-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في
دولة يحكمها الاستبداد، لا أحد
يأمن على نفسه، حاكماً
كان، أم محكوماً! عبدالله
القحطاني ليس
سراً، أن نظام الاستبداد، أياً
كان، إنّما يكون أسير بنيته،
التي يصنعها، ليتحكّم بالشعب
والوطن، من خلالها.. فتتحكّم به! وليس
سراً، أن دولة الاستبداد، أياً
كانت، لا أمان فيها لأحد، مِن
أحد! الحاكم
الذي يستولي على الحكم بالقوّة،
يظلّ خائفاً من شعبه، متوجّساً
من أن يتحرك الشعب ضدّه، أو
الجيش.. لانتزاع السلطة منه،
وإعادتها إلى الشعب، من جديد..
أو وضعها في أيدي عسكر جدد! *
فالحاكم المستبدّ، يخاف من
شعبه، ومن جيشه، ومن شركائه في
الحكم، ومن رفاق دربه في العمل
السياسي، الحزبي وغير الحزبي!
لذا، يحرص على أن يجنّد كل
مواطن، ليتجسّس له، ضدّ كل
مواطن! ولاسيّما مَن كان في
مواقع حسّاسة، أو هامّة، في
أجهزة الدولة ومؤسّساتها! لذا،
يكثِر من استخدام أجهزة الأمن،
ليراقب بها حركات الشعب،
وليراقب بعضُها حركات بعضها
الآخر.. وينقل كل منها، أخبار كل
منها، إلى الحاكم الأعلى، فيكسب
مزيداً من ودّه وتكريمه! *
الموظّفون الكبار، من ساسة،
وعسكر، وعناصر شرطة، ومخابرات..
لكل منهم مخاوفه الخاصّة،
المتعدّدة المصادر.. فهو: ـ
يخاف من زميله في العمل، أن
يتجسّس عليه، ويشي به للسلطات
العليا، بسبب قول يقوله، أو فعل
يفعله، أو تقرير كيدي كاذب،
يلفّق ضدّه! ـ ويخاف
من رؤسائه، الذين يتعامل معهم،
ويخضع لأوامرهم وقراراتهم؛
يخاف من أن يغضب عليه أحدهم،
بسبب قول، أو فعل، أو تقصير في
المداهنة والرياء، أو شكّ بأنه
يتربّص برئيسه الدوائر، وينقل
أخباره إلى الجهات العليا،
للإطاحة به، ليحلّ محلّه! ـ ويخاف
من المواطنين، الذين ينظرون
إليه بصفته مسماراً، أو عتلة،
في (ماكينة) الظلم والاستبداد،
والقهر والفساد! *
والمواطن العادي، يخاف خوفاً
متعدّد المصادر، كذلك.. فهو: ـ يخاف
من أجهزة الأمن، بأشكالها
المختلفة.. ومن كل عنصر فيها!
لأنه يتصوّر أن كل عنصر في هذه
الأجهزة، هو مجرم، بالضرورة، لا
عمل له سوى إيذاء الناس،
بأنفسهم وأهليهم وأموالهم! حتّى
لو كان هذا العنصر، في حقيقته،
أو في نظر نفسه، مجرّد إنسان
بسيط، يسعى وراء لقمة العيش،
لنفسه ولأسرته! ـ ويخاف
من كل موطن، ممّن حوله، أن يشي
به لأجهزة الأمن، بسبب قول، أو
فعل، أو حسد، أو حقد، أو منافسة،
أو ثأر! *
التصفيات الجسدية، التي تحصل
داخل أجهزة الدولة، في
المستويات العليا.. شائعة
منتشرة، في سائر الدول
المحكومة بأنظمة الاستبداد،
بصرف النظر عن شعارات هذه
الأنظمة، وفلسفاتها، وعقائدها
(أيديولوجياتها!). ومن يستعرض
تاريخ هذه الأنظمة، في العصر
الحديث وحده.. يكتشف العجب
العجاب، من التصفيات الدموية،
التي مارسها الرفاق الشيوعيون،
في روسيا، والصين، وفي سائر
الدول الشيوعية! وكذلك الأمر،
في سائر الدول الاشتراكية، التي
حكمتها أحزاب ذات طابع شمولي
استبدادي! * إذا
كان الحاكم الأعلى، غير آمن على
نفسه، من رجاله المحيطين به..
وكل واحد من هؤلاء الرجال، غير
آمن على نفسه، ممّن حوله، من
زملائه، وشركائه في العمل، أو
في السلطة.. فهل يأمن أيّ مواطن
عادي، على نفسه.. حتى لو تلقّى
وعوداً قاطعة، من أعلى مسؤول في
البلاد؛ بأنه لن يُمسّ بسوء..
لاسيّما إذا كان هذا المواطن،
معروفاً بأنه معارض لنظام
الحكم، وله ملفّ ضخم، عند كل
جهاز من أجهزة الأمن، التي تحمي
هذا النظام!؟ هيهات..! فاقد الشيء
لا يعطيه.. والحاكم الخائف من
شعبه، ومن موظّفيه، لا يستطيع
توفير الأمان، لشعبه ووطنه، من
عدوّ خارجي.. ولا توفير الأمن،
لأيّ من مواطنيه، المعرّضين
لاقتحام بيوتهم، في أيّة ساعة،
من قبل عناصر الأمن، التي لا ترى
لأنفسها أمناً، إلاّ بإرهاب
مواطنيها! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |