-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  25/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

مناقشات حول الدين والعنصرية

محمد هيثم عياش - برلين

من المقرر أن يناقش وزراء خارجية دول الاتحاد الاروبي خلال اجتماعهم في هذه الايام مسألة مشاركتهم بمؤتمر المعاداة للعنصرية الذي من المقرر أن يعقد في جنيف خلال الفترة ما بين 20 و 24 نيسان//ابريل الحالي بعد تهديدهم يوم الخميس المنصرم بمقاطعة هذا المؤتمر بعد اعلان استراليا مقاطعتها اذا لم يقم منظمة المؤتمر بوضع تغييرات جذرية على مواضيعه الرئيسية والتي تكمن توجيه انتقادات للكيان الصهيوني بسياسته العنصرية التي يمارسها  ضد الفلسطينيين وبالتالي شعور الشعوب الاسلامية بانتهاج الولايات المتحدة الامريكية سياسة عنصرية ضدهم . وكان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير قد اوضح في وقت سابق من الاسبوع الماضي بأن مقاطعة الاوربيين لا يكمن بأن المؤتمر ضد العنصرية بل يحمل طابع الحكم المسبق على الاوروبيين  والامريكيين بأنهم يمارسون العنصرية ضد شعوب العالم الاسلامي مطالبا بضرورة تغيير بعض مناقشات المؤتمر وحذف بنود الحقد على الاوروبيين تجاه المسلمين .

تهديدات الاوروبيين هذه ومؤتمر المعاداة للعنصرية وبالتالي اعلان وزراء داخلية الاتحاد الاوربي استقبال حوالي 12 الف عائلة عراقية مسيحية ويزيدية كانت موضوع ندوة عقدت في منطقة  ميرسبيرج القريبة من العاصمة برلين  حيث تتخذ الحكومة الالمانية منها مقرا لمؤتمرات  سرية وعلنية هذه المنطقة تطلق الصحافة الالمانية عليها بمنتجع / كامب ديفيد/ الالماني يومي السبت والاحد المنصرمين شارك فيها شخصيات  سياسية ومستشرقين  وبعض الاعلاميين اضافة الى خبراء شئون حقوق الانسان ناقشوا من خلالها العنصرية والقومية وعلاقتهما بالأديان السماوية . فقد نفى سكرتير الدولة في وزارة الداخلية الالمانية بتير آلتماير الذي استقبل يوم الخميس المنصرم في مطار مدينة هانوفر مع وزير داخلية ولاية سكسونيا السفلى اوفيه شونيمان حوالي 120 عائلة عراقية مسيحية  اضافة الى عائلات من الطائفة اليزيدية ان تكون المانيا عنصرية الطابع وان يكون عامل الدين  لانها تريد الاقتصار على مسيحيين عراقيين لانقاذهم من الاضطهاد الذي يتعرضون له  مشيرا بأن المانيا لا تعتبر فريدة من نوعها من بين دول في العالم اقتصرت على المسيحيين العراقيين أو أن المانيا تمارس عنصرية وتفرقة دينية خلال مساعداتها لبعض دول العالم وخاصة شعوب الدول الافريقية معلنا بأن الدستور الالماني الذي قامت عليه المانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية يمنع التمييز العنصري والديني فالمساعدات تعم جميع معتنقي الاديان السماوية كما ان برلين لا تعتبر فريدة من نوعها في العالم بمساعداتها المسيحيين فالدول الاسلامية وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ساهمتا بشكل فعال بمساعدة مسلمي البوسنة والبلقان اثناء محنتهم التي تعرضوا لها من خلال حرب شبيهة بالابادة فالسعودية قامت بترميم مساجد قديمة تعرضت للهدم جراء القصف اثناء العمليات العسكرية كما قامت ببناء مساجد جديدة ودولة الامارات ارسلت فرقة عسكرية الى البلقان ضمن فرق دولية اخرى للاشراف على وقف اطلاق النار كما ساهمت الدول الاسلامية اكثر من غيرها من دول العالم بمساعدة افغانستان وغيرها ومساعدات المانيا للعراقيين المسيحيين يأتي من واعز ديني وليس بعنصري . جاءت تصريحات آلتماير هذه ردا على  رئيس منظمة / حماية اللجوء/ يورجين ميكش الذي أعلن بأن العنصرية اصبحت عامل تمييز بين المسلمين والمسيحيين وتفنيدا لآراء رئيس منظمة حماية الشعوب المعرضة للانقراض تيلمان تسوخ الذي أكد بأن هناك اقليات عرقية  اسلامية تتعرض للانقراض تعيش في العراق استبعد الاروبيون وخاصة المانيا استيعابهم بينما أكدت زعيمة منظمة العفو الدولية بألمانيا بربارا لوخبيلر أن الاوربيين يمارسون عنصرية ضد المسلمين هذه العنصرية بدت بوضوح منذ حرب البلقان  فالحرب التي وقعت بين كرواتيا وصربيا كانت من اجل النفوذ على البوسنة والكوسوفو ومقدونيا وغيرها وبالتالي الصراع على قيام دولتين لصربيا كرواتيا الكبيرتين وازدادت هذه الظاهرة بعيد حوادث 11 أيلول/ سبتمبر من عام 2001 ولا احد يستطيع ان ينسى الحوادث التي وقعت بالمانيا ودول اوروبية اخرى اضافة الى الولايات المتحدة الامريكية  ضد المسلمين وخاصة ذوي السحنة السمراء واخيرا ممارسة الكيان الصهيوني عنصرية قحة ضد الشعب الفلسطيني نافية أن يكون مؤتمر المعاداة للعنصرية الذي من المقرر عقده بجنيف معاداة للكيان الصهيونية واوروبا بل للخروج بإجماع دولي لمحاربة العنصرية . وحول القومية وعلاقتها بالأديان السماوية الثلاثة فقد رأت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة مادلين اولبرايت ان قيام دولة يهودية على ارض فلسطين فالحركة الصهيونية العالمية لا تعتبر دينية قحة بل سياسية ولا تعتبر وليدة العصر الحديث من خلال قيامها على يد الصحافي النمساوي تيودور هرتزل فهي مستمدة من تعاليم التوراة والانجيل ايضا ولها اسبابها التاريخية  والاجتماعية فاليهود تعرضوا للاضطهاد منذ القرون الوسطى ولولا مبادرة العثمانيين بانقاذ اليهود مع المسلمين من التصفية اثر سقوط الاندلس لأصبحوا في اوروبا اثرا بعد عين الا ان ممارسة الكيان الصهيوني تمييزا دينيا بين اليهود والمسلمين والمسيحيين في فلسطين المحتلة يعتبر عنصرية قحة ، وينفي استاذ خبير شئون الشرق الاوسط والاسلام اودو شتاينباخ وجود شعوب اسلامية بل امة اسلامية اي ان جميع الشعوب الاسلامية منحصرين بمبدأ الامة بالرغم من اختلاف لغاتهم الا ان الاسلام يجمعهم بالتقاليد والثقافة وبالفكر ايضا .

وبالرغم من وجود احزاب قومية في بعض البلاد العربية تضع العروبة قبل الاسلام مثل الحزب القومي السوري والبعث وحركة القوميين العرب وغيرها الا أن أصل هذه الاحزاب اوروبية قحة فمؤسسيها درسوا في اوروبا وعاصروا الحركات القومية فيها مثل النازية ، فمؤسس الحزب القومي السوري انطون سعادة درس في المانيا زمن الحرب العالمية الثانية  وميشيل عفلق وصلاح البيطار درسا في فرنسا . وتعتبر الكاتبة الالمانية سيجريد هونكيه / التي غيبها الموت قبل حوالي ثمانية اعوام / المعروفة في البلاد العربية بسبب كتابها / شمس الله تسطع على الغرب ، الذي ترجم الى شمس العرب تسطع على الغرب / احدى مؤيدي القومية العربية في اوروبا وكانت وراء تأجيج نارها فهي ترى بأن وصول العرب بعد اعتناقهم الاسلام  الى القارات القديمة لم يكن الوازع الديني سبب وصولهم بل ان العادات العربية وحب القوة والاستيلاء وراء ذلك كما تنفي ان تكون الحروب الصليبية وراء احتلال الصليبيين لبلاد الشام بل للقومية الاوروبية التي تعتبر احد عوامل السيطرة والنفوذ ، وذهب المستشرق الفرنسي سيلفستر دوي ساسي / بين أعوام 1758 ظ 1830 / بأن قوة الاسلام افل نجمها منذ استيلاء غير العرب على الحكم ويؤيده بذلك الستشرق الالماني تيودور نولديكيه / بين أعوام 1836 - 1930 / صاحب كتاب تاريخ القرآن الكريم بأن قوة الاسلام أفل نجمها منذ استيلاء غير المسلمين على الحكم فيه بل يذهب المستشرق  والرحالة الالماني ماكس فرايهر فون اوبنهايم / 1860- 1940 / بأن الدولة الاسلامية القوية اضمحلت منذ سقوط دولة بني امية في الشرق على يد العباسيين وانهارت الحضارة الاسلامية عند سقوط بني امية في بلاد الاندلس ، ويعتبر خبير شئون الاسلام والعربية في جامعة مدينة هامبورج جيرنوت روتر بأن الدين الاسلامي دين تسامح غير منغلق على نفسه كما ان المسلمين الذين حكموا العالم وخاصة العرب منهم ساسوا الناس سواسية بالعدل والانصاف ويشهد التاريخ الانساني على ذلك . وينفي صحافي يعمل لوكالة أنباء اسلامية عربية ببرلين العنصرية عن المسلمين وأن الاسلام قد ذهبت قوته منذ استلام غيرهم حكم الدولة الاسلامية فيه فالدولة العثمانية أصبحت دولة خلافة شرعية عندما قام آخر خلفاء بني العباس في مصر وهو المتوكل على الله بتسليم مقاليد الخلافة للسلطان العثماني سليم الاول عام 1517/ حوالي 974 للهجرة/ بل ويؤكد خبير شئون الاسلام والشرق الاوسط أودو شتاينباخ بأن الاسلام غير عنصري والفكر السياسي العربي الحديث وخاصة تلك الاحزاب التي تنادي بالقومية والعروبية انما هي بتأثير من الغرب على حسب أقوالهم .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ