-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  07/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


فقه التغيير – 9

كيف نخلص أولادنا من الأنانية

د . خالد الأحمد

من فضل الله علي أنني كتبت بضعة عشر كتيباً في تربية الأولاد، وكان الدافع الأساس الذي ألهمني هذا الاهتمام فشل بعض إخواننا الدعاة في تربية أولادهم؛ فكان من بعضهم الشذوذ في سلوكه وفكره، وأؤكد اليوم على أن تربية أولاد الدعاة هي الواجب الأول للحركة الإسلامية، لأن الناس ينظرون لهم بمناظير مكبرة ( مجاهر) يبحثون فيها ويفتشون عن العيوب، وإذا وجدوها رفعوا أصواتهم مشهرين وشامتين يقولون : هؤلاء أبناؤهم كذا وكذا، إنهم يقولون مالا يفعلون ....

وأفضل زمن للتربية منذ الصغر،ولعل تربية أولادنا من الصغر على الغيرية وحب الآخرين أسهل من تغيير أنفسنا التي تكلست فيها الأنانية عند بعضنا، وصار من الصعب التخلص منها بدون جهد ومشقة أشبه بالعمل الجراحي ...

لذلك لنفكر في تربية أولادنا لنجنبهم المرض الخبيث الذي عشعش فينا، والذي جرنا إلى تغيير حالنا من سيء إلى أسوأ ... فالتغيير إيجابي وسلبي أيضاً، عندما تزداد نفوسنا أنانية يغير الله أوضاعنا إلى أسوأ كما هو واقعنا اليوم ولاحول ولاقوة إلا بالله ...

 

الأنشطة الجماعية منذ الصغر :

الأنشطة الجماعية وغرس روح الفريق منذ الصغر، ولنبدأ بأولادنا في المرحلة الابتدائية، نشكل منهم فريقين لكرة القدم، يتباريان مرة كل أسبوع، مباراة منظمة ومنضبطة يشرف عليها أخ أو أكثر من ذوي الخبرة والدراية، كي يجتهد كل فرد من الفريق لينتصر الفريق، وبالتالي تذوب أناه الفردية في أنا الفريق الجماعية ...

 

النزهات الأسبوعية :

ولنأخذ أولادنا في نزهة أسبوعية في ضواحي المدينة، ونوزعهم على مجموعات، تقوم كل واحدة بجزء من النشاط المطلوب، ومنه إعداد الطعام، فيعمل كل فرد بنفسه ويسهم مع الآخرين، ويوزع  العمل على المجموعات، فتقوم كل مجموعة بجزء من العمل، إحداها تجمع الحطب، والثانية تقطع الطعام وتعده، والثالثة تمد المائدة، وهكذا يعمل كل فرد ولا نسمح لفرد أن يبقى جالساً يتفرج على الآخرين ولا يسهم معهم في العمل ...

 

الرحلات :

ومن الأنشطة الجماعية التي تذيب الأنا الفردية في المجموعة ؛ الرحلات الجماعية، الرحلات المخطط لها، وذات الهدف التربوي الواضح، وهو غرس روح الفريق والجماعة في الفرد، ومساعدته على الخروج من الأنانية، ومراقبته في سلوكه مع الجماعة، وتوجيهه بأسلوب علاجي حكيم ...فأولادنا يختلفون في جرعة الأنانية الموجودة لديهم، وكأنهم يقتبسون من بيوتهم هذه الأنانية، التي من المفترض أن يتخلص الولد منها في المدرسة الابتدائية ...

 

الأسرة الواعية :

والأسرة الواعية تجعل الأولاد ذكوراً وإناثاً يسهمون في أعمال البيت،  ولاتترك الولد يتفرج على أمه وأخواته عندما ينظفن البيت ويغسلن الملابس وغير ذلك من أعمال المنزل، لابد من إسهام الأولاد الذكور في أعمال البيت، ولو بشكل رمزي، كي يشعر بمشاركة الآخرين ( أمه وأخواته )، وليكبح شعور الأنانية وحب الذات عنده . 

 

المدرسة الواعية :

وفي المدرسة لابد أن ندرب الطلاب على العمل الجماعي، وقلت أنني في سنواتي الأخيرة من التدريس صرنا ننظم مقاعد الفصل على شكل حلقات، طاولة مستديرة يجلس حولها بضعة طلاب، نسميهم مجموعة، وعندما توزع الأسئلة تعطى للمجموعات وليس للأفراد، وتستطيع المجموعة أن تتشاور من أجل الوصول إلى الجواب الصحيح، ثم يكلف رئيس المجموعة أحد أعضائها لتقديم الجواب، كما يجري في مسابقات التلفزيون . ومن ثم تمنح الدرجات للمجموعة وليس للفرد، وهذا الأسلوب جيد في غرس روح العمل الجماعي، والخروج من الأنانية الفردية .

كما يستطيع المدرس الناجح أن يكلف مجموعة من الطلاب بواجب جماعي، بالإضافة إلى واجبات فردية أيضاً، والهدف واضح، وهو تدريب الطلاب على العمل الجماعي، فقد يبذل زيد من الطلاب مجهوداً أكبر في الواجب الجماعي، لكنه يقدر على ذلك، بينما قدرات عمرو أقل من ذلك، ولايقدم إلا الشيء القليل، لكنه يسهم على كل حال بطاقته وقدراته، ومن ثم، يقدم الواجب باسم المجموعة، مع أن زيداً قدم جهوداً أكثر من غيره، ولعل ذلك يغرس روح العمل الجماعي ويرسخه لدى الأولاد .

 

المخيمات :

ومن أعظم الوسائل لغرس روح العمل الجماعي المخيمات، وينبغي أن يحضر الأولاد في سن المرحلة الابتدائية عدداً من المخيمات، تحت إشراف مربين أكفاء وأمناء، وفي المخيم تزول الفوارق التي رسخها البيت، فلكل بيت حالته المادية، بيت فقير، وبيت غني، والفوارق كبيرة بين هذا وذاك، وعندئذ تترسخ الفروق الفردية ويترسخ الشعور بالأنانية، أما في المخيم فيتساوى الجميع في طعامهم وشرابهم وفراشهم، ولهذا المخيم أثر في إضعاف الشعور بالأنانية وغرس الروح الجماعية ....

والأولاد في نهاية المرحلة الابتدائية وخلال المرحلة المتوسطة يحبون العيش في المخيمات، لأن الأولاد يحبون أن يعاملوا كرجال في هذه السن، وعلى المربي الحصيف أن يستفيد من الرغبة، ويستفيد منها في غرس روح العمل الجماعي، والتربية الاجتماعية وخاصة السياسية، ومن المعلوم لدينا أن التربية السياسية تعد الأفراد الصالحين للحياة في المجتمع المسلم، المواطن الذي يعرف واجباته فيؤديها طمعاً في ثواب الله عزوجل، كما يعرف حقوقه فيسعى إلى اكتسابها بالطرق المشروعة ... والتربية السياسية توازن الشعور بالأنا مع الشعور بالآخر، ولا تغلب أحدهما على الآخر ...

وأسأل الله عزوجل أن يعيننا – نحن القاعدة الصلبة أبناء الحركة الإسلامية – على تربية أولادنا تربية إسلامية صحيحة، نغرس فيهم روح الجماعة منذ الصغر، ونخلصهم من الأنانية والفردية التي عرقلت العمل الجماعي ....

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ