-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أنقذوا
"القدس" عاصمة الثقافة
العربية قبل فوات الأوان!! بقلم/
رضوان أبو جاموس تشهد
مدينة القدس في هذه الآونة،
أكبر عملية تهويد في تاريخها،
تستهدف الوجود الفلسطيني وتقضي
على التاريخ والحضارة العربية
والإسلامية، وتمس بالمسجد
الأقصى مسرى ومعراج النبي محمد
صلوات الله وسلامه عليه الذي
نتنسّم في هذه الأيام نفحات
ذكرى مولده العطرة. إن الخطر
المحدق بالقدس ومقدساتها
الإسلامية جد خطير، ولم يكن
وليد اللحظة الراهنة، فمنذ أن
وطأت أقدام الصهاينة أرض فلسطين
المباركة، وحلم السيطرة على
القدس لا يفارق مخيلتهم
الخبيثة، ومع احتلال القدس بعد
نكسة (حزيران 1967) تمكّن اليهود
من بسط نفوذهم على المدينة
وشرعوا باتخاذ إجراءات عملية ضد
الأحياء والمساكن العربية
لتغيير معالمها الإسلامية ومن
ثم السيطرة الكاملة عليها. لقد
بات من الواضح بأن اليهود
عازمون على المضي قدماً بتنفيذ
مخططاتهم الاستيطانية المستمدة
من النصوص التوراتية المحرفة،
وهذا ما حذرت منه "مؤسسة
الأقصى للوقف والتراث" عندما
وجهت نداءات استغاثة عاجلة
للمسلمين حكاما ومحكومين
بضرورة تحمل مسؤولياتهم
التاريخية والدينية والتحرك
العاجل لحماية القدس والمسجد
الأقصى قبل فوات الأوان. إن
عملية الاستيطان والتهويد
واسعة النطاق التي يتم تنفيذها
وبشكلٍ كبيرٍ داخل مدينة القدس
بالتعاون بين البلدية
والمنظمات الصهيونية “إلعاد”
و”عطيرات كوهانيم” تُنذر
بكارثة حقيقية تستهدف الوجود
الإسلامي والعربي في المدينة،
وما مخطط هدم حي البستان بأكمله
والإخطارات بهدم (88) منزلاً
فلسطينيًّا تأوي قرابة (1500) شخص
في حي "سلوان" ، و(55) منزلا
آخر في رأس الخيمة بمخيم شعفاط،
وحالات المصادرة المستمرة
للأرض والممتلكات، إلا جزءٌ من
مخطط شامل لتهويد القدس وطرد
سكانها الأصليين منها. ما سبق
يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن
الاستهداف الصهيوني سيتصاعد
بوتيرة عالية مع استلام الحكومة
الصهيونية اليمينية المتطرفة
الحكم، والذي أخذ أشكالا متعددة
بدءاً بحفر شبكة من الأنفاق
المتشعبة أسفل المسجد الأقصى
وفي محيطه لتسهيل وصول السياح
الأجانب واليهود إلى حائط
البراق، وما الانهيارات
المتتالية للطرق والأسوار،
وانهيار الدرج الأثري في سلوان
بعد اقل من شهر على انهيار أرضية
صف مدرسي في مدرسة تابعة
للأونروا، بفعل الحفريات
الإسرائيلية، إلاّ دليل واضح
على أن الإرهاب والحقد الصهيوني
الدفين ضد القدس ومسجدها الأقصى
بلغ حداً لا يمكن السكوت أو
التغاضي عنه، ما ينذر بكارثة
حقيقية تهدف لهدم الأقصى وإقامة
"الهيكل اليهودي المزعوم"
على أنقاضه. إن الهجمة على
المسجد الأقصى لم تتوقف عند هذا
الحد، بل شرعت المؤسسة
الصهيونية بافتتاح العديد من
الكنس اليهودية بجوار المسجد
المبارك الذي يشهد يومياً
اقتحامات متكررة تنظمها
الجماعات اليهودية المتطرفة
لإقامة شعائر دينية يهودية داخل
باحات الأقصى بتشجيع وتمويل من
أغنياء اليهود في العالم الذين
يقدمون جائزة تقديرية و"وسام
شرف" لكل من يقوم باقتحام
المسجد 18 مرة ، ناهيك عن عمليات
الاستفزاز لمشاعر المسلمين
بالسماح لعشرات آلاف السياح
الأجانب دخول الأقصى بلباس فاضح
شبه عار دون موافقة من جانب
دائرة الأوقاف في القدس تحت
حراسة مشددة من قبل الشرطة
الإسرائيلية. قبور موتى
المسلمين، لم تسلم هي الأخرى من
اعتداءات دولة الاحتلال
وعصاباتها، فسلطات الاحتلال
تواصل انتهاك حرمة المقابر
الإسلامية مثل مقبرة "مأمن
الله" التي تم مصادرتها من
أجل بناء ما يسمى بـ " متحف
التسامح "، ومقبرة الرحمة
التي تم تحويل جزء منها إلى
متنزه وحديقة. ما نود التأكيد
عليه هنا، هو أن الهجمة على
القدس والمقدسات لن تتوقف عند
حد معين والعصابات الصهيونية
ماضية في مخططاتها الحاقدة ما
لم تجد من يوقفها ويمنعها عن
المضي في بغيها وعدوانها
المستمر على شعبنا ومقدساته،
وفي هذا المضمار لا يسعنا إلا أن
نوجه التحية والتقدير لأهلنا
الصامدين المرابطين في القدس
وفلسطينيي 48 ولمؤسسة الأقصى
وفضيلة الشيخ "رائد صلاح"
على وقفتهم الباسلة والبطولية
لإفشال كل المخططات الصهيونية
التي تستهدف مدينة القدس
والمسجد الأقصى. لكل هذه
الأسباب يجب على أبناء شعبنا
الفلسطيني وفصائله المقاومة
ومعها جماهير أمتنا العربية
والإسلامية التوحد ورص الصفوف
للوقوف صفاً واحداً والدفاع عن
القدس عاصمة الثقافة العربية 2009،
التي لن تفلح عمليات الاستيطان
والتهويد مهما بلغ حجمها
وتعاظمت قوتها من طمس هويتها
والقضاء على الوجود الفلسطيني
داخلها، لأن الله سيسخر لها من
يحررها من جديد ويعيدها إلي حصن
الإسلام لتكون عاصمة الخلافة
الإسلامية بإذن الله تعالى. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |