-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ولادة
الرسول نظرة إلى أسبوع الوحدة
الحقيقية الشيخ
الدكتور : خالد عبد الوهاب الملا المولد
النبوي الشريف يعني الكثير
الكثير من الدروس والعبر التي
نحن بحاجة لها والأمة تخــوض
صراعا شـــديدا مع خصـومها
فـالولادة تعني تجــدد العهـد
والـولاء لرســول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم ) وتعني
الحياة الحقيقية لبني الإنسان
الذي كلفه الله تعالى بعمارة
الأرض واستخلافها حسب قانون
الله تعالى لخلقه والذي انزله
على رسله عن طريق روح القدس
جبريل (عليه السلام) وحين نتحدث
عن الوحدة إنما نعني وحدة
المصير والقضية لا أن يذوب
الإنسان في مذهب الآخر خاصة
والسؤال الذي يطرح نفسه هل
نستطيع اليوم أن نستفيد من هذه
المناسبات حق الاستفادة أم أن
هذه المناسبات تمر على المسلمين
دون أن يلتفتوا إلى معانيها
ويأخذوا من دروسها وعبرها وهذا
هو سبب ضعفنا بين الشعوب والأمم
وتكالب الأعداء علينا ونحن
كعراقيين لنا كل الحق أن نفتخر
بانتمائنا أولا للإسلام وثانيا
لبلدنا العراق مهد الخلافة
الإسلامية لنا الحق أن نفتخر
حينما حاول المجرمون
والإرهابيون والتكفيريون
والطائفيون والخارجون عن
القانون أن يفرقوا صف العراقيين
عبر جرائم القتل والتهجير
والتفجير وعمليات القتل
الجماعي والتي حصدت
الآلاف من أبناء شعبنا
الصابر . لكنهم
فشلوا وفشلت مخططاتهم أمام صمود
العراقيين وصلابة إرادتهم وقوة
إيمانهم لأنهم تعلموا الكثير من
شخصية الرسول الأعظم ص والذي
كانت دعوته دعوة الحق والعدل
والمساواة والتعايش وقبول
الآخر والاعتراف به وعدم إقصائه. فعندما
ولد الرسول (صلى الله عليه وآله
وسلم ) لم تكن الأرض تعرف العدل
والمساواة وكان الإفراد
والجماعات يذبحون بعضهم
والجلادون يضعون على العبيد ما
طاب لهم وكان الظُلم والظلام هو
ألوان السائد على وجه الأرض
ويوم ولد الرسول (صلى الله عليه
وآله وسلم ) تهاوت أركان الظلم
من عليائها مثلما ولدت إرادة
العراقيين الحرة وإصرارهم على
التغير نحو الأحسن والخلاص من
الدكتاتورية المقيتة ونظرية
الحزب الأوحد وحينها تهاوت
أركان النظام وأزلامه وأصبحوا
قاعا صفصفا لا ترى لهم أثرا ولا
ذكرى نعم يوم
ولد رسول الله ص تساوت حقوق
الإنسان مع أخيه الإنسان
فالمسلم اخو المسلم ولا فرق
لعربي على أعجمي إلا بالتقوى
والناس سواسية كأسنان المشط لا
يفرقهم إلا العمل الصالح
والصادق. نعم
أن ذكرى ولادة الرسول الأعظم (صلى
الله عليه وآله وسلم) هي ذكرى
الحياة ونشر الحق ولادة الحرية
التي حرم منها الإنسان لقرون من
الزمن الغابر وكم سعيد هو
الإنسان حينما يشعر انه حر أمام
تطلعاته وعبد لله وحده لا شريك
له ولقد شعر العراقيون بفضل
جهودهم وتضحياتهم بالحرية التي
لطالما قدمت
الدماء لأجلها
قرابين إلى الله تعالى . اليوم
وبعد ألف وأربعمائة عام وزيادة
ينبغي على المسلمين أن يقفوا
وقفة رجل واحد أمام التحديات
ويتركوا كلما يفرق صفهم
ويضعف قواهم والأمة برجالها
وعلى رجال الأمة أن يلعبوا دورا
متميزا في توجيه المجتمعات
الإسلامية سيما القريبة إلى
مصادر الفتوى والوعظ والإرشاد
وان نستثمر ولادة الرسول (
صلى الله عليه وآله وسلم )
لتقوية أواصر المحبة والإخوة
بيننا كحقيقة عملية
يتحسس بها الإنسان وهو يؤدي
عبادته حرا لله. فتوحيد
الله سبحانه وتعالى هو الأصل
الجامع الذي تتألف عليه جموع
الأمة الإسلامية من الشرق إلى
الغرب في إخاء تعبدي لا نظير له
وحينما تتوحد في إطار عبادة رب
كريم عظيم قد أراد لها أن تكون
كالجسد الواحد إذا اشتكى بعضه
اشتكى كله حيث قال (صلى الله
عليه وآله وسلم) المسلمون
كالجسد الواحد إذا اشتكى بعضه
اشتكى كله ويوم يقف المسلمون
يقفون عبر مشترك واحد لا ثاني له
وحينها يشعر المسلم في كل زمان
ومكان ليبدأ صلاته بقوله الله
اكبر متوجها إلى قبلة واحدة
ويذكر نبيا واحدا ويقرا في قرأن
واحد هذه مشتركات لابد أن
نستثمرها في تقوية أواصر وحدتنا يقول
الله تعالى (إن هذه أمتكم امة
واحدة وأنا ربكم فاعبدون) وكم هو
ملفت لنظر العقلاء والمفكرين
حينما ترى أن الله سبحانه
وتعالى قد قدم في هذه الآية
الكريمة وحدة الأمة على عبادته
ووحدانيته وكأنه سبحانه يريد أن
يبين لعباده أن حقيقة عبادتهم
له جل شانه تنسجم في وجود هذه
الأمة التي أريد لها أن تكون
شاهدة على الأمم ورائدة على ملك
التوحيد ومنقذة
لبني الإنسان من ريق
الوثنية على مختلف أشكالهم
وألوانهم نعم حينما تكون هذه
الأمة صفا واحدا كالبنيان
المرصوص يسجد لله في محراب
العبودية له ويقوم له بأعباء
الرسالة السماوية والخلافة
الإنسانية كي يعمر الأرض وحينما
تكون الوحدة هي العمود
الأساس لإقامة بناء الكيان
الإنساني والذي
يتوجه جميعه إلى عبادة الواحد
الأحد سوف تزدهر الأمة ويعلو
شانها واعتقد أن وحدة الأمة هي
سر انتصارها على أعدائها حينما
وحد الإسلام أمته والتي أخرجها
من سفه الجاهلية والشرك
والعصبية القبلية المقيتة التي
كانت تحكم آنذاك
ووضع على عاتقنا مسؤولية
التغير ليقوم شرع الله في أرضه
وتعلو كلمة الله على أرجاء
المعمورة نعم
إن سر الفوز الذي حققه المسلمون
والنجاح الذي كسبه الأوائل
المتميزون هو بوحدة كلمتها
والفتها ولحمتها وتناصرها ومن
هنا جاءت الوصية القرآنية
العظيمة (واعتصموا بحبل الله
جميعا ولا تفرقوا) لتتجسد في ذلك
حقيقة الشرط الجازم الذي سيحقق
لها النصر الأكيد سيما إذا عملت
ضمن وثيقة التلازم القرآني (إن
تنصروا الله ينصركم) (وان الله
يحب الذين يقاتلون في سبيله
كالبنيان المرصوص) نعم لقد
كانت هذه الأمة تتمتع بالوحي
وجهود النبوة وتضحيات
المجاهدين على خطها لأنها كانت
تحرص اشد الحرص على أن تحفظ
لهذه الوحدة وجودها
وديمومتها للتواصل بين الإنسان
وأخيه الإنسان وكل عام
والمسلمون بخير والى تحقيق
الأماني والرقي تحت نظرية
الوحدة الإسلامية
الحقيقية وهي أمل المخلصين
ودعوتي خالصة لجميع
المسلمين من أن يجعلوا لحمة
العراقيين درسا يُحتذى به. ـــــــــ *رئيس
جماعة علماء العراق / فرع الجنوب ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |