ــ
ومضات
محرّضة :
استحلال
دماء الأبرياء .. ماذا يعني !؟
عبدالله
القحطاني
• إنه
يعني إعطاء الآخرين حجّة ، في أن
يستبيحوا دمك ، ودماء الأبرياء
، من أهلك وأقاربك.. أطفالاً
ونساء وشيوخاً وعجَزة.. بصرف
النظر عن كونك مؤمناً أم ملحداً
، وعن كونك حاكماً أم محكوماً ،
وعن كونك على حقّ أو على باطل !
• وإنه
يعني أنك مجرم متوحّش ، في
نظرالناس جميعاً ، مهما أحسنت
الظنّ بنفسك ، وبأفكارك ،
وبالأسباب التي تدفعك إلى قتل
الناس بلا حقّ !
* وإنه يعني ، أنك إذا كنت صاحب
فلسفة معيّنة ، تدفعك إلى قتل
الناس ، بلاذنب جنَوه.. أنك
مخلوق شديد الخطر والضرر، على
الناس جميعاً ! ومن واجبهم
التعاون ، جميعاً ، على
استئصالك ، وتطهير المجتمعات
منك ! لأن قتل الأبرياء
المسالمين ، عن عمد وإصرار ،
يعني أن الفاعل مجرم خطير ! أمّا
إذا كان قتله لهم ، منطلقاً من
معتقد فكري، أو ديني ، معيّن ..
فهذا يعني أن معتقده ، ذاته ،
وبال على البشرية ، ويجب القضاء
عليه، بكل حزم وقوّة ، وبأسرع
وقت ممكن ، كيلا يتمكّن من قتل
أنفس بريئة جديدة ..! فتكون أنت ،
نفسك ، قبل غيرك ، وبالاً على
معتقدك ، الذي تحارب وتضحّي من
أجله !
• وإنه
يعني ، أنك لو ادّعيت أنك نبيّ ،
لدعوت الناس ، الذين تقتل
أطفالهم ونساءهم وشيوخهم ، بلا
وجه حقّ ، والذين لايعرفون معنى
النبوّة والأنبياء .. لدَعوتهم
إلى الكفر بالأنبياء ، بدلاً من
أن تكون داعية للإيمان
بالأنبياء ورسالاتهم .. ولو
ادّعيت أنك ملَك ، لدعوت هؤلاء
الناس ، إلى الكفر بالملائكة !
• وإنه
يعني ، أنك إذا كنت تقتل أبرياء
الآخرين ، الذين يقتلون أبرياءك
، انتقاماً منهم.. يعنى أنك
تطبّق شريعة الغاب ، التي
يفرضها عليك الآخرون ، أو
تفرضها عليهم..! ويعني أنّ
رفعَـك رايةً سامية نبيلة ، فوق
أفعالك المتوحشة هذه ، إنّما هو
سلوك أحمق ، تشوّه به هذه الراية
، وتكرّه الناس بها ! لأن لشريعة
الغاب قوانينها الخاصّة بها ،
وأعرافها الخاصّة بها ! ولا يقبل
أيّ عقل ، أو منطق .. رفعَ راية
نبيلة ، أو سامية ، من أيّ نوع ..
فوق الجرائم الوحشية ، التي
تبيحها شريعة الغاب هذه ..! وعليك
، بالتالي ، أن تعلن على الملأ ،
أن قتلك أبرياءَ الناس ، إنّما
جاء انتقاماً لأبريائك .. وأن
تدميرك لبيوتهم ، هو ردّ على
تدميرهم لبيتك ، وأن تفجيرك
لشوارعهم ومؤسّساتهم ، هو ردّ
على تفجيرهم لشوارعك ومؤسساتك ..
بصرف النظر عن أيّ دين ، أو ملّة
، أو مذهب ..! فالأمر كله ، إنّما
هو قتل بقتل ، وتدمير بتدمير..!
ومَن كان صاحبَ عقيدة ينوي
الموت في سبيلها، فعليه كتمانها
في صدره ، كيلا
يكون في إعلانها ،أذى لها
وللمؤمنين بها والمحسوبين
عليها .. بين الناس الذين
يجهلونها ، وبين أولئك الذين
يحقدون عليها ، ويبحثون عن
الحجج ، لتشويهها ومحاربتها !
فقتلك أبرياءَ الآخرين ،
انتقاماً لأبريائك ، قد يشكّل
في نظرك ، وربّما في نظر أعدائك
.. رادعاً ، من نوع ما ـ حسب شريعة
الغاب ـ يردع الآخرين عن قتل
أبريائك ! أمّا قتل الأبرياء
باسم العقيدة ، أياً كانت ،
فإنّما يشكّل حافزاً لدى
الآخرين ، لمحاربة هذه العقيدة
، وتشويهها ، واضطهاد المؤمنين
بها، والمحسوبين عليها،
جميعاً ، بصرف النظرعن
اقتناعهم بما تفعله أنت ،
أو رفضهم له !
( ومعلوم
أن هذا الطراز من القتل
والتدمير ، يختلف تماماً ، عمّا
يجري في الحروب بين الدول ! تلك
الحروب التي تَحكمها ، بحسب
الأصل ، قواعد وضوابط ، نابعة من
القواعد الخلقية لكل دولة ،
وخاضعة لما سنّته الهيئات
الدولية ،
من نظم وتشريعات في العصر
الحديث !).
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|