ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 10/09/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

فن الهزيمة

د.مراد آغا

منذ قيام دوله اسرائيل وتوالي المناوشات والحروب بين الطرف العربي من جهه والطرف الاسرائيلي من جهه توالت الادعاءات بالنصر المبين وبأمهات المعارك والتي لقنت وتلقن العدو دروسا لن ينساها

في بلاد تحول فيها صانعو هزيمه عام 1967 الى حكام في بلاد عانت وتجرعت ذل الهزيمه أمام اليهود

المثال السوري ماثل للعيان فحين نشوب حرب 1967 كان حافظ الاسد وزيرا للدفاع ومن ثم وتعويضا للهزيمه وبدل أن يستقيل انقض على حزب البعث الحاكم بماسمي آنذاك الحركه التصحيحيه وقام بانقلاب عسكري عام 1970 كان بدايه حكم ديكتاتوري واحتكاري في عائله واحده يتم فيه توريث الحكم من الأب للابن

في حرب 1973 والتي تم فيها ادعاء النصر وتلقين العدو دروسا لن ينساها كانت الحقيقه أنه بالرغم من التقدم النسبي للجيش السوري في بدايه المعارك الا أن الآيه سرعان ماانقلبت بحيث أخذ الجيش الاسرائيلي مدعوما بالاسطول الامريكي السادس زمام المبادره وأصبحت دمشق على مرمى المدفعيه الاسرائيليه ولولا تدخل الجيش العراقي حينها لوصل الجيش الاسرائيلي لمشارف دمشق

بعد توقيع الهدنه عام 1974 والتي تم بموجبها التخلي عن القنيطره لسوريا بعد تدميرها وتم أيضا وبالتفاوض عبر اتفاقيات كامب ديفد التخلي عن سيناء لمصر مقابل خروجها من جبهه المقاطعه العربيه والتطبيع مع اسرائيل

كما يلاحظ لم يسترد أي شبر بالمجهود العسكري انما عبر المفاوضات  المذله والمهينه والتي فرضت في الحاله السوريه اتفاقيه وقف اطلاق النار عبر الجولان ونزع سلاح سيناء في الحاله المصريه

أما في حرب عام 1982 والخسائر السوريه الفادحه في بضع أيام من الاشتباكات مع الجيش الاسرائيلي تم اثرها طرد الجيش السوري من لبنان ليدخله من جديد وباذن اسرائيلي وبتمركز محدود وتحت المراقبه ليطرد هذا الجيش من جديد عام 2005 اثر اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري واتجاه أصابع الاتهام للنظام السوري في جريمه اغتياله

المدهش في كل هذا الامر أنه في كل مره تخسر فيها سوريا الحرب أمام اسرائيل أو المجتمع الدولي تصم آذان مواطنيها وبقيه المغلوبين على أمرهم تحت رحمه هذا النظام بأنه نظام التحرير وأنه جبهه الصمود والتصدي ويتحول القائد المفدى الى قائد للصمود والتصدي ومحرر الجولان والعروبه والمقدسات ويتم انتخابه نتيجه لتلك الانتصارات بنسبه 99.99 بالمئه في أي انتخابات لتجديد الفتره الرئاسيه بل يطلب من المقهورين المطالبه به قائدا الى الابد

مع الاسف تحولت سوريا في ظل المافيا الحاكمه من مشروع للصمود والتصدي الى ظاهره للسقوط والتردي حولت الشعب السوري والفلسطيني المقيم  في سوريا واللبناني أيام الاحتلال الى شعوب من الفقراء والمضطهدين والمغلوبين على أمرهم كل ماعليهم قول نعم

فن الهزيمه الذي عود النظام السوري العالم على مشاهدته وتحويله لانتصارات وامهات للمعارك  جعلت النظام يصدق ماآلت اليه قوته التي لاتقهر ولولا قهر صدام حسين صاحب ام المعارك على يد الامريكان وفي عده أيام والذي جعل هذا النظام يعيد حساباته المشوهه بالعجرفه والعنجهيه

والتي ازدادت بعد انتصار حزب الله النوعي في حرب 2006 عبر حرب عصابات يفتقد فيها الجيش الاسرائيلي لخبره واسعه اضافه لوجود علاقات اسرائيليه امريكيه وفرنسيه مميزه مع بعض الاطراف اللبنانيه منعت تدمير البنيه التحتيه اللبنانيه بالكامل

لذلك ونتيجه للحرب اللبنانيه وانتصار حزب الله ظن النظام أن انتصاره على اسرائيل بات وشيكا متناسيا أنه بمقدور اسرائيل وبخلاف الحاله اللبنانيه تدمير البنيه التحتيه السوريه في بضع ساعات

وبطبيعه الحال ستختبئ القياده السوريه وقيادتها العسكريه وكماهو مخطط له خلف جدران مدارس الاطفال وخلف صدورهم وصدور الابرياء من السوريين الذين سيتخذون كدروع بشريه  تحاشيا للقذائف الاسرائيليه حال نشوء الحرب

هذه في ملخص الامر انتصارات النظام السوري منذ قيام اسرائيل والتي تقتصر على التباهي بالهزائم وتحويلها لانتصارات ماهي الا أكاذيب وأضاليل لعقول البسطاء والمقهورين في سوريا وخارجها

كل مايعرفه النظام هو بث التفرقه والشقاق والاضطرابات هنا وهناك في دول الجوار عبر ارسال الاسلحه والمسلحين سواء من الوافدين أم من المفرج عنهم من المعتقلين السياسيين والذين يتم تدريبهم واقناعهم عبر غسيل دماغ منظم للقتال في تلك البلاد حيث تتم تصفيتهم وهكذا يتم افراغ السجون السوريه عبر اختفاء هؤلاء  المعتقلين تمهيدا لملئ تلك السجون من جديد بأفواج جديده من المعتقلين

وقصه شاكر العبسي وفتح الاسلام مثال على ذلك حيث تم اختيار أقصى شمال لبنان وعبر اقحام الفلسطينيين في نهر البارد حيث فشلت محاولات اثاره حرب أهليه لبنانيه  بأحداث المخيم الاخيره والتي تهدف وبشكل واضح لشق الصف اللبناني والفلسطيني من جهه ولاشغال الجيش اللبناني عن مهمته في مراقبه الجنوب والحدود السوريه اللبنانيه حيث يتم تهريب الاسلحه بشكل منظم لداخل الاراضي اللبنانيه

هذه هي انتصارات النظام والتي تتم عبر حبك المؤامرات والمكائد من خلف الابواب المؤصده والتي تتم فيها فبركه حكايات الانتصارات الباهره على العدو

وان كان العطار لايصلح ماأفسده الدهر سيبقى فن تحويل الهزائم لانتصارات عبر الكلام والأكاذيب التي ليست الا احدى علامات فن الهزيمه

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ