-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الصهيونية
في العقل العربي د.
عصمت سيف الدولة ما
الصهيونية ؟ : فى
البدء كانت الصهيونية نظرية،
اصبحت استراتيجية بالعناصر
الثلاثة لكل استراتيجية :
التنظيم، الخطة، الهدف. ثم
اصبحت الصهيونية
مواقف وحركة ومعارك تكتيكية.
ولايعنى قولنا ان الصهيونية
كانت ثم اصبحت انها انتقلت من
مرحلة انقضت الى مرحلة جديدة،
بل يعنى
انها قد تمت واضيف الى مضمونها
الفكرى مضمون استراتيجى ثم
مضامين تكتيكية فهى نظرية على
المستو ى الفكرى، وهى تنظيم ذو
خطط واهداف محددة على المستوى
الاستراتيجى وهى حركة جزئية او
مرحلية. فكرية او عملية، فردية
او جماعية ، على المستوى
التكتيكى، وكلها صهيونية . يكون من
المفيد لنا، نحن العرب، حين
نتحدث عن الصهيونية او نستمع
الى حديث عنها ، حين تواجهنا او
نواجهها، ان نعرف
ونحدد المستوى
الصهيونى الذى يدور عليه الحديث
او تجرى عليه المواجهة. قلت
مفيدا ، واقول انه حيوى. اعنى ان
هذه المعرفة بمستويات
الصهيونية، والاستفادة بها
مسالة حياة اوموت بالنسبة الينا
نحن العرب. بحيث ا ن أى خلط او
خطأ، أى جهل او تجاهل، لمستويات
الصهيونية قد يؤدى ـ فى صراعنا
معه ـ الى هزيمتنا هزيمة لانعرف
كيف وقعت. وافدح الهزائم
واكثرها تدميرا هى التى لا يعرف
المهزوم كيف وقعت . ترجع
هذه الحيوية الى سببين متكاملين
: السبب
الاول: ان مستويات الصهيونية ،
مثل مستويات اية حركة سياسية
يحكم بعضها بعضا ويحدده.
فالنظرية هي
المبدأ والمقياس الثابت. فهى
تحكم الاستراتيجية وتحددها.
بمعنى ان الاستراتيجية، مهما
تعدلت خططها ، او حتى تغيرت،
لاتستطيع ان تفلت من اطار
النظرية .
وستبقى غايتها
دائما تحقيق الهدف الذى حددته
تلك النظرية. ثم ان المواقف
الفكرية او الحركية، الجزئية أو
المرحلية، الفردية او
الجماعية، السلمية او العنيفة،
التى تقع على مستوى التكتيك
تكون محكومة بالاستراتيجية
طبقا لهذا يكون من الحيوى
بالنسبة الينا، حين نتحدث عن
الصهيونية او حين نواجهها، ان
نميز بين تلك المستويات
الثلاثة، ثم نتعرف اين يقع
الحديث او المواجهة منها. ثم ان
نكتشف، بالرغم من كل تمويه،
حقيقة الموقف التكتيكى برده الى
الخطة الاستراتيجية لنعرف على
أى وجه يخدمها. ثم نراقب
الاستراتيجية
وننتبه الى ما قد يصيبها من
تغيرات لابد لها من ان تكون اكثر
ملاءمة عند اصحابها، لتحقيق
الهدف. فاذا غم علينا الامر
رددناه الى النظرية .. اذ هى
المصدر الاول لكل حركة والمقياس
الاخير لكل موقف. السبب
الثانى : ان مستويات الصهيونية،
مثل مستويات اية حركة سياسية
اخرى، تتراكم وتتراكم
متجهة. من الفكر المجرد الى
الواقع العينى. من النظرية الى
الاستراتيجية
الى التكتيك حيث تدور
المعارك الفعلية
متنوعة المضمون متنوعة
القوى متنوعة الاسلحة. ولكن خط ،
الانتصار او الهزيمة يتجه ـ
بالعكس ـ من
الواقع العينى الى الفكر المجرد.
يتم النصر او الهزيمة على
المستوى التكتيكى، وبتراكمه
تهزم الاستراتيجية او تنتصر،
ولكن النصر النهائى، او
الهزيمة، لاتتم الا بهزيمة
النظرية ذاتها، أى حين لا تجد
احدا يقتنع بها وينطلق منها الى
استراتيجية جديدة، او بانتصار
النظرية ذاتها حين يتمكن الطرف
المنتصر تكتيكيا واستراتيجياً
من صياغة الواقع طبقا لنظريته.
وبناء على هذا يكون من الاخطاء
القاتلة لاى طرف ان يحسب النصر
التكتيكى نصرا استراتيجيا او
يحسب النصر الا ستراتيجى حسما
نهائيا للنزاع. وبالعكس ان
يعتبر الهزيمة التكتيكية هزيمة
استراتيجية او يعتبر الهزيمة
الاستراتيجية حسما نهائياً
للصراع . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |