-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  19/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


فقه التغيير  (10)

من مظاهر الأنانية ( الفردية )

د. خالد الأحمد

قلت أننا نعمل من أجل تغيير أنفسنا تغييراً إيجابياً، كي يغير الله أحوال مجتمعنا نحو الأفضل، وقلت من الأمراض المتجذرة في بعضنا – نحن أبناء الحركة الإسلامية – الأنانية، التي استمرت معنا منذ الطفولة، ومازالت توجه سلوكنا ونحن شيوخاً شابت شعورنا، ومازلنا أطفالاً ...

ومن مظاهر الأنانية ما نسميه الفردية، ونقول فلان ممتاز في ثقافته وصبره وإخلاصه و.....لكن المشكلة عنده الفردية، فلا يقبل غير قرار نفسه، ولا يرى أحداً وصل الحقيقة غيره ...

وكم وجدنا إخوة لديهم قدرات وإمكانات عظيمة، لكن بعد أن جربناهم وذقنا المر من تعاملنا معهم، وصلنا لنتيجة أنهم لا يصلحون للعمل الجماعي، لأنه لا يخضع إلا لقراره الذاتي، ولا يمكن أن يقبل قرار الأكثرية، والأكثرية التي تخالفه في القرار مخطئة ويجب عليها أن تلتزم بقراره ( هو ) لأنه هو الصحيح والحق عينه، وما سواه باطل .

ومرض الفردية حرمنا من قدرات أخوة أكفاء كثيرين، وبعد أن أضاعوا شطراً من حياتهم مع إخوانهم انعزلوا، لأن إخوانهم لم يلتزموا بقرارهم الفردي ....

 

أخطار الفردية :

بل وجدنا بعضهم اتخذ قرارات غيرت مجرى التاريخ تغييراً سيئاً وجرت الويلات والمصائب على المسلمين كافة في مشارق الأرض ومغاربها، هذه القرارات اتخذت بشكل فردي، ولم تتخذ بشكل جماعي، لذلك جرت المسلمين إلى المصائب والهلاك ....

ولا أريد أن أدخل في مجادلات مشبعة بالأنانية الفردية، لذلك لن أذكر أمثلة من واقعنا المعاصر، بل واقعنا القريب، في سوريا والجزائر ونيويورك وغيرها، قرارات فردية جرت الويلات على المسلمين لأنها فردية ... ومنها ما اتخذه أعداؤنا مبرراً لضرب الحركات الإسلامية، ومبرراً لضرب الدعوة الإسلامية، بل عمدوا إلى تجفيف منابع الدعوة الإسلامية بعد أن سموها ( الإرهاب ) ...

ومما يجب الانتباه له والاهتمام به هو أن لا يكلف بمهمة جماعية من يتصف بالفردية، ومن يكلف بمهمة يجب أن يكون معجوناُ بروح الشورى والعمل الجماعي، والخروج من الأنانية والفردية ....

وعندما نستعرض سير الحركات الاجتماعية، ونجد تقدماً ( تغييراً نحو الأفضل ) لابد أن هذا التغيير الإيجابي جاء بعد تغيير نفسي لدى القائمين على الحركة، فخرجوا من فرديتهم، ومارسوا الشورى بإخلاص ونزاهة، وخضعت الأقلية لقرار الأكثرية ...

وعكس ذلك إذا وجدنا تقهقراً في سير الحركة، فسوف نجد أن الفردية هي المسؤولة عن ذلك التغيير السلبي ... وعندما نعالج تأخر الحركة الإسلامية يجب أن ننظر إلى الشعور بالفردية عند أبنائها، وخاصة القياديين، وينبغي أن يزاح من مفاصل الحركة كل من لا يتمثل الشورى وخضوع الأقلية لقرار الأكثرية ...

 

العلاج ضد الفردية :

أما العلاج التربوي فيتمثل في تعميق التربية الروحية لدى أبناء الحركة الإسلامية، وربطهم بالآخرة، كي تتوجه تطلعاتهم إلى الآخرة، لا إلى الدنيا، وعندئذ يعملون في طريق الخير ومصلحة الجماعة ...

ولا أحد ينكر تقصير الحركات الإسلامية كافة في تعميق التربية الروحية، فأين صوم التطوع ؟؟ والإفطار الجماعي ؟ وأين إحياء الليالي ؟ وأين صلاة الفجر مع الجماعة ؟ وأين التهجد ؟ وأين التلاوة اليومية لحزب أو جزء من كتاب الله ؟ وأين مدارسة السيرة النبوية مرة في الأسبوع على الأقل ؟ وأين ورد الرابطة في الصباح والمساء ؟ وأين زيارة المرضى ؟ وزيارة القبور ؟ وأين العالم العامل الرباني الذي تميز عن طلابه عندما طلق الدنيا، وجمع همه وعزمه لطلب الآخرة، فيتجمع حوله الطلاب يغرفون من علمه وأدبه وسلوكه !!!؟

 

المؤسساتية :

وأرجو أن ندرب أولادنا في البيت المسلم على المؤسساتية :

1-        فالبيت مؤسسة اجتماعية، بل هو المؤسسة الاجتماعية الأولية، ينبغي أن لا يتسلط فيه الأب، ولا الأم، بل يتشاور أفراد الأسرة، ويتعاونون على البر والتقوى ( راجع كتابي كيف نربي أولادنا على الشورى )، مثل هذه الأسرة تربي أولاداً غرس فيهم العمل الجماعي، وغرست فيهم الشورى منذ نعومة أظفارهم، ويدربون على الشورى، ويمارسون الشورى داخل البيت .

2-        وتكمل المدرسة ما بدأه البيت، فيدير المدرس الفصل بأسلوب تشاوري مؤسساتي، ويبتعد عن الفردية والتسلط ، ومنها تشكيل لجنة الفصل المكونة من مسؤول للنشاط الرياضي ، وإعلامي ، ومسؤول للدعوة الإسلامية ، ومسؤول عن نظافة الفصل ....إلخ .

3-        حتى إذا وصلنا إلى الحركة الاجتماعية، في أي مؤسسة جماعية كالمعمل أو النادي أو الحزب ....إلخ . عندئذ نجعل من بدهياتها العمل المؤسساتي، والتخلص من العمل الفردي .

 ومما يؤسف له أن بعضنا أحياناً يجبر على العمل الفردي عندما تجد مجموعة من الأعضاء متفرجين فقط ...لا يسهمون بأي عمل إيجابي ( ماعدا النقد والتنظير الذي برعوا فيه )، فيقوم هذا العضو وحده بجزء كبير من العمل، ومن ثم يتهم من قبل القاعدين بالفردية !!!؟؟؟

 ومن بدهيات العمل المؤسساتي أن يسهم الجميع في العمل، كل يسهم بما يطيق، وما يتقن، ولا يتخذ القرار إلا بعد التشاور والمدارسة والحوار البناء، وبعد اتخاذ القرار ينشط الجميع لتنفيذه بروح الفريق، لأنه قرار الجماعة وليس قرار زيد أو عمرو، ولأن الجميع شاركوا في صياغته واعتماده، فهو قرارهم، ويهمهم تنفيذه ونجاحه ....

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ