-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الموقف
البريطاني من حزب الله هل هو مقدمة
لموقف مماثل من حماس؟ رشيد
شاهين أعلنت
الحكومة البريطانية قبل عدة
أيام بأنها بصدد إعادة موقفها
المعلن والمعروف من حزب الله
اللبناني والذي يعتبر الحزب
منظمة إرهابية يحظر التعامل
معها أو الاتصال بها، هذا
الإعلان البريطاني يعتبر
تكرارا لموقف سابق كانت قد
اتخذته الحكومة البريطانية من
الحزب الجمهوري الايرلندي وذلك
عندما قامت هذه الحكومة
بالتفاوض مع الجناح السياسي
للحزب والمعروف بالشين فين. هذا
الإعلان البريطاني ربما يأتي
كواحدة من الخطوات التي بدأت
الدول الغربية باتخاذها بعد أن
غادر الرئيس الأمريكي السابق
جورج بوش غير مأسوف عليه والذي
كان لسياساته "الهوجاء"
أثرا سلبيا كبيرا ليس على مجمل
الأوضاع السياسية في العديد من
مناطق العالم لا بل وكان
لسياساته وخاصة الاقتصادية
أسوأ الأثر على الأوضاع
الاقتصادية وهذا ما أدى إلى
كارثة اقتصادية لم يشهدها
العالم منذ ثمانية عقود. من غير
الممكن ان تكون الخطوة
البريطانية قد تم اتخاذها بدون
التنسيق والتشاور مع إدارة
الرئيس الأميركي الجديد باراك
اوباما، كما لا يمكن أن تكون
خطوة بريطانيا هذه خطوة
بريطانية خالصة، حيث ان لهذه
الدولة شركاء في الاتحاد
الأوروبي الذي لا يمكن الخروج
على سياساته هكذا بدون التشاور
مع الشركاء فيه، وهذا ما يعزز
الاعتقاد القائل بان بريطانيا
قد حصلت على الضوء الأخضر من قبل
الشركاء الأوروبيين كما ان هذه
الخطوة تعزز بدون شك الرغبة
الأوروبية في الابتعاد ولو
قليلا عن المواقف الأميركية
والتي كانت توحي فيما توحي بان
أوروبا إنما تسير في ظل سياسات
ومواقف إدارة بوش الكريهة.
المحاولة
البريطانية للقول بان الاتصال
سوف يقتصر على "الجناح
السياسي" لحزب الله لن يقلل
من أهمية هذه الخطوة باتجاه
الاعتراف بالحزب كمكون أساسي من
المكونات والكيانات السياسية
الرئيسية في لبنان، وهي كذلك
تأتي ضمن مجموعة من التغيرات في
المواقف السياسية الأميركية
التي كان من بينها إرسال
مبعوثين للتحاور مع سوريا
وبالتالي التقدم خطوة مهمة إلى
الأمام في العلاقات السورية
الأميركية التي أصابها الكثير
من الجمود والتوتر خلال فترة
بوش. هذا
الانفتاح البريطاني وكذلك
الأميركي يعتبر مؤشرا على
توجهات جديدة جدية ربما كان
إحدى الثمرات التي قادت إليها
حرب إسرائيل على قطاع غزة وهذا
الكم من الضحايا الأبرياء
بالإضافة إلى الدمار الهائل
وغير المسبوق في قطاع غزة وهذا
ما أدى إلى غضبة شعبية عارمة في
الكثير من دول العالم بما فيها
بريطانيا، وهو سوف يكون بمثابة
الضوء الأخضر الذي من خلاله لا
بد من أن نشهد اتصالات مع حركة
حماس خاصة في ظل ما صرح به أكثر
من مسؤول أوروبي من أن على
الفلسطينيين أن يتفقوا على
تشكيل حكومة وفاق أو وحدة وطنية
ولم تتم الإشارة إلى اعتبارات
كثيرة كانت قد أثيرت خلال تشكيل
حكومة حماس الأولى أو حكومة
الوحدة التي تلتها والتي لم
تعمر طويلا. عندما
نقول بان إمكانية الاتصال بحركة
حماس بعد أن أجازت الحكومة
البريطانية الاتصال بحزب الله
من خلال من قالت إنهم ممثلين
لحزب الله في الحكومة وفي مجلس
النواب اللبناني فان المنطق أو
المعيار ذاته يمكن ان يتم
استخدامه في ما نعتقد بان
الحكومة البريطانية ذاهبة إليه
وهو الاتصال بحركة حماس، حيث ان
الجميع يعلم ان الأغلبية في
المجلس التشريعي الفلسطيني هي
لحركة حماس، كما انه لا بد من ان
أي حكومة قادمة سوف تشهد مشاركة
ممثلين عن حركة حماس أو على
الأقل وزراء قريبين من الحركة. لا شك
أن الانتخابات الإسرائيلية
أيضا احد الأسباب التي سوف تدفع
الحكومة البريطانية لاتخاذ مثل
هذه الخطوة – الاتصال بحماس-
هذه الانتخابات التي أفرزت بشكل
لافت قوى اليمين المتشدد، كما
ان تكليف بنيامين نتانياهو
تشكيل الحكومة الإسرائيلية
القادمة وهو المعروف بمواقفه
المتشددة من المسالة
الفلسطينية وموضوعة الوطن
البديل للفلسطينيين وعدم
اعترافه بالحل السياسي للصراع
وفي أحسن الأحوال يروج للحل
الاقتصادي، بالإضافة إلى انه
سوف يقوم بضم حزب إسرائيل بيتنا
بقيادة افيغدور ليبرمان
المعروف بمواقفه الفاشية من
الفلسطينيين، وهذا ما سيحرج
الدول الغربية فيما لو انها
تعاملت معه وقامت بالترحيب به
في عواصمها، وهذا مما سيكشف زيف
المواقف الغربية من حيث انها
تتعامل بشكل واضح من التمييز
وذلك عندما قامت بمقاطعة حركة
حماس ووزرائها في حكومة الوحدة
الوطنية تحت ذرائع وحجج واهية. ما يجب
أن ننوه إليه هو ان تجارب الشعوب
العربية بعامة وتجربة الشعب
الفلسطيني بشكل خاص مع الحكومات
البريطانية منذ وعد بلفور وما
قبل وعد بلفور كانت تجارب سوداء
ولا تدعوا على التفاؤل حيث ان
احد الأسباب الرئيسية لزراعة
الكيان الصهيوني في قلب العالم
العربي وعلى أنقاض الشعب
الفلسطيني وكما يعلم الجميع كان
الوجود الاستعماري البريطاني
البغيض ومن هنا فإننا وبرغم
اعتقادنا ان خطوة بريطانيا قد
تكون مقدمة لخطوة مماثلة مع
حركة حماس وهذا لا بد قد تناهى
إلى الإخوة في حماس، فانه لا بد
من عدم التعامل مع الموضوع
كمسلمة كما انه فيما إن حصل مثل
هذا الاتصال فلا بد أيضا من
التعامل مع ذلك بكثير من الحذر
والحيطة لما يعلمه الجميع من
مكر الانجليز وأغراضهم الخبيثة.
بالإضافة
إلى ذلك فانه لا بد من أن يتم
التعامل مع مثل هذا الموقف
البريطاني من خلال موقف فلسطيني
متميز وذلك من خلال إنهاء حالة
الانقسام وإعادة اللحمة لشطري
الوطن، والكف عن العبثية في
المواقف، وهذا يفرض على
الفلسطينيين بكافة اتجاهاتهم
وعلى الأخص حركتي فتح وحماس أن
يتساموا عن الجراح وان يرتقوا
بالمواقف من خلال إظهار الكثير
من التسامح خلال جلسات الحوار
التي تنعقد في القاهرة، وذلك من
اجل تعزيز الموقف الفلسطيني
وخاصة فيما يتعلق بالموضوع
الأكثر إلحاحا في الساحة
الفلسطينية ألا وهو إعادة أعمار
ما دمره العدوان خاصة وان هناك
الكثير من الدول التي ربطت
تقديم الأموال من اجل الأعمار
بتشكيل حكومة وحدة وإنهاء
الانقسام. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |