ــ
عصابات
المافيا في مطار دمشق الدولي
علي
الاحمد /لندن
كثيرا ما تحدثنا عن عناصر واجهزة
الامن السوريه على انها لا تعدو
ان تكون عصابات سرقه واجرام ،
وها هو احد الادله الجديده على
ذلك حيث اشتكت مسافره عراقيه
وصلت الى مطار دمشق من بريطانيه
حيث تعيش هناك وتحمل الجنسيه
البريطانيه ، اشتكت من تعرضها
للابتزاز والتخويف الشديد
بدعوى انها مطلوبه لاحدى الدول
، ثم
تبين لها ان الهدف هو الحصول على
مال منها عندما طلب منها عناصر
الامن رشوه ، فوافقت من اجل ان
تتخلص منهم ، ثم اكتشفت انهم
سرقوا من بطاقتها الائتمانيه
مبلغ 800 جنيه ، لانهم اثناء
التحقيق معها استطاعوا معرفة
(كود ) البطاقه ، وعند
عودتها الى بريطانيه اشتكت الى
اللجنه السوريه لحقوق الانسان
ومقرها لندن علها تجد من
يناصرها فيما تعرضت له من اهانه
وتخويف .
هذا هو احد اهم الانتاجات
البعثيه على مدى عقود من الفساد
الممنهج الذي تربى عليه اجيال
سوريه : الفساد والرشوه والسرقه
حتى في اكثر الاماكن المتوقع
انها تخضع للمراقبه والمحاسبه .
عندما يكون الفساد جزءا من
تركيبة النظام والدوله يصبح كل
شيء واردا ، كم من الحالات
المشابهه تحدث في سوريه دون ان
يستطيع ضحاياها ان يوصلوها
للاعلام ؟ اذا كانت تلك
المسافره تعيش في بريطانيه
وتشعر بنوع من الامان الذي يحس
به اي انسان يعيش هنا اذا لم يكن
لديه اي مخالفات او اخطاء ، اذا
كانت تجرأت واشتكت وأرادت ان
توصل صوتها فكم وكم من السوريين
وغيرهم يتعرضون للاذى والاهانه
دون ان يكون لهم ما لتلك المراة
من ميزه كونها تعيش وتحمل
الجنسيه البريطانيه التى
اعطتها تلك الفرصه لتقول ما حصل
معها ، كم من المظلومين سكتوا
وصبروا وتجرعوا الالم والحسره
والتجؤوا الى الله في صمت والم
ليكشف عنهم ما يرونه في بلد
البعثيين .
عندما لا يخاف عنصر الامن من
رئيسه لانهما مشتركان في تقاسم
الغله اخر اليوم ، وعندما يكون
الرئيس والمرؤوس كلاهما لصين
هدفهما ليس حماية المواطن بل
اهانته وتحصيل ما يمكن من مكاسب
منه ، عندها يكون هذا المواطن
فريسة لهم ينهشون منه ما يشاؤون
دون خوف من رقيب او حسيب .
عندما تكون الرقابه مغيبه
والمحاسبه مختفيه والقانون هو
للاقوى مثل الغابة تماما عندها
توقع اي شيء يحصل من اولئك
الجشعين الطامعين في قوت ورزق
المواطن المسكين .
هذه حاله فقط مما يجرى وما خفي
اشد واعظم كما يقال .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|