-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  17/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


قراءة سياسية بعودة فرنسا إلى حلف الناتو

هشام عوكل - بلجيكا

مقدمة  تاريخية

حلف الناتو (بالانجليزية:NATO - North Atlantic Treaty Organisation) . تأسس عام 1949 بناءا علي معاهدة شمال الأطلسي والتي تم التوقيع عليها في واشنطن في 4 ابريل سنة 1949. يوجد مقر قيادة الحلف في بروكسل عاصمة بلجيكا وللحلف لغتان رسميتان هما الإنجليزية والفرنسية ،والدور الرئيسي لهذا الحلف هو حراسة حرية وحماية الدول الأعضاء فيه من خلال القوة العسكرية ويلعب دور بحل الأزمات السياسية وكل الدول الأعضاء فيه تساهم في القوى والمعدات العسكرية التابع له مما يساهم في تحقيق تنظيم عسكري لهذا الحلف، ويوجد هناك دول ذات علاقات ممتازة بحلف الناتو إلا أنها ليست جزءا منه بشكل رسمي وتسمى حليف رئيسي لحلف الناتو (Major non-NATO ally).

دعت الضرورة دول الحلف الي الاتحاد بسب تواحد القوات السوفياتية في دول شرق أوروبا و الشعور لدى دول غرب أوروبا بقرب هجوم سوفياتي عليهم مما أدى بدول غرب أوروبا إلى التعاون مع الولايات المتحدة وتكوين الحلف، وللحلف أيضا أهداف أخرى هي :

• "حماية دول العالم بشكل عام" وحماية الدول الأعضاء فيه بشكل خاص.

• حفظ الأمن والاستقرار.

• محاربة التهديدات الأمنية الجديدة.

من جديد عادت فرنسا لتصبح عضوا كاملا في منظمة حلف شمال الأطلسي(الناتو) بعد قرابة ثلاثة وثلاثين عاما من الغياب. وقد انضمت باريس مجددا للمنظمة العسكرية للدول الحليفة فيها. ويأمل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بقرار الانضمام أن يحقق التأثير المطلوب سواء لفرنسا أو لأوربا في السياسة الدولية.

في السابع من مارس آذار عام 1966، أرسل الرئيس الفرنسي الأسبق الجنرال شارل ديغول رسالة الى نظيره الامريكي ليندون جونسون، وكان فحوى الرسالة أن فرنسا قررت الإنسحاب من هيكل القيادة في الناتو. وكانت الخطوة التي اتخذها ديغول آنذاك تعبيرا عن تخوفه من الهيمنة الأمريكية، كما أنه اراد ان يحتفظ بحقه مثلا في مراقبة نشر الاسلحة النووية والى جانب هذا هددت منظمة حلف الشمال الأطلسي بالتحول من منظمة عسكرية الى سياسية وهذا ما أغضب ديغول في حينه، حيث كان يعتقد أن فرنسا يجب أن تبقى قوة عسكرية عظمى وألا تكون رهن اشارة أي تحالف سياسي مهما كان.

قال ديغول عام 1966 أن فرنسا يجب أن تحافظ على سيادتها فيما يتعلق بكل ما يحدث داخل البلاد وأيضا أن تمارس حق رقابتها على أي قوات قد تستضيفها على أراضيها. أما الآن وبعد ثلاثة وثلاثين عاما، فقد قرر الرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي تغيير هذا الوضع.

 

نتائج استراتيجية

من الناحية العملية لا يغير هذا القرار الكثير لأن فرنسا بقيت عضوا في منظمة الناتو، فهي من أكبر ممولي المنظمة وتشارك في العمليات العسكرية الكبيرة كما هو الحال في افغانستان، لكن القرار الحالي الذي اتخذه الرئيس نيكولا ساركوزي ينطوي بالتأكيد على أهداف استراتيجية.

قال ساركوزي بهذا الصدد "إن انضمام فرنسا للحلف يعني تقوية وزن أوربا داخل الناتو وهذا يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تكون المهيمن الوحيد على الحلف."

 

عمليات حفظ السلام

استخدم ساركوزي نفس التبريرات التي اعتمد عليها شارل ديغول في قرار انسحابه من الناتو وبشكل ملف ملفت، وهنا يمكن القول أن السياسة الدولية تغيرت تغيرا جذريا في الثلاثين عاما الماضية، فالحرب الباردة انتهت كما أن الحلف الاطلسي لم يعد تحالفا لحماية الدول الاعضاء فيه لكنه يضطلع أكثر فأكثر بمهمات حفظ السلام عبر العالم.

بانتخاب نيكولا ساركوزي رئيسا لفرنسا عام 2007، أصبح لواشنطن حليفا وصديقا مهما في اوربا، كما أن الأوربيين ينتظرون من السياسية الأمريكية الجديدة برئاسة باراك أوباما مزيدا من التعاون بين أوربا والولايات المتحدة الامريكية.

وتساهم موازين القوى الجديدة والتقارب السياسي (الصداقة السياسية) بين ساركوزي وأوباما وبين باريس وواشنطن، في ايجاد فرص جديدة حسب تعبير جون دومينيك جيولياني، رئيس مؤسسة روبرت شخومان للدراسات. ويقول جيولياني "إن الناتو ليس نشطا في افريقيا مثلا والسبب أن الأمريكيين غير مرحب بهم هناك، واذا ما احتاجت المنظمة الى دعم أو القيام بعملية عسكرية في افريقيا فان الأوربيين هم من يقوم بذلك."

وبهذا يكون للامريكيين والأوربيين قدر من التجربة والمعرفة المتبادلة. وتملك واشنطن على الخصوص القوة العسكرية وما يكفي من منتسبي الجيش، أما بروكسل - وهي مقر حلف الشمال الأطلسي- فمعروفة بليونة موقفها. وبقرار انضمام فرنسا إلى الحلف وتأثيرها فيه، فان نيكولا ساركوزي يكون يأمل في أن يحقق حضورا قويا لاوربا في القرارات التي تتخذها هذه المنظمة، كما أن الأمريكيين ايضا ينحون نفس المنحى كما يفهم من تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. وتنادي هذه الأخيرة الى ضرورة تأسيس "القوة الذكية" وهي مزيج من القوة العسكرية اللينة والصارمة، ومن أجل بلوغ هذا الهدف يجب تسخير كل الإمكانات سواء العسكرية أو الاقتصادية أو الثقافية التي يتطلبها الأمر

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ