-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  21/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أمّ عمرو، بين الأدب والسياسة!

عبد الله القحطاني

* أمّ عمرو، اسم معروف، في الأدب، يتكرّر في نماذج عدّة، وفي سياقات مختلفة!

الشاعر جرير قال:

يا أمّ عمرو، جزاكِ الله مغفرةً     ردّي عليّ فؤاديْ، مثلما كانا

شاعر آخر قال :

لقد ذهبَ الحمار بأمّ عمرو     فلا رجعتْ، ولا رجع الحمار

ولا، هنا، دعائية، وليست نافية.. أيْ: يدعو عليها وعلى حمارها، بالغياب الأبدي، عن عينيه! (بعضهم يروي: فما رجعت.. بصيغة الإخبار عن عدم عودتها.. على طريقة الإعلانات، التي تنشر، اليوم، في الصحف، بعنوان: خرجَ ولم يعد!).

أحد معلّمي الصبيان، سمع البيت الأول، عن أمّ عمرو، فأحبّها، من خلال هذا البيت، وهام بها شوقاً! وبعد شهور، سمع البيت الثاني، فحزن عليها حزناً شديداً، منساقاً وراء وهمه، في حزنه لفقدها، هنا.. كما انساق وراء وهمه، في حبّها، هناك!

* انتقال أمّ عمرو، الرمز، من الأدب إلى السياسة.. لا يربكها، بالطبع، بل قد يربك المتعاملين مع رمزها، محبّين كانوا، أم مبغضين!

* أمّ عمرو، في السياسة، قد تكون فكرة سياسية، عند شخص ما.. وهدفاً أو طموحاً، عند آخر! وقد تكون حزباً سياسياً، عند فئة ما، أو شخص ما.. وحِلفاً سياسياً، عند فئة أخرى، أو شخص آخر!

* وقد تكون أمّ عمرو، معشوقة لشخص، يتغزّل بها، عن قرب، أو عن بعد.. كما قد تكون مَزهوداً بها، مرفوضة عند شخص آخر، فيدعو عليها، وعلى الدابّة التي تحملها، بعدم العودة.. كيلا يراها أبداً!

* وقد تكون أم عمرو، ذاتها، وهماً متنوّعاً، لدى شخص ما، كذلك الوهم الذي تنوّع لدى معلّم الصبيان.. فتكون أمّ عمرو معشوقة عند أحد الساسة، اليوم، يتغزّل بها، ثم تكون فقيدة، في اليوم التالي، يبكي عليها، ويتفجّع!

* في كل الأحوال، تظلّ أمّ عمرو، رمزاً بديعاً، في الأدب وفي السياسة.. مثلها، في ذلك، مثل ليلى، التي صارت رمزاً متنوّع الصور والنماذج، يحسبها بعضهم مريضة، فيتمنّى أن يكون طبيباً لها، فيقول:

يقولون: ليلى في العراق مريضة      فياليتني كنت الطبيب المداويا

كما يراها بعضهم، طيفاً يصعب الإمساك به، أو وهماً بعيد المنال، فيقول:

وكلّ يدّعي وصلاً بليلى     وليلى لا تُقرّ لهمْ بذاكا

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ