-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  21/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


قصف العقول

د / محمد عبدالرحيم الشلفي

Groo7i@hotmail.com

عقولنا وليست أجسادنا هي مكمن وجودنا ... وهي البعد الارحب والاعمق لكينونتنا .ذلك البعد الذي غذاه ديننا الحنيف منذ1400 سنه لنقود هذا العالم ونكون خير امة اخرجت للناس  أخرجت تخريجا عمليا من جامعة الاسلام التي تكرس تعميق الاخلاق وبناء الفرد والاسرة والامة وتزكية النفوس وتطهير الارواح  لإخراج عقول حية تصنع مجتمع نوراني فاضل..وتكون قادره على حمل الامانه المنوطة بها .

لم يحقق أعداء الاسلام في أي زمان كان مكاسب في ايقاف المارد الاسلامي كما حصلت عليه في  هذا القرن  وليس من خلال الحروب التي قامت بها وشنتها علينا وعبر القتل والاحتلال والسلب وإسالة الدماء إنما عبر سلاح دمار موجه هو ما أسميه( بقصف العقول)  وما يتبعه من مسخ الهوية وعتامة الرؤية ورخوية المعتقد.

لقد وصل المستشرقون الى حقيقة واحدة انه لا جدوى من محاولة إخراج المسلم من دينه هذه المحاولات التي كلفت الوقت والاموال الطائلة ليست مجدية مثل غسل العقول ومحو المبادئ وتمويه الاهداف وتشويش الرؤية  وضرب الثقه بالدين الاسلامي لدى معتنقيه ليتحول من دين ودولة ومن شريعة وحياة إلى مجرد إسم ديانة أو مصحف بالرف وكاست قراني يسمع في الصباح ثم يركن للصباح التالي يتحول الى سلوك مجوف لا اعتقاد, طقوس لا تواصل روحي, ترانيم  لجلب الحظ ورد الحسد والعين ..

ما عانته وما تعانيه الامة وما ألم بها  في القرن الماضي من أزمات وجراح دامية وضعف وتفكك لم يكن نتاجا لقتل الارواح وسقوط الشهداء إنما كان نتاجا لقصف العقول وضرب الفكر الاسلامي السليم فيها تغيرت النظرة للدين اصبح كعباءة قديمة لا يفتخر بلبسها و ينبغي تحديثها  فلم تعد مناسبة لزمن العولمة زمنا ماديا يجعل الانسان منكمشا خائفا من الضعف محاصرا بالضرورات مهددا بالفاقة بعيدا عن عالم الروح المختلف فكل شيء رحب وواسع يتسع ما اتسعت الثقة بالله  ويتمدد ما تمدد الالتزام بتعاليم الدين..

وهذه نقطة نتميز بها عن الامم الأخرى قضية الروحانية حيث الاولوية للروح للاخلاق للمبادئ  التي تحسن صلتنا بالله وليس رفاهية الجسد وهواه واحتياجاته الشهوانية القابعه في الجسد والتي تغرقنا فيها العولمة والنظام الجديد.

إن ما يؤلمنا ايما ايلام أن هذه المعاني اضمحلت واخلاق الدين السمحاء إنكفأت والفكرالاسلامي القائد إنطفأ بفعل الغزو الفكري قصفت العقول اصبحت تمثل الهلام في رخويته وفراغه أصبح هدفنا الركض في ركب العولمة سباق التقنيات والفن والتبرج وكشف الاعراض وتفشي الفاحشة اصبحت الخيانة الزوجية صورة من صور الحداثة في الشعر والادب والاغنية اصبح الشذوذ يمثل قيمة من قيم الحرية في المجتمع أمسى التفنن بالسرقة والربا والاستغلال صورة من صور الاعمال التجارية الناجحة .. أصبح الكذاب ذكيا واللص قدوة .. جمع المال وتكديسه و بأي وسيلة هو الذي يمنحك الاحترام ويفسح لك مكان بين الاخرين , اما الاخلاق والمبادئ فمعايير بالية .. المتدين يوضع حوله الف سؤال وسؤال أما الراقص في الفيديوكليب مشوه الرجولة ذاك فنان يسلب الالباب وتلهب الاكف تصفيقا له..المقاوم متهور اما العميل فسياسي محنك ينظر للأمام ..

العلم الامريكي اضحى شعار للحرية والبطولة في افلامنا وملابسنا وحتى في احذية أطفالنا .. مسخ للعقول وطمس للهوية بشكل قد يتسبب في أن ينصر الله دينه بغيرنا ويهلكنا..

عقول العالم الاسلامي تضرب بأشد الاسلحه خطرا..نحن لا يضرنا سقوط الشهيد تلو الشهيد حتى الاوطان لا أضن ان سقوطها اشد ضررا من سقوط العقول  فبعد كل شهيد يولد ألف بطل ومن كل قطرة دم تسفك ينبت ألف مقاوم ولكن يقتل عقيدتنا ويكبل احلامنا بالعودة هي الحرب الفكرية الماحية للمبادئ الطامسة على العقول الحرة .. قنوات فضائية مواقع الكترونية مجلات تقنيات اعلامية وسائل لا حصرلها تبرمج العقل الاسلامي تعيد تهيئته تدير الدفة نحو الوراء إلى الانهزام الداخلي تصنع جيلا من الهزال الفكري المختل .. لن تعود الاوطان المحتله قبل ان تداوى العقول المقصوفة وتحررالقيم الدينية  ونستعيد مبادئنا المطروده..

لا بد من ثورة مبادئ في المدارس والجامعات ودور السينما والانترنت والجامع والبيت اعادة إحياء لما مات من المبادئ إستدعاء الرموز والابطال المسلمين ليكونوا قدوة من جديد ثورة على الامراض الضاربة في العقول التي استولت عليها قيم العالم الجديد

اللهم لا تهلكنا بذنوبنا واجعلنا ممن هم اهل لحمل أمانتك..

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ