-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الولايات
المتحدة عدوة لنا شئنا أم أبينا أ.د.
محمد اسحق الريفي لا
تستطيع الولايات المتحدة
الأمريكية التخلي عن تحيزها
لكيان الاحتلال الصهيوني مهما
أدى ذلك إلى الإضرار بمصالحها
وزيادة الهوة بين العرب
والأمريكيين، وهذا ما كشفت عنه
الحرب الصهيونية على غزة وما
أكدته هيلاري كلينتون خلال
جولتها الأولى في المنطقة بعد
تسلمها منصب وزير الخارجية
الأمريكية. ومن
المعلوم أن مواقف كل الإدارات
الأمريكية السابقة اتسمت
بالتحيز الكامل للاحتلال
الصهيوني والإجحاف بحق شعبنا
الفلسطيني، وكان الأمريكيون
يعزون ذلك إلى طبيعة العلاقات
الأمريكية الصهيونية، التي كان
يُعتقد أنها تقوم على المصالح
الإستراتيجية والقيم المشتركة
بين الطرفين.
وكان يُعتقد أيضاً أن هناك
حدوداً لتلك العلاقات، وأن
الولايات المتحدة لا تضحي
بمصالحها من أجل علاقاتها مع
الكيان الصهيوني.
ولكن الحرب الصهيونية على
غزة كشفت أن تلك العلاقات تتعدى
المصالح الإستراتيجية
الأمريكية الصهيونية. ففي
الأسبوع الماضي (3/3/2009) شددت
كلينتون في مؤتمر صحفي مشترك مع
شيمون بيريز على أن العلاقات
الأمريكية الصهيونية "تتعدى
المصالح وتقوم على القيم
المشتركة"، ويأتي هذا
التصريح رغم إدراك الإدارة
الأمريكية أن دعمها للكيان
الصهيوني ألحق أضراراً بالغة
بالمصالح الأمريكية في
منطقتنا، خاصة بعد الجرائم
الدموية التي اقترفها جيش
الاحتلال الصهيوني ضد غزة أثناء
حربه عليها.
وفي مقال نشرته صحيفة
هآرتس، نوه الصحفي الصهيوني "عكيفا
إلدار" إلى أن الكيان
الصهيوني لم يعد يساهم في دعم
المصالح الأمريكية، بل أصبح
عبئاً عليها.
وفي الحقيقة، أصبح هذا
الكيان الصهيوني يشكل عبئاً على
الغرب الأنغلوأمريكي ويهدد
أصدقاء الولايات المتحدة العرب
ونفوذها في منطقتنا. ويستخدم
الأمريكيون تعبير "القيم
المشتركة" بطريقة ملتوية،
خاصة عند الحديث عن العلاقات
الأمريكية الصهيونية، لتبرير
دعمهم للكيان الصهيوني
ومواقفهم المعادية لشعبنا
الفلسطيني.
وتشمل هذه القيم من وجهة
النظر الأمريكية: الديمقراطية،
الحرية، المصالح المشتركة، بما
فيها السعي نحو تحقيق الاستقرار
الإقليمي، ومحاربة الإرهاب.
غير أن كلينتون ترى هذه
المرة أن تلك العلاقات تتجاوز
المصالح الإستراتيجية! ويُفهم
ذلك في سياق ما تشير إليه القيم
المشتركة من عدوان على أمتنا. ولست
هنا بصدد التعليق على ما تضمنته
تلك القيم المشتركة من شعارات
كاذبة، ولكن يهمني فقط توضيح أن
الكيان الصهيوني هو كيان وظيفي
سخره الغرب الأنغلوأمريكي
لتمزيق أمتنا والهيمنة عليها
ومنع نهضتها، وذلك في سياق
الصراع بين الحضارتين الغربية
والإسلامية.
ولذلك يزداد الدعم الغربي
لهذا الكيان كلما بدا ضعفه
وازدادت مآزقه عمقاً، لأن فشل
المشروع الصهيوني يعني انتصار
الحضارة الإسلامية واضمحلال
الحضارة الغربية الشريرة التي
تقوم على الاستعمار والهيمنة
على المستضعفين في الأرض
والاعتداء عليهم. وهذه
الحقيقة كفيلة أن توقظ العرب
والمسلمين وتجعلهم أكثرة جدية
في التعاطي مع المخططات
الصهيونية الغربية، فجوهر
السياسة الخارجية الأمريكية لا
يتغير، لأنه يقوم على أساس
الحفاظ على مستويات ثابتة من
توازن القوى وتوازن المصالح وفق
منظور المدرسة الواقعية في
العلاقات الدولية.
وتعتمد صناعة القرار
الأمريكي على متغيرات داخلية
تساهم فيها كل مكونات النظام
السياسي الأمريكي بما فيها
اللوبي الصهيوني، فيكون القرار
المتخذ محصلة لتوازن القوى
السياسية الأمريكية ومصالحها.
وهناك متغيرات خارجية تعتمد
على المصالح الإستراتيجية
الأمريكية وتدخل في صناعة أي
قرار أمريكي يمس هذه المصالح. ولذلك
فإن السياسة الأمريكية لا يؤثر
عليها سوى ما يمكن أن يضر
بالمصالح الإستراتيجية
للولايات المتحدة أو يهدد
نفوذها أو يسقط الأنظمة العربية
المتحالفة معها، وفي هذا السياق
يجب تفسير العدوان الأمريكي على
العراق وأفغانستان وغيرهما،
وإدراك أهداف عملية أوسلو
وأنابوليس والتسوية السياسية
برمتها، فكلها تهدف إلى حماية
الكيان الصهيوني وحفظ أمنه.
ولكن مشكلتنا نحن العرب
أننا نتعاطى مع القضايا المعقدة
بسذاجة وسطحية، ما يزيد من
قابليتنا للخداع!! إن
أوباما لا يملك تغيير سياسة
بلاده، والقوة الكامنة التي
تمتلكها أمتنا هي التي تجعل
إدارة أوباما تحترمنا،
والمقاومة وحدها هي الكفيلة
بمواجهة العدوان الأمريكي!! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |