-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  21/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


من باب أضعف الإيمان في مواجهة أفيغدور ليبرمان ؟!

عريب الرنتاوي

لو قدر لأقوال وزير الخارجية الإسرائيلي المقبل أفيغدور ليبرمان أن تجد طريقها إلى الترجمة وحيّز التنفيذ، لوجَدَت الآلاف المؤلفة من الفلسطينين نفسها في قوائم الشهداء والأسرى والجرحى، ولسقطت المواطنة عن مئات الألوف من عرب - 48 بعد أن يكونوا قد أخضعوا لفحص الـDNA وسقطوا في اختبار الولاء للدولة العبرية، ولكانت الطائرات والصواريخ والمدفعية الإسرائيلية قد أجهزت على أحياء كاملة من قطاع غزة وسوّتها بالأرض، ولكان السد العالي في مصر قد أصبح أثرا بعد عين، ولكان مفاعلا بوشهر ونانتانز قد تسببا بكارثة بيئية عالمية، بعد أن يكونا قد تعرضا لعمليات قصف مكثفة بالصواريخ والطائرات الإسرائيلية، ناهيك بالطبع عن الخراب الذي كان سيزرع في كل بيروت ودمشق وما بينهما.

 

هذا هو زعيم الدبلوماسية الإسرائيلية الجديد المنتظر، الذي تتسابق دول الغرب في إبداء الاستعداد للتعاون معه، لأن الديمقراطيات الغربية حريصة أشد الحرص على "احترام قرار الناخب الإسرائيلي وإرادته الحرة"، تلك التصريحات المنافقة التي تذكرنا بالكيفية البائسة التي استقبلت بها الدوائر ذاتها، نتائج الانتخابات الفلسطينية في يناير 2006، والسخرية الحادة والقطيعة المحكمة التي جوبه بها تعيين الدكتور محمود الزهار وزيرا لخارجية أول حكومة تشكلها حركة حماس، لكأن "قرار الناخب الفلسطيني وإرادته الحرة" لا تستحقان الاحترام من قبل عواصم الديمقراطية الغربية، أو لكأن "التطرف" لا يرقى إلى مستوى الجريمة إلا عندما يصدر عن جهة فلسطينية، أما حين يكون عقيدة جهات إسرائيلية وزادها اليومي، فلا يتعدى الأمر كونه "وجهة نظر" أو "خيار ديمقراطي حر جدير بالاحترام" ؟!.

 

في إسرائيل تحترم الانتخابات وتقطع التعهدات والوعود بالتعامل مع نتائجها أيا كانت، حتى وإن جاءت بأشد اليمنيين تطرفا وأكثر العنصريين والفاشيين تزمتا، أما في فلسطين، فإن الشعب بمجمله، وليس الحكومة أو القيادة المنبثقة عن انتخاباته الحرة والنزيهة، يجب أن يدفع ثمن خياراته الحرة وقراراته الطوعية، ومع ذلك ثمة من لا يزال يتحدث عن المنظومة القيمية والأخلاقية للغرب ؟!.

 

المؤسف حقا أن هذه "المعايير المزدوجة" لم تعودا خاصيّة ينفرد بها خطاب الغرب وممارساته في الشرق الأوسط، فالنظام العربي (بعضه على الأقل) يقارف الفعلة ذاتها، وإن كانت أسبابه ودوافعه مختلفة...في حالة الغرب، تبدو المصالح و"صلات القرابة" الإيديولوجية/الدينية هي الباعث على الانحياز لإسرائيل، أما في الحالة العربية، فإن العجز المفضي للهوان والتواطؤ، واحيانا الخوف من المعارضات المحلية بأشكالها ومرجعياتها المختلفة، هو المحرك للمواقف المناهضة لخيارات الشعب الفلسطيني واختياراته الحرة والطوعية.

 

والحقيقة أننا لا نفهم، كيف يتطوع بعض العرب والفلسطينيين لممارسة العزل والنبذ لحماس حكومة وحركة، لا نفهم كيف ينضمون إلى معسكر القوى الضاغطة على حماس للاعتراف بإسرائيل والقبول بمبادرات السلام ومساراته، فيما قنوات اتصالهم مفتوحة مع نتنياهو / ليبرمان، أو هي في طريقها إلى ذلك.

 

إن "أضعف إيمان" الموقف العربي الاعتراضي على حرب غزة وهيمنة اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل، هو الامتناع عن استقبال رئيس الحكومة الإسرائيلية أو وزير خارجيته في أي من العواصم العربية، أقله حتى يعتذرا عن الإهانات والتهديدات التي وجهاها للعرب والفلسطينيين، لا أن يقال بأن الدعوة ستوجه لنتنياهو لزيارة القاهرة فور تسلمه مهام منصبه، وكأن شيئا لم يكن، أو أن يقال "عفا الله عمّا بدر عن ليبرمان" من تصريحات مهينة لمصر ومهددة لأمنها القومي، بحجة "أننا نتطلع للمستقبل وأننا مستعدون لنسيان الماضي" كما ورد على لسان السفير المصري في تل أبيب.

 

من باب أولى أن يطلب هذا الموقف من السلطة الفلسطينية في رام الله، التي يتعين عليها – ومن باب أضعف الإيمان أيضا – أن تقوم بحملة دولة لعزل نتنياهو/ليبرمان، لا أن تواصل جهودها لعزل حماس وفرض الحصار عليها، حتى بعد انطلاق الحوار الوطني في القاهرة، وبالمناسبة فإن آخر صيحات/فضائح هذا المسعى ما صدر بالأمس عن الوزير المالكي من مناشدات للأوروبين لوقف أي اتصال بحماس حتى التوصل إلى اتفاق مصالحة وطنية شامل.

 

ومن باب أضعف الإيمان كذلك، أن لا تقبل السلطة إجراء اللقاءات والاجتماعات مع أركان الحكومة الإسرائيلية المقبل، قبل أن تقر هذه الحكومة بوجود الشعب الفلسطيني وبحقوقه الوطنية المشروعة، فالسلطة التي "ضربت قدميها في الأرض" مطالبة حماس الاعتراف بإسرائيل و"التزام" الاتفاقات المسبقة، عليها أن تفعل شيئا مماثلا في مواجهة حكومة نتنياهو/ليبرمان، لا أن تبقى أسيرة الثرثرات الدبلوماسية البلهاء التي تقول: نتعامل مع أي قيادة ينتخبها الشعب الإسرائيلي، والانتخابات شأن داخلي إسرائيلي، فهل نظر أحد لانتخابات الشعب الفلسطيني باعتبارها شأنا داخليا، وهل قبل "المجتمع الدولي" باحترام خيارات الشعب الفلسطيني واختياراته الحرة والطوعية ؟!.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ