ــ
ماذا
لو حلقت الطائرات السورية فوق
إسرائيل؟
الدكتور
عثمان قدري مكانسي
منذ أربعة عقود في ظل نظام (
الممانعة ) والطيران الإسرائيلي
يحلق في أجواء المدن السورية من
الشمال إلى الجنوب ومن الشرق
إلى الغرب ، و أبطال ( الصموت
والتصدع ) يلوكون العبارة
الممجوجة التي (قرفها) المواطن
السوري :( إنهم يحتفظون بحق الرد
على هذه الممارسات الإسرائيلية
في الزمان والمكان المناسبين !!)
ثم رأينا الرد يزيد بعضَ
(التعبيرات الفذلكية السخيفة) أنه قد يكون
ديبلوماسياً وسياسياً .. فيضحك
المواطن من تفاهات هذه الردود
الدالة على إفلاس الناطقين باسم
النظام وانكشاف عوراتهم .
تقول الروايات : إن رجلاً قوياً
ضرب أحد الضعفاء ضرباً مبرحاً ،
دون أن ينبس الضعيف ببنت سفة ،
فلما صعد الضعيف المضروب سطح
داره أطل على القوي وشتمه بأقذع
الألفاظ وهدد وتوعد ...
إن النظام السوري أضعف من ذلك
الضعيف وأوهن منه حين يعلن بعض
التافهين من أبواقه أن الرد قد
يكون ديبلوماسياً ! أتدرون
المقصود من الديبلوماسية ؟ شيء
من العتاب والرجاء للدولة
العبرانية أن لا تكشف سوءات
النظام أكثر مما هو عليه من
العري والفضيحة ، ومن ثم الشكوى
لمجلس الأمن مبطنة بالاعتذار
للإسرائيليين أنْ لا يؤاخذوهم
إن اضطر النظام إلى الشكوى هذه
ذراً للرماد في العيون ! .
ولعل الدولة العبرية أرادت معرفة
استعداد الجيش السوري بعد أن
وصلته الأسلحة والصواريخ
الجديدة من روسيا ، وهل في الجيش
السوري استعداد حقيقي لما قد
يفعله الجيش الإسرائيلي من ضربة
محتملة قد يحتاج إليها للبدء
بجولة من اللقاءات السورية
الإسرائيلية المؤدية لتنازلات
جديدة يقدمها النظام المستبد في
سورية .
كنت أتمنى لو أن الطيران السوري
قام بالتحليق فوق الأراضي
الفلسطينية المحتلة ، فيصور
أهدافاً إسرائيلية ما دام
النظام السوري لا يملك أقماراً
اصطناعية تجسسية ، أو يضرب
أهدافاً إسرائيلية إرهابية قرب
العاصمة الإسرائيلية كما فعلت
الطائرات الإسرائيلية في عين
صاحب وغيرها
– (ماحدا أحسن من حدا )-
ولماذا نُضرب نحن دائماً ؟ !
وليحقق النظام أهدافاً
كثيرة منها :
1- أن الجيش السوري ما يزال يحتفظ بقوته
قادراً على إثبات وجوده .
2- وأن العافية في طيرانه الحربي ما زالت
ضافية ، والمعنويات متصاعدة .
3- وأن المعاملة بالمثل أمر مطلوب .
4- وليتعرف النظام السوري على ردود فعل
الحكومة الإسرائيلية ، فيتعلم
كيف يكون استعمال الحق في الرد
المناسب والزمن المناسب .
5- حتى تذوق الدولة العبرية طعم الذل وهي
تشتكي سوريةَ في مجلس الأمن ،
ليأخذ الحق مجراه!!
6- وليقارن المواطن السوري بين ردود الفعل
المتباينة بين الحكومة
الإسرائيلية والنظام السوري
الحاكم .
ألا يحق للشعب
المصابر في دولة (الممانعة
والصمود والتصدي) أن تكتحل
عيناه مرة برؤية طائراته تضرب
أهدافاً معادية ، وتسمع أذناه
صيحات العدو الاستنكارية
المتألمة الذليلة ؟!!! أم نعد
بهذا التصرف إرهابيين ؟! أم
ينبغي أن لا نفكر بهذا الأمر
أبداً ، فمجرد التفكير فيه
جناية ؟!
أم ليس لنا الحق في
أن ننعم حتى بهذا؟؟!!.. خبروني
أرجوكم .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|