-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
عشية
زيارتهما المرتقبة إلى سوريا ... مبعوثا
إدارة أوباما لا يمثلان التغيير
المنشود بقلم:
علاء بيومي اختيار
دان شابيرو وجيفري فيلتمان كأول
مبعوثين من قبل إدارة أوباما
لسوريا ضمن سياسة ما يعرف
بالحوار أو التفاعل مع سوريا
يحمل رسالة سلبية لسوريا ولكثير
من العرب الذين عولوا على إدارة
أوباما في إدخال تغيير حقيقي
على سياسة أميركا تجاه الشرق
الأوسط فدان
(دانيال) شابيرو – مسئول شئون
الشرق الأدنى بمجلس الأمن
القومي حاليا – هو أحد أهم
مبعوثي أوباما لليهود
الأميركيين خلال حملته
الانتخابية، وواحد من دائرة
صغيرة من أهم مستشاري أوباما
الذين أحاطوا به طوال حملته
الانتخابية ووثق فيهم لوبي
إسرائيل على طول الخط، فوجود
شابيرو بجوار أوباما كان ومازال
موضع ترحيب ورضا من قبل لوبي
إسرائيل كما يظهر من عشرات
المقالات المنشورة بالصحف
اليهودية الأميركية عن ذلك
الأمر وبعضها حديث للغاية ولا
يفوت غالبية هذه المقالات أن
تذكر دور شابيرو في حصد دعم
الكونجرس الأميركي لقانون
"محاسبة سوريا" في عام 2003
حيث عمل شابيرو كمساعد لأحد
أعضاء الكونجرس أما
جيفري فيلتمان – والذي يشغل
حاليا منصب القائم بأعمال مساعد
وزير الخارجية الأميركي لشئون
الشرق الأدنى - فهو معروف
للمنطقة من خلال خدمته الحديثة
ضمن إدارتي جورج دبليو بوش، حيث
خدم في قنصلية أميركا بالقدس
خلال الفترة من أغسطس 2001 حتى
ديسمبر 2003، كما عين سفيرا
لأميركا لدى لبنان من يوليو 2004
حتى يناير 2008 وهي
بالطبع فترة صعبة وهامة، فخلال
خدمة فيلتمان بالقدس طبقت
أميركا سياسية عزل عرفات
وتغييره، وهناك مقالات لوكالات
الإنباء تشير إلى اجتماعات
عقدها فيلتمان للضغط على قيادات
فلسطينية في هذا الاتجاه أما
فترة خدمة فيلتمان بلبنان فكانت
مليئة بالأحداث الصعبة وعلى
رأسها حرب إسرائيل على لبنان في
صيف عام 2006 والتي لامها فيلتمان
على حزب الله، والواضح أن
فيلتمان خلال خدمته في لبنان لم
يقف على مسافة واحدة من
الجماعات اللبنانية المختلفة
حيث شهدت علاقته مع جماعات
"المعارضة" اللبنانية
توترا كبيرا صعد في كثير من
الأحيان إلى السطح وإلى وسائل
الإعلام كما
يظهر من شهادة أدلى بها فيلتمان
أمام مجلس النواب الأميركي في
صيف 2008 وبعد خروجه من منصبه
كسفير لأميركا لدى لبنان مدى
تشدد فيلتمان ضد سوريا ومدى
صقوريته في نقد خصومه وبالطبع
يمكن القول أن رجل مثل فيلتمان
تولي المهام التي تولاها في مثل
هذا الفترة قد حاز بالفعل على
ثقة إدارة بوش وصقورها
والمحافظين الجدد، وأنه رجل لا
يقف على مسافة واحدة من الأطراف
والجماعات السياسية المختلفة
والمتنازعة بالمنطقة، وأنه قد
يكون عاجزا من الوقوف على مسافة
واحدة أو مناسبة تجاه دولة مثل
سوريا ولهذا
يصعب وربما يستحيل رؤية فيلتمان
كرمز للتغيير الذي كان يتمناه
العرب في إدارة أوباما، فالرجل
يعد رمزا لعهد بوش ولسياسة عزل
سوريا وعزل عرفات وتغيير النظام
الفلسطيني فكيف
يمكن تصور أن يساعد وجود
فيلتمان أو موثوق لوبي إسرائيل
(دان شابيرو) على تحقيق التغيير
الإيجابي المنشود أو المتصور في
الشرق الأوسط فأقصى
ما يمكن تصوره هو أن يسعى هؤلاء
لعزل سوريا عن إيران، والضغط
على سوريا من أجل تغيير
سياساتها تغييرا جذريا بأقل ثمن
أو حتى بدون أي ثمن وبهذا
تكون إدارة أوباما قد اختارت
أسوأ سيناريو للتغيير، سيناريو
يريد بناء تحالف دولي و إقليمي
لتصفية خصوم أميركا دبلوماسيا،
فدبلوماسية أوباما تريد تبني
الدبلوماسية لا كوسيلة لادخال
تغيير جذري إيجابي نحو الحوار
والتفاهم والمكاسب المتبادلة،
ولكن كسلاح لعزل النظم المعارضة
وحصارها والقضاء على معارضتها،
وبالطبع يصعب تصور أن يكون ذلك
مقابل ثمن سياسي مناسب، فمن
الصعب أن نتصور أن يقبل أشخاص
مثل شابيرو وفيلتمان إعطاء
سوريا ثمنا سياسيا مناسبا
لتغيير سياساتها من
الواضح أيضا أنه بات من الصعب
استخدام عبارة "دبلوماسية
أوباما" لوصف ما يحدث فنحن
بوضوح أما دبلوماسية
"الليبراليين الجدد"
المحيطين بأوباما من أمثال
هيلاري كلينتون وجوزيف بايدن
ورام إيمانويل ودينيس روس،
والذين اختاروا دان شابيرو
وجيفري فيلتمان كأول مبعوثين
لإدارة أميركية إلى سوريا منذ
سنوات وكبداية لحوار أميركا
المرتقب مع سوريا وبهذا
يصعب تصور أن يتغير الحال إلى
الأفضل، فالإدارة الأميركية
الجديدة تعطي إشارات سلبية
واحدة تلو الأخرى، أشارات تقول
أن العرب بالغوا في التفاؤل
وعليهم الحذر، وتقول أيضا أن
إدارة أوباما تبالغ في التفاؤل
في إمكانية تحقيق التغيير بدون
ثمن سياسي حقيقي تقدمه أميركا
لدول المنطقة في المقابل وهذا قد
يعني العودة بنا مرة أخرى إلى
حالة الاحتقان الدبلوماسي
والسياسي التي عاشتها المنطقة
في ظل إدارة جورج دبليو بوش
والتي مازال طعمها المر عالقا
في الأذهان وهو ما لا نتمناه ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |