
عليه, لعدة أسباب: • فسوف
يجد نتنياهوا بمواقفه العقيمة
متخلفا عن الركب. فطروحاته بعدم
التنازل عن الأرض وعدم مقايضة
الأرض مقابل السلام, ورفضه
التنازل عن أي شبر من القدس
مرفوضة من المجتمع الدولي. • ومزايدة
حليفه أفيغدور ليبرمان الذي
يحلم بتدمير غزة بقنبلة ذرية
وتدمير السد العالي في اسوان
وتهجير عرب 1948م ستكون كارثة
وعبئا ثقيلا عليه.
وخاصة أن افيغدور ليبرمان
هاجر من مولافيا
ليستوطن في إسرائيل وأنضم
إلى الليكود
رغم أنه عضوا في حركة كاخ
الارهابية الصهيونيةالتي
أقامها الحاخام الارهابي
كاهانا والتي تعتبرها كلا من
إسرائيل والولايات المتحدة
الأمريكية منظمة إرهابية.ونتنياهوا
هو من أدخل لبيرمان إلى السياسة
من بابها العريض عندما عينه
مديرا لمكتبه حين كان رئيا
للحكومة ليكسب أصوات المهاجرين
الروس.وأيهود بارك يتهكم على
ليبرمان في وسائط الاعلام قائلا:
ليبرمان لم يقتل فلسطينا أو
عربيا واحدا وليس له خبرة
بالسلاح. • وسيجد
نتنياهوا أن وعوده
للاسرائيليين بتدمير حزب الله
وحركة حماس ورفض
الانسحاب من الضفة وبقاء
القدس موحدة وعاصمة لاسرائيل,
والقبول فقط بدولة فلسطينية
منزوعة السلاح ومنقوصة السيادة
يرمى لها فقط فتات الهبات
والمساعدات. إنما هي ترهات
واضغاث أحلام. • وستصدم
نتياهوا الحقائق التي تجسدت على
الأرض نتيجة عدوان إسرائيل على
غزة, والتي تتلخص: بإنتصار
المقاومة والدعم اللامحدود لها
من العرب والمسلمين. وتفكك
التأييد الشعبي عن كل نظام
لايدعم فصائل المقاومة أو يتآمر
عليها أو يتحالف مع اعدائها. وأن
سياسية التدخل بشؤون الغير لن
تجدي نفعا وتزيد الطين بلة,وأن
الولايات المتحدة الأميركية
حليفة إسرائيل لم تعد تطاع من
أحد. • وأن
عليه أن لاينسى خطاب الرئيس
باراك اوباما لقادة إيباك في
بداية حملته الانتخابية وفي
مدينة شيكاغوا, والذي قال فيه:
لن اقبل فلسفة الليكود واليمين
الاسرائيلي لكي أعتبر مؤيدا
لاسرائيل. ولذلك فهو لن يجرؤ
على التعامل مع الرئيس
باراك أوباما كما كان تعامل
سابقا بفظاظة مع الرئيس كلينتون.ولن
يجرأ ان يضرب بقدمه باب البيت
الأبيض أو أن يهدد ويتوعد
الولايات المتحدة كما كان يفعل.وسيجد
أيضا ان نائب الرئيس بايدن أكثر
شراسة في أن يزايد أحد عليه
بمحبة إسرائيل. وأن عليه أن
لايعول ايضا على الدور الأميركي
بمفرده. فالرئيس الأميركي باراك
أوباما أعلن بصريح العبارة
بتصريح قال فيه: أنه ليس هناك
مشكلة في العالم تستطيع الادارة
الأميركية حلها بمفردها. • ونتنياهوا
الذي أقر بخطئه بعدم التحالف مع
العمل حين شكل حكومة عام 1996م
سيجد نفسه اليوم في ورطة إن لم
يتحالف معه العمل أو كاديما.وكاديما
غالبيته عناصر مهاجرة من حزب
الليكود. وتشكيل حكومة بمعزل عن
العمل او الليكود معناه ان
حكومته الجديدة ليست سوى أقل من
اقلية. وشروط زعيمة كاديما
تسيبي ليفني قاسية على نتنياهوا,والعمل
قرر أن ينأى بنفسه وأن لايتعاون
معه. • والصخب
والضجيج والنقد اللاذع
والشتائم والسباب والخطاب
المتشنج والغوغائي هم أسياد
الموقف قي المجتمع الاسرائيلي.وستصيب
نتنياهوا بالاحباط واليأس من
حال ومستقبل إسرائيل. فأيهود
اولمرت خاطب وزير دفاعه إيهود
باراك قائلا له: أنت ياباراك
خائن ومتآمر ووقح وخارق
للاتفاقيات التي بيننا. وليفني
التي أعلنت
بوضوح أنها ترفض أية مبادرات
دولية لا تتماشى مع أحتياجات
إسرائيل يتهمها أولمرت ويقول
عنها: ليفني تهرب من القرارات
الصعبة, وتظهر ترددا أكثر من
اللازم,وأنها غادرة وكاذبة,
وببساطة لا تصلح لأن تكون رئيسة
حكومة, وأخشى على مستقبل دولة
إسرائيل إذا وصلت ليفني إلى سدة
الحكم. فهي عديمة القدرة على
اتخاذ قرارات, وهي تنجر وراء
الآخرين, وتفتقر إلى الثقة
بالنفس,وهي تتوتر من كل شيء
لدرجة أنها ترتجف. وأنها كذبت
على لجنة التحقيق في إخفاقات
عدوان تموز من أجل التهرب من
المسئولية,وهي غير قادرة على
قيادة خطوات وعمليات سياسية.حتى
ان اللواء الاحتياط يتسحاق بن
يسرائيل عضو الكنيست
الاسرائيلي قال بالحرف الواحد:
إيهود باراك أسوأ وزير دفاع
شهدته إسرائيل حتى الآن........
وباراك كان جيدا حتى اليوم الذي
فشل فيه كرئيس وزراء عندها فقد
شجاعته السياسية. • وسيجد
نتنياهو نفسه امام ثلاثة محاور
عالمية: محور داعم لقوى
المقاومة يتزايد ويتعاظم .
ومحور معاد لقوى المقاومة يسعى
لتحجيمها والتضييق عليها ولكنه
بات مهزوم ومحاصر. ومحور
يحاول ان يكون له دور من
خلال بناء موقف متمايز ببناء
علاقة وثيقة وإقامة حوار مع
كافة أطراف الصراع. • وستتطاير
أحلام نتنياهو كقش تذروه الريح
من التصريحات الجديدة لقادة
إسرائيل.ومنها: 1. تصريحات
أولمرت رئيس حكومة إسرائيل
المستقيل حين خاطب الاسرائيلين
قائلا لهم: إن رؤية أرض إسرائيل
الكبرى قد ولت إلى غير رجعة,وأن
على إسرائيل
أن تتجه إلى التسوية مع
الفلسطينيين وتتقاسم الأرض
معهم.وذكرهم بتاريخه كي لايتهم
بالجبن فقال لهم: في كامب ديفيد
عام م2000م أعتقدت أن تنازلات
إيهود باراك كان مبالغا فيهاحيث
كنت أؤمن بأن كل المساحة
الواقعة بين البحر ونهر الأردن
تعود لاسرائيل.ولكن بعد نهاية
المطاف وبعد فترة من الدراسة
توصلت إلى نتيجة بأن علينا
أن نتقاسم البلاد مع من يقيمون
معنا إذا كنا لانريد دولة
ثنائية القومية. وتصريحه الاخر
حين قال:بعد أربعين عاما على
مرور حرب الأيام الستة مازلنا
طوال الوقت نطور إدعاءات تهدف
إلى إفشال عملية التسوية بين
إسرائيل والفلسطينيين...................وكان
بإمكاننا أن نثبت أننا كنا طوال
الوقت أصحاب مبادارت وخلاقين
بينما الطرف الآخر متصلب وعنيد,وأننا
كنا ننتصر دوما في النقاش لكننا
كنا نمضي بثقة نحو خسارة الأمر
الأساسي.................... وعلينا أن
نتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين
والسوريين ,وإذا عرفنا كيف نصنع
ذلك فستأتي دول عربية تقيم معنا
علاقات غير رسمية ولاتزال غير
مستعدة للقيام بذلك علنا.........
الأغلبية الساحقة من الجمهور
الاسرائيلي تدرك أن الوقت
لايعمل في مصلحة إسرائيل ,ولا
يعود ذلك إلى أننا لسنا على حق
بل لأن للزمن عواقبه الخاصة,وبالتالي
ينبغي دفع المفاوضات مع
الفلسطينيين قدما.وينبغي
التوصل إلى سلام معهم ومع سوريا
من أجل تغيير التوازن الاقليمي.وإسرائيل
عرفت في الماضي كيف تتخذ قرارات
شجاعة,فهل علينا أن نفقد القدرة
على فعل شيء من أجل تلة هنا وتلة
هناك. ومثل هذه التصريحات ستنسف
مواقف نتنياهوا. 2. تصريح
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي
الذي قال فيه: صحيح أنني صديق
لاسرائيل لكنني صديق متطلب, وقد
ابلغتهم أنه لايمكنهم
الاستمرار. وتصريحه الذي حدد
فيه موقفه من القضية حين قال:
إقامة دولة ديمقراطية قابلة
للحياة للشعب الفلسطيني هي
أولوية فرنسية , وضمانة لأمن
إسرائيل الذي لا مساومة عليه.
وحتى انه يرى ان بلاده لاتتعامل
مع حزب الله بوصفه تنظيما
إرهابيا ,بل هي تقدر دوره
كمقاومة للاحتلال, لأن
فرنساواجهت التجربة نفسها
سابقا لكن لديها ملاحظات اخرى
على حزب الله. 3. والرئيس
الأميركي السابق جيمي كارتر قال
بوضوح: رفض الإدارة الأمريكية
القبول بفوز حركة حماس في
الانتخابات التشريعية عام 2006م
جريمة....... فلقد أثبتت حماس أنها
أكثر تنظيما على الصعيدين
السياسي والعسكري..... وإسرائيل
تقود سياسة أبارتيد في الأراضي
المحتلة,وأن إسرائيل هي العائق
الأساسي لتحقيق السلام في
الأراضي المقدسة. 4. ووزيرة
الخارجية الأميركية كونداليزا
رايس قدمت أستقالتها أكثر من
ثلاث مرات للرئيس جورج بوش.
ولتطييب خاطرها ودفعها لسحب
إستقالتها تمت الموافقة على
مؤتمر أنا بوليس, وكانت
بأستمرار تندد بصقورية ديك
تشيني وإليوت إبرامز. 5. وتوتر
العلاقات التركية الاسرائيلية
نتيجة عدوان إسرائيل على غزة,
ومحاولة شمعون بريس بمداخلته في
مؤتمر دافوس البرهنة على أن
إسرائيل كانت محقة بعدوانها
لسحق المقاومة وإبادة
الفلسطينيين وتأكيده على وجود
أصدقاء عرب يشاطرونها الاعتقاد
بخطر وجود حماس,مستشهدا
بتصريحات أعضاء حكومة عباس على
قيام حماس بكسر أرجل وأيدي
الفلسطينيين. وتكراره محاولة
الغمز واللمز من قناة تركيا
وأردوغان .مما دفع برئيس
الوزراء رجب أردوغان للرد عليه
بقسوة وأتهامه وحكومته بممارسة
الكذب والارهاب وأرتكاب جرائم
حرب,وأنسحابه من المؤتمر.الأمر
الذي أجبر شمعون
بيريس على الاتصال في اليوم
التالي بأردوغان ليتقدم إليه
بالاعتذار, وليوضح له أن رئيس
الجلسة هو من طلب منه تبرير
الوحشية الاسرائيلية والتحدث
بصوت عال كي يسمعه الحاضرون
جيدا. 6. وما بثته
القناة العاشرة الاسرائيلية من
إساءة للمسيحية سيزيدمن تشويه
سمعة وصورة إسرائيل. وسيكون
بمثابة الدليل على أن من يعمدون
لتشويه صورة الاسلام والمسيحية
ويسيئون للرسل والانبياء
إنما هم أشرار وإرهابيين
دفعتهم لهذا العمل الصهيونية
وإسرائيل. 7. والتفكك
والتشرذم العربي الذي أعتبره
يهوشوا ساغي مدير الاستخبارات
العسكرية الاسرائيلية السابق
بأنه السلاح الأكثر تطورا
والأشد تعقيدا الذي أستخدمته
الدولة العبرية
في حروبها الخمس
وما تلاها من عمليات عسكرية
بات إلى أفول وزوال ولن يجدي
نفعا بعد تجذر قوى وفكر
المقاومة, والتحرك الفعال
لانجاز المصالحات وتعزيز الصف
العربي. 8. والرئيس
بوش في آخر زيارة له لاسرائيل
قبل أنتهاء ولايته,وبعد تفهمه
للطبيعة العدوانية لاسرائيل
نصحها بالتخلي عن صفة الصهيونية
كنعت لدولتها وإعتماد اليهودية
بديلا عنها. والغريب أن الجمهوريين هزموا في
الانتخابات الأميركية بسبب
هروبهم من القضايا التي تهم
الناخب الأميركي وتركيزهم على
إثارة مشاعر وعواطف الأمريكيين.حتى
أن الأخطار التي جلبتها إدارة
بوش على بلادهم دفعتهم للاقتراع
لباراك أوباما حامل رايات
الاصلاح والتغيير.في حين جنح
الاسرائيليين للتصويت لليكود
واليمين العنصري المتطرف الذين
فشلوا سابقا بعدما جلبوا من
مصائب وويلات واخطار على العالم
وإسرائيل. رغم ان كل طروحاتهم
تتلخص بإثارة مشاعر الخوف
والقلق والرعب.وتنمية نزعات
التعصب والارهاب والعداء للعرب
والمسلمين والمسيحيين, وترويج
لخطر المشروع النووي
الايراني لعلهم يجيشون بعض
الأنظمة الدولية
ضد إيران.وومن يكرر تجريب
المجرب خير دليل على أن عقله
مخرب.حتى أن هناك من يتندر على
أنه لم يبقى في إسرائيل من زعيم
لم يحظى
بالهزيمة سوى بنيامين نتنياهوا
وأفيغدور ليبرمان ولذلك وقع
عليهما الاختيار. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |