ــ
فن
الهزيمة
د.مراد
آغا
منذ قيام دوله
اسرائيل وتوالي المناوشات
والحروب بين الطرف العربي من
جهه والطرف الاسرائيلي من جهه
توالت الادعاءات بالنصر المبين
وبأمهات المعارك والتي لقنت
وتلقن العدو دروسا لن ينساها
في بلاد تحول فيها
صانعو هزيمه عام 1967 الى حكام في
بلاد عانت وتجرعت ذل الهزيمه
أمام اليهود
المثال السوري ماثل
للعيان فحين نشوب حرب 1967 كان
حافظ الاسد وزيرا للدفاع ومن ثم
وتعويضا للهزيمه وبدل أن يستقيل
انقض على حزب البعث الحاكم
بماسمي آنذاك الحركه التصحيحيه
وقام بانقلاب عسكري عام 1970 كان
بدايه حكم ديكتاتوري واحتكاري
في عائله واحده يتم فيه توريث
الحكم من الأب للابن
في حرب 1973 والتي تم
فيها ادعاء النصر وتلقين العدو
دروسا لن ينساها كانت الحقيقه
أنه بالرغم من التقدم النسبي
للجيش السوري في بدايه المعارك
الا أن الآيه سرعان ماانقلبت
بحيث أخذ الجيش الاسرائيلي
مدعوما بالاسطول الامريكي
السادس زمام المبادره وأصبحت
دمشق على مرمى المدفعيه
الاسرائيليه ولولا تدخل الجيش
العراقي حينها لوصل الجيش
الاسرائيلي لمشارف دمشق
بعد توقيع الهدنه
عام 1974 والتي تم بموجبها التخلي
عن القنيطره لسوريا بعد تدميرها
وتم أيضا وبالتفاوض عبر
اتفاقيات كامب ديفد التخلي عن
سيناء لمصر مقابل خروجها من
جبهه المقاطعه العربيه
والتطبيع مع اسرائيل
كما يلاحظ لم يسترد
أي شبر بالمجهود العسكري انما
عبر المفاوضات
المذله والمهينه والتي فرضت
في الحاله السوريه اتفاقيه وقف
اطلاق النار عبر الجولان ونزع
سلاح سيناء في الحاله المصريه
أما في حرب عام 1982
والخسائر السوريه الفادحه في
بضع أيام من الاشتباكات مع
الجيش الاسرائيلي تم اثرها طرد
الجيش السوري من لبنان ليدخله
من جديد وباذن اسرائيلي وبتمركز
محدود وتحت المراقبه ليطرد هذا
الجيش من جديد عام 2005 اثر اغتيال
رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق
الحريري واتجاه أصابع الاتهام
للنظام السوري في جريمه اغتياله
المدهش في كل هذا
الامر أنه في كل مره تخسر فيها
سوريا الحرب أمام اسرائيل أو
المجتمع الدولي تصم آذان
مواطنيها وبقيه المغلوبين على
أمرهم تحت رحمه هذا النظام بأنه
نظام التحرير وأنه جبهه الصمود
والتصدي ويتحول القائد المفدى
الى قائد للصمود والتصدي ومحرر
الجولان والعروبه والمقدسات
ويتم انتخابه نتيجه لتلك
الانتصارات بنسبه 99.99 بالمئه في
أي انتخابات لتجديد الفتره
الرئاسيه بل يطلب من المقهورين
المطالبه به قائدا الى الابد
مع الاسف تحولت
سوريا في ظل المافيا الحاكمه من
مشروع للصمود والتصدي الى ظاهره
للسقوط والتردي حولت الشعب
السوري والفلسطيني المقيم
في سوريا واللبناني أيام
الاحتلال الى شعوب من الفقراء
والمضطهدين والمغلوبين على
أمرهم كل ماعليهم قول نعم
فن الهزيمه الذي
عود النظام السوري العالم على
مشاهدته وتحويله لانتصارات
وامهات للمعارك
جعلت النظام يصدق ماآلت
اليه قوته التي لاتقهر ولولا
قهر صدام حسين صاحب ام المعارك
على يد الامريكان وفي عده أيام
والذي جعل هذا النظام يعيد
حساباته المشوهه بالعجرفه
والعنجهيه
والتي ازدادت بعد
انتصار حزب الله النوعي في حرب
2006 عبر حرب عصابات يفتقد فيها
الجيش الاسرائيلي لخبره واسعه
اضافه لوجود علاقات اسرائيليه
امريكيه وفرنسيه مميزه مع بعض
الاطراف اللبنانيه منعت تدمير
البنيه التحتيه اللبنانيه
بالكامل
لذلك ونتيجه للحرب
اللبنانيه وانتصار حزب الله ظن
النظام أن انتصاره على اسرائيل
بات وشيكا متناسيا أنه بمقدور
اسرائيل وبخلاف الحاله
اللبنانيه تدمير البنيه
التحتيه السوريه في بضع ساعات
وبطبيعه الحال
ستختبئ القياده السوريه
وقيادتها العسكريه وكماهو مخطط
له خلف جدران مدارس الاطفال
وخلف صدورهم وصدور الابرياء من
السوريين الذين سيتخذون كدروع
بشريه تحاشيا
للقذائف الاسرائيليه حال نشوء
الحرب
هذه في ملخص الامر
انتصارات النظام السوري منذ
قيام اسرائيل والتي تقتصر على
التباهي بالهزائم وتحويلها
لانتصارات ماهي الا أكاذيب
وأضاليل لعقول البسطاء
والمقهورين في سوريا وخارجها
كل مايعرفه النظام
هو بث التفرقه والشقاق
والاضطرابات هنا وهناك في دول
الجوار عبر ارسال الاسلحه
والمسلحين سواء من الوافدين أم
من المفرج عنهم من المعتقلين
السياسيين والذين يتم تدريبهم
واقناعهم عبر غسيل دماغ منظم
للقتال في تلك البلاد حيث تتم
تصفيتهم وهكذا يتم افراغ السجون
السوريه عبر اختفاء هؤلاء
المعتقلين تمهيدا لملئ تلك
السجون من جديد بأفواج جديده من
المعتقلين
وقصه شاكر العبسي
وفتح الاسلام مثال على ذلك حيث
تم اختيار أقصى شمال لبنان وعبر
اقحام الفلسطينيين في نهر
البارد حيث فشلت محاولات اثاره
حرب أهليه لبنانيه
بأحداث المخيم الاخيره
والتي تهدف وبشكل واضح لشق الصف
اللبناني والفلسطيني من جهه
ولاشغال الجيش اللبناني عن
مهمته في مراقبه الجنوب والحدود
السوريه اللبنانيه حيث يتم
تهريب الاسلحه بشكل منظم لداخل
الاراضي اللبنانيه
هذه هي انتصارات
النظام والتي تتم عبر حبك
المؤامرات والمكائد من خلف
الابواب المؤصده والتي تتم فيها
فبركه حكايات الانتصارات
الباهره على العدو
وان كان العطار
لايصلح ماأفسده الدهر سيبقى فن
تحويل الهزائم لانتصارات عبر
الكلام والأكاذيب التي ليست الا
احدى علامات فن الهزيمه
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|