-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بدائل
الكلام، وبدائل الفعل، والتبادل
بينها.. في العمل السياسي! عبدالله
القحطاني الحياة،
في بعض مظاهرها، رحلة بحث عن
البدائل! فالتفكير بالبدائل،
يفرض نفسه علينا، كل ساعة، من
ليلنا أو نهارنا! بدائل
في القول بأنواعه: العامّي
والفصيح، العلمي والأدبي،
الاجتماعي والسياسي، الثقافي
والاقتصادي، الهادئ والعنيف..! وبدائل
في الفعل بأنواعه: بدائل في
البيع والشراء، وفي الطعام
والشراب، وفي السفر والإقامة،
وفي الإيجار والاستئجار، وفي
الزواج والطلاق..! وفي كل
من القول والفعل، هناك بحث
دائم، عمّا هو أفضل، بين
البدائل المعروضة: بدائل
في الحسن والأحسن، وفي المجدي
والأجدى، وفي المناسب والأنسب،
وفي الضارّ والأقلّ ضرراً! كل ذلك
معروف، بدرجات مختلفة، لدى
عقلاء البشر.. تتفاوت بتفاوت
درجات وعيهم وخبرتهم، وقدرتهم
على التمييز والتمحيص، وعلى
الموازنة والاختيار.. لا يستثنى
من ذلك طفل بلغ العامين من عمره،
وأحمق وبليد، وأمّي وجاهل.. فلكل
مستوى من الوعي والتفكير،
والخبرة والإدراك.. مستوى من
التمييز والتفضيل والاختيار! في
النصوص المقدّسة، نصوص كثيرة
تدلّ على ذلك: قال
تعالى: إنّا هديناه السبيلَ
إمّا شاكراً وإمّا كَفورا. وقال
عزّ وجلّ: يسألونك عن الخمر
والميسر قلْ فيهما منافع للناس
وإثمهما أكبر من نفعهما.. وقال،
منكراً على بعض الأقوام سوء
اختبارهم: أتستبدلون الذي هو
أدنى بالذي هو خير.. وقال
الشاعر: إذا غامرتَ في شرفٍ
مَروم
فلا تقنعْ بما دونَ النجومِ ومعلوم
أن كل اختيار، له كلفة ما، من
حيث سلبياته وإيجابياته. كما أن
صاحب كل اختيار، يتحمل
مسؤوليته، عن نتائج اختباره! هوامش
الاختبار، قد تكون واسعة، وتكون
البدائل كثيرة.. كما أنها قد
تكون ضيّقة، وتكون البدائل
قليلة، أو قليلة جداً! وقد
تكون البدائل، كلها، شراً، أو
ضرراً.. فيختار
العاقل أهون الشرّين، أو أخفّ
الضررين، إذا استطاع التمييز
بين بدائله، بصورة جيّدة! كثيراً
ما يخطئ بعض الناس، في تمييز
بدائلهم وتمحيصها.. فيختارون
الأسوأ، بدلاً من الأحسن، أو من
الأقلّ سوءاً! وذلك، لجهل منهم
بمزايا كل بديل، أو لضعف الخبرة
في التفكير والموازنة، أو لهوى
طاغ، يعمي المرء عن اختيار ما
ينفعه، فيأخذ ما يضرّه! كلما
غامت الرؤية، في تمييز المصالح
والمفاسد، أو تشابكت المصالح
والمقاصد، وتشابهت معالمها..
صعبت رؤية النتائج، المترتّبة
على كل منها! وذلك يكون، غالباً،
في أنواع التفكير المعقّدة،
التي تحتاج إلى قدرات خاصّة، في
الحساب والتمييز والتمحيص!
وربّما كان التفكير السياسي، من
أعقد أنواع التفكير ؛ لأن مجال
الحساب فيه، واسع جداً، وعناصره
التي تحتاج إلى رصد وجمع
وموازنة، كثيرة جداً، يتشابك
فيها الإنساني، بالخلقي،
بالاجتماعي، بالاقتصادي،
بمعطيات الماضي والحاضر،
بتوقّعات المستقبل! القول:
في السياسة، والفكر السياسي،
والفعل السياسي.. متعدّد
المناحي، متعدّد الدرجات! وقد
يُعدّ، هو، ذاته، فعلاً
سياسياً، أو ممهّداً لفعل
سياسي، أو مروّجاً لموقف سياسي!
وبدائل القول كثيرة، جداً،
تتفاوت بحسب كل حالة: بديل
القول في السياسة: قد يكون
فعلاً، كما أن القول نفسه، قد
يكون بديلاً عن فعل؛ وذلك:
كالسعي إلى حلّ المعضلات
بالسلم، عبر الحوار.. أو بالحرب،
إذا عجز الحوار.. أو بالحصار،
الذي هو بين الحوارين: حوار
الألسنة والأقلام، وحوار
المدافع والطائرات! وهو بديل
قديم متجدّد، كثر استخدامه في
السنوات الأخيرة! والمقاطعة قد
تكون جزءاً من عملية الحصار،
كما أنها قد تكون عملاً قائماً
بذاته! أمثلة: بدائل
السلطة المستبدّة، في التعامل
مع معارضيها: الاعتقال،
والمطاردة، والمحاصرة بالرزق،
وتشويه السمعة، والتهديد
بالأذى، للمعارض، ولذويه..! التجاهل،
وإظهار عدم الاكتراث! التفاوض
غير الجادّ، لكسب الوقت على
حساب المعارضة، ولتمزيق صفّها،
ولتخفيف ضررها، إذا وجِد! التفاوض
الجادّ، إذا كانت المعارضة
قويّة، تشكّل تهديداً حقيقياً،
للنظام الحاكم! وربّما اقتضى
الأمر تنازلات كبيرة، إذا كانت
موازين القوى تميل لمصلحة
المعارضة! بدائل
المعارضة: تتفاوت
بحسب ما لديها من قوى، ظاهرة
وكامنة: وهي
تراوح، بين الكلام المجّاني،
الذي لا وزن له.. وبين تهديد
النظام الحاكم، بشكل جادّ،
بالإسقاط، أو بتحميله كلفة
باهظة جداً..! وبينهما درجات
كثيرة، تتفاوت حسب موازين
القوّة والضعف، وتؤثّر فيها
الظروف: المحلّية، والإقليمية،
والدولية! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |