-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
زيارة
متكي إلى السعودية هل
تعزز المصالحة العربية
والفلسطينية؟ رشيد
شاهين ليس
ممكنا الفصل بين الزيارة التي
قام بها وزير الخارجية الإيراني
منوشهر متكي إلى المملكة
العربية السعودية وما جرى من
تحركات دبلوماسية وسياسية خلال
الأيام القليلة الماضية توجت
بالقمة الرباعية التي ضمت
العاهل السعودي والرئيسين
المصري السوري
بالإضافة إلى أمير الكويت
في العاصمة السعودية الرياض قبل
أيام. كما ان
من غير المنطقي عدم ربط هذه
الزيارة بما تردد من أخبار
صحفية عن توجيه رسائل –
تحذيرات- من عدة دول عربية من
بينها ثلاثة خليجية إلى قطر
تقول بأنها سوف تحضر القمة
العربية المقبلة نهاية الشهر
الجاري في العاصمة القطرية في
أدنى تمثيل لها فيما لو تمت دعوة
الرئيس الإيراني محمود احمدي
نجاد إلى هذه القمة. إيران
تدرك بأنها واحدة من الدول
الرئيسية في المنطقة وأنها لاعب
يجب أن يحسب حسابه في المنطقة،
وهي كذلك تعرف بان لها ثقلا
ووزنا لا يمكن لأي كان أن
يتجاهله، كما تدرك بان لها
تأثير على بعض من دول المنطقة
بالإضافة إلى تأثيرها المعروف
في الساحة الفلسطينية وخاصة
فيما يتعلق بحركتي حماس والجهاد
الإسلامي في فلسطين هذا
بالإضافة إلى علاقتها المميزة
بحزب الله اللبناني وما لها من
باع طويلة في العراق وغيرها،
وبينما تدرك طهران ذلك فإنها لا
يمكن أن تتجاهل ما يمكن أن تمثله
دولة كالمملكة العربية
السعودية من ثقل في المنطقة وما
لها من تأثير على العديد من
الدول والتيارات السياسية
والدينية والقوى المختلفة. الحوارات
التي تجري في العاصمة المصرية
بين مختلف الفصائل الفلسطينية
من اجل إنهاء حالة الانقسام
وهذا الوضع الشاذ الذي اثر على
القضية الفلسطينية بشكل سلبي
كبير لا يمكن تجاهله أو نكرانه،
ويمكن القول ان العدوان
الإجرامي الأخير كان احد
النتائج المريعة لهذا الانقسام
في الساحة الفلسطينية، ولا
يعتقد بان زيارة منوشهر متكي
إلى الرياض تجاهلت ما يجري في
القاهرة من محاولات لإصلاح ذات
البين بين الإخوة الأعداء حيث
ان من غير المنطقي أن لا يتم
التطرق إلى موضوع المصالحة
الفلسطينية في هذه الزيارة
وإمكانية الدفع باتجاه إنجاحها
خاصة إذا ما تم التمعن في
التصريحات التي أدلى بها وزير
الخارجية السعودي عقب زيارة
متكي والذي أكد على تقدير بلاده
للدعم الإيراني للقضايا
العربية مطالبا إيران بان يكون
دعمها عبر ما سماه بوابة
الشرعية العربية كما أكد على أن
العلاقات مع إيران يجب أن تقوم
على أسس من التعاون والاحترام
المتبادل. الدور
الإيراني وتأثيره في المنطقة
العربية كنا قد اشرنا إليه في
أكثر من مقال، وكنا قد طالبنا أن
يتم إيجاد صيغ للتفاهم مع هذه
الدولة بدلا من التصادم، والبحث
عن طرق للتعاون بدلا من
التنافر، كما كنا طالبنا بالا
يتم التهويل من الخطر الإيراني
وغض الطرف عن الخطر الذي تجسده
دولة الاحتلال التي يعلم الجميع
ماهية الدور الذي تقوم به وأنها
ومنذ تأسيسها كانت السبب في
حالة عدم الاستقرار والنزاعات
في المنطقة. كما كنا قد طالبنا
في أكثر من مناسبة بالا يتم
تجاهل التأثير الإيراني في
الموضوع الفلسطيني حيث
بالإمكان استثمار العلاقات
المميزة بين إيران وبعض الحركات
الفلسطينية في حل وإنهاء
الخلافات والانقسام بدلا من وضع
الرأس في الرمال وكان إيران لا
تأثير لها في الواقع الفلسطيني
وهذا ما ينطبق على سوريا ومدى
تأثيرها في هذا الواقع. ما جرى
في الرياض قبل أيام من قمة،
وكذلك الزيارة التي قام بها
متكي وهذه الحوارات التي تجري
في القاهرة قبيل انعقاد القمة
العربية في الدوحة إنما هي
مؤشرات على أن الدول العربية
بدأت تقرأ ما يجري بشكل مختلف
ولعل ما أفرزته الحرب الغادرة
على قطاع غزة كان من أهم الأسباب
التي دعت إلى مثل هذا التحول في
المواقف هذا بالإضافة إلى ما
يمكن أن يقال عما يشبه الانفتاح
الأمريكي على إيران وسوريا
والغربي على حزب الله وحماس. فإذا
كانت الدول الغربية تحاول –
ترطيب العلاقة- كما تحاول أن
تجسر الهوة بين مواقفها ومواقف
الدول والحركات التي طالما
اعتبرتها الإدارة الأمريكية
السابقة تمثل محور الشر
والإرهاب فان الدول العربية
أجدر بان تكون أكثر انفتاحا في
هذا السياق خاصة وانها هي التي
"يدها" في النار. مطلوب من
الدول العربية ان تتعامل على
قاعدة المصلحة الوطنية العليا
للأمة العربية وان تحدد ملامح
علاقاتها بشكل واضح مع الآخر
بغض النظر عمن يكون هذا الآخر،
خاصة في ظل عربدة إسرائيلية
ويمين صهيوني أصبح معروفا
بجنوحه نحو العدوان والغطرسة
وعدم الاعتراف بالآخر. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |