ــ
سورية
تحتفظ بحق الرد
إسماعيل
أحمد*
في عام 1982 وحين نصب الجيش السوري
صواريخ سام(5)، وقصفت إسرائيل
بطارياتها في البقاع، قال وزير
الخارجية السوري (عبد الحليم
خدام يومها):
سنرد
بالوقت المناسب والمكان
المناسب...
وفي عام 2001 بعد الغارات
الاسرائيلية على مواقع
الرادارات السورية في منطقة ضهر
البيدر في لبنان واستشهد فيه
ايضا ثلاث جنود سوريين قال وزير
الخارجية السورية (فاروق الشرع
يومها):سنرد
في الزمان والمكان
المناسبين...
ثم تحول ذلك الجزم إلى
"الإحتفاظ بحق الرد" عندما
ضربت إسرائيل عين الصاحب بالقرب
من دمشق عام 2003
ثم تطور تصريح (الشرع) بعد أن
أصبحت الضربة الإسرائيلية في
قلب دمشق فقيل بعد اغتيال
الفلسطيني عز الدين الشيخ خليل
في حي الزاهرة في دمشق عام 2004:
"محاولة إسرائيل زعزعة
الاستقرار".
وعندما قال المسؤولون الأتراك
إنهم سيحولون سورية إلى رماد
ركض حافظ الأسد مثبتاً سرواله
بكلتا يديه طالباً النجدة من
صديقه حسني مبارك الذي توسط له
لدى الأتراك كي يقبلوه شرطياً
وضيعاً... بعدها خرجت جوقة البعث
مصدرة الكتب والمقالات عن
"الحكمة" و"الحنكة"
السياسية و"الدهاء الفريد"
و"الذكاء الخارق" للأب
القائد في الانتصار على تركيا
بتحاشي استفزازاتها...
وعندما يصل الطيران الحربي
الإسرائيلي إلى فوق قصر
الشبطلية (في شمال اللاذقية)
عام 2005، ويحوم بكل أريحية
وبدون معوقات فوق القصر وبشار
بن حافظ الأسد به يتكتم النظام
السوري على ذلك بالرغم من أن
السوريين في المناطق القريبة من
القصر عرفوا ما حصل وتأكدوا من
ذلك عندما أعلنته إسرائيل!
اليوم وبفضل الله نحن الذين
أعلنا وليست إسرائيل، ولكن
دفاعاتنا الجوية المهزوزة لم
تمنع طائرات العدو من الوصول
للحسكة في أقصى الشمال الشرقي
السوري، وهي أبعد نقطة عن دولة
العدو الصهيوني..
ومن هنا فعبارة: (أجبرتها على
الفرار) لا محل لها هنا، لأن
الإجبار على الفرار يعني ألا
تدخل سماءنا الوطنية، أو تدخل
بعضة كيلومترات قليلة ثم ترجع
خاسئة، أما أن تدخل في العمق من
أقصى الجنوب لأقصى الشمال، ومن
أقصى الغرب لأقصى الشرق، ثم
تنكفئ راجعة من نفس الخط، فما
صنعت دفاعاتنا الجوية، وما معنى
هذه الهوبرة التي يعرفها
السوريون قبل غيرهم!!
على أن الذي نقله المراسلون أن
إسرائيل لم تلق ذخيرة، وإنما
خزانات فارغة، وفي تحليلي لهذا
السلوك أنه لا يخلو من اختبار
لقدرات الجيش السوري بعدما
تسربت أنباء عن أسلحة روسية
متطورة، وكانت الخزانات علامات
على الأرض للنقطة التي يسع
الصهاينة الوصول إليها في
أراضينا، ولا أستبعد أدوارا
استطلاعية وتصوير مساندة....
ويبقى أن سورية تحتفظ لنفسها بحق
الرد!
*كاتب سوري
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|