ــ
بأي
ذنب تعتقلهم السلطات السورية...!؟.
نوري
بريمو*
وفق منطق عنصري
فجّ...!؟، تعطي الدوائر
الإستبدادية الطاغية على أهل
سوريا، لنفسها حق رفض الإرادة
الإلهية التي أمرت بخلق الشعب
الكوردي...!؟، فتستمر القبضة
الإستخباراتية في تنفيذ
مسلسلها القمعي الرامي لتخوين
وتخويف إنساننا الكوري وتعكير
حياته ومنعه من ممارسة حقه في
التمسّك بأبسط أصوله وحقه في
الدفاع عن حقوقه القومية
المشروعة وحق في المشاركة
بالحراك المعارض الجاري بهدف
دمقرطة البلد وتخليصه من سلطة
الإستبداد.
في هذا السياق
التوتيري المرعبٍ للأجواء في
ساحتنا الكوردية وفي الساحة
السورية عموماً...، يُطلِق نظام
البعث يد أجهزته الأمنية
الحاضرة بكافة الأشكال في كل
مدينة وبلدة وحي وقرية وخاصة
الكوردية منها...!؟، لتعربد بلا
طائل ولتلاحق أية شاردة أو
واردة تخص حياة وسلوك المواطن
السوري الذي كان وأمسى يعاني من
مختلف حالات الغربة والخوف
والقلق...، حتى بات هذا المواطن
مجبراً أن يحسب أكثر من حساب قبل
أن يقوم بأي عمل إعتياد يومي...،
وأصبح يشكّك بكل الأشياء
والأناس الذين حوله...، لكونه قد
إصطدم ويصطدم على الدوام بأشباح
مملكة الرعب التي تقف حداً
فاصلاً أو بمعنى آخر غولاً
مرعباً بين واقع الحال الرديئ
والطموح السياسي المرتجى
والأقبية الأمنية المظلمة التي
تبقى تتربص بكل من يحاول الخروج
عن دائرة المولاة لأولي الأمر
الجائرين...!؟، وقد كثُرت مثل هذه
المضايقات في كل الفترات لكنها
إزدادت بشكل ملحوظ ومثير للجدل
والتساؤل في شارعنا الكوردي في
السنوات الأخيرة التي تلَت
إنتفاضة آذار 2004 م الدموية التي
عمّت كافة المناطق الكوردية
والتي أودت بحياة عشرات الشهداء
الكورد ومئات الجرحى والمعوّقن
وآلاف السجناء.
ففي كل مناسبة
قومية كوردية مثلاً أو بلا أية
مناسبة أيضاً...!؟، يتعرّض
نشطاؤنا السياسيين وحتى
مواطنينا العاديين للمتابعة
المعلوماتية الدقيقة من قبل
الجهات الأمنية المعنية وغير
المعنية التي تستخدم شتى أشكال
عرض العضلات والسطوة السلطوية...!؟،
حيث تتم إهانة الناس علناً
ويجري إعتقالهم والإبقاء عليهم
في السجون والمعتقلات دونما أي
سبب سوى لأنهم كورداً يتمسكون
بقوميتهم ويهتمون بالشأن
السوري العام...!؟، وبقي ويبقى
لسان حال الرأي العام الكوردي
وخاصة ذوي السجناء يسأل: وإذا
الموؤودة سُئِلَت بأي ذنب
قُتلَت...؟!، إذ من غير المعقول
إعتقال الإنسان بتهمة إنتمائه
الرباني للقومية الفلانية دون
الأخرى...!؟، ثم ألَم يسمع أهل
الحكم بالآية القرآنية الكريمة:
"...إنا خلقناكم شعوباً وقبائل
لتتعارفوا...".
وكلما إشتد طوق
الخناق الدولي والعربي حول عنق
النظام...، وبعكس ما هو متوقع
حصوله في هكذا حالات مماثلة في
بلدان أخرى قد يحتكم حكامها إلى
لغة العقل والمنطق...، تكثف
الأجهزة الأمنية من دورياتها
وسط شتى المناطق الكوردية في
عربدة إضافية منها لتعزيز
قبضتها عبر بسط كابوس هيبتها من
خلال وضع أسلاك شائكة وخطوط
حمراء أمام أي حراك من شأنه
إنعاش الحياة السياسية وسط
مجتمعنا الكوردي، حيث
يُُواصِلُ اللصقاء بالمخابرات (أي
المتعاملين معهم) مراقبة أحوال
الناس وملاحقة النشطاء
والمثقفين ويتتبّعوا بسرية
أوعلنية أي لقاء أ وتجمع يندرج
في إطار الحراك السياسي
الديموقراطي ويهدف إلى
الاهتمام بالهموم الكوردية
وبالشجون السورية العامة...، ليس
هذا فحسب لا بل إنّ هؤلاء
العملاء قد باتوا مندّسون في
مختلَف الأمكنة ليعملوا على
تشجيع البعض من البسطاء وذوي
النفوس الضعيفة على إمتهان
الإرتزاق الأمني...!؟، وقد جاء
إعتقال عدداً من الفتية الكورد
مؤخراً ( منذ حوالي عشرة أيام)
بمدينة عفرين وتحويلهم إلى حلب
ومن ثم العاصمة دمشق على خلفية
إتهامهم بـ ((جريمة)) إهتمامهم
بالشأن السياسي...!؟، بعد أن
بقيوا تحت المراقبة الأمنية
الدسائسية اللصيقة لكل
تحركاتهم قبل أيام سبقت
إعتقالهم وسط تساؤلات أهلهم حول
كيفية وملابسات إلقاء القبض
عليهم وفق هذا الأسلوب الصلف
الذي يشوبه الكثير من التخوفات
على حياتهم لظروف إعتقالهم
السيئة...!؟.
إنّ هذه المسلكية
البوليسية يمكن تصنيفها في
عِدادْ التوتير الأمني السياسي
الخطير للأوضاع الداخلية في
سوريا وخاصة في المناطق
الكوردية منها...، ولا يمكن
تبريرها بأي شكل من الأشكال في
زمنٍ لم يعد فيه بإمكان أي نظام
حكم مهما كان دكتاتورياً ومهما
إمتلكت أيمانه من مرتزَقة مخفية
وغير مخفية...!؟، أن يقضّ إرادة
وحراك نشطاء حقوق الإنسان
والشعوب...، حيثما وكيفما يشاء...!؟.
وفي الختام...،
ينبغي أن يكف النظام عن إستخدام
الأساليب الدسائسية التي تدسّ
بالعملاء وسط الناس الذين
ولدتهم أمهاتهم أحراراً...،
والإقلاع عن هذه الإنتهاكات
الفظة لحرية وحرمات الناس...!؟،
ونذكّر بأنه لا سبيل أمام أهل
الحكم سوى الإفراج الفوري عن
كافة المعتقلين السياسيين ومن
ضمنهم مناضلي شعبنا الكوردي في
السجون السورية.
* سياسي من
كوردستان سوريا
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|