ــ
ومضات
محرّضة :
الصهاينة
وحكّام دمشق .. ولعبة القطط
والفئران !
عبدالله
القحطاني
* أرض
سورية ، صارت حمىً مستباحاً ،
كلها ، من غربها إلى شرقها ، ومن
شمالها إلى جنوبها .. في عهد
الأسود الكواسر. من أسرة آل أسد !
* الطيران الصهيوني ، يحلق فوق
البقعة التي يريدها من أرض
سورية ، بدءاً بالقصر الجمهوري
، المسمّى قصر الشعب .. وانتهاء
بأقصى نقطة حدودية ، في البلاد ..
دون حسيب أو رقيب !
حين
كانت القوات السورية في لبنان ،
كانت ، تحت قيادة فرسان الأسد ،
مجرّد قطيع من الأرانب ، تصطاد
منها القوات الصهيونية ماتشاء ،
حين تشاء ..! تدمّر سرباً من
الطيران هنا، وتنسف موقعاً
للصواريخ هناك .. دون أن تفكّر
قيادات الجيش الأسدية ، بمجرّد
التصدّي لها ! ومعروفة كوارث
الطيران الحربي السوري ،
والصواريخ السورية ، في لبنان..
يعرفها جيداً
، كل مواطن سوري ، وكل مواطن
لبناني ! لكن الذين يعرفون طينة
النظام الحاكم في سورية ، هم ،
وحدهم ، الذين يعرفون سبب
الامتناع السوري ، عن الردّ ..
برغم رفع شعارات الممانعة
والتحدّي والتصدّي ..! أمّا
الذين لايعرفون من السياسة إلاّ
الشعارات ، فلا يعرفون شيئاً..
وليسوا حريصين على معرفة شيء !
لأن المعرفة تحتاج إلى شيء من
تعب العقول ، في التأمل
والتفكير، والتحليل والتركيب ،
ومعرفة الأشخاص ، وتواريخهم ،
وأهدافهم ، وأخلاقهم ..! وليس كل
من زعم أن له عقلاً ، حريصاً على
إتعاب عقله .. مادامت رؤية
الشعارات المرفوعة ، تريحه ،
وتوفّرعليه التعب وإجهاد الذهن
!
• الآن
.. ليس لسورية طائرات ، ولا
صواريخ ، في لبنان .. إنها ، كلها
، في سورية، بين اللاذقية غرباً
، ودير الزور شرقاً .. وبينهما
قصور الرئاسة ! وهذه ، كلها ،
مسارح للطيران الصهيوني ، يجري
فيها مايشاء ، من تجارب ،
وتدريبات ، وعمليات قصف ونسف ،
ونزهات ليلية ونهارية !
• لقد
توقّع قادة الصهاينة ، أن تخجل
القيادة السورية ، من الإبلاغ
عن حادثة القصف الأخيرة ، التي
تجولت فيها الطائرات الصهيونية
، في مناطق عدّة من سورية ،
ودمّرت من السلاح السوري
ماأرادت تدميره ، دون أن يتصدّى
لها عصفور، داخل الأرض السورية..
بله خارجها !
• إلاّ
أن القيادة البطلة ، أعلنت عن
الجريمة ، ونسبَتها إلى إسرائيل
، الدولة الغادرة .. كما قال وزير
الإعلام السوري ! وهي غادرة ،
لأنها تتحدّث عن السلام وتمارس
العدوان على سورية ، الدولة
المسالمة ! فإسرائيل دولة
مخادِعة غادرة .. في نظر الوزير
الهمام ! أمّا جريمة الزمرة
الحاكمة ، في ترك القوات
المعادية ، تسرح وتمرح، وتقصف ،
وتدمّر ماتشاء داخل الأرض
السورية ..أمّا هذه الجريمة ،
فليست جريمة بحقّ سورية ، وطناً
، وشعباً ، وسيادة ، وهيبة ،
وكرامة ! ( لم يظهر على وزير
الإعلام السوري ، حين علق على
الحادثة ، واتّهم إسرائيل
بالغدر.. لم يظهر عليه ، أنه يعرف
شيئاً عن المصطلحات المذكورة
آنفاً ، مثل كلمة : كرامة ..
وأخواتها !).
• قادة
إسرائيل ، يصرّحون ، بين الفينة
والأخرى ، بأنهم حريصون على
بقاء النظام السوري الحالي !
لأنه يشكّل عنصراً من عناصر
الأمن الوطني الإسرائيلي !
وواضح أن إسرائيل ، هي الدولة
الوحيدة ، التي لها مصلحة
حقيقية ، في بقاء هذا النظام
البطل ، جاثماً على صدر الشعب
السوري ! وأبطال النظام السوري ،
يعرفون هذا جيداً .. لأن إسرائيل
، لن تجد في شعب سورية ، كله ،
أجبن منهم ، ولا أرخص ! وهم
يراهنون على هذا ، في بقائهم في
السلطة .. أيْ : يراهنون على
الخيانة والنذالة! وأيّ رهان
أربح من هذا ، في التعامل مع
إسرائيل !؟
• وقادة
إسرائيل ، يصرّحون ، بين آونة
وأخرى ، بأنهم حريصون على
السلام مع النظام السوري ..
ومستعدّون لهذا السلام ، في أيّ
وقت ! فبعد حوالي أسبوع ، من
الضربة الصهيونية المؤلمة ،
للسلاح السوري .. صرّح رئيس
وزراء إسرائيل ، بأن دولته
راغبة بالسلام مع سورية ! وأيّ
سلام أروع من هذا !؟
• اللعبة
الصهيونية ، ليست عسكرية أمنية
، وحسب ! بل لعبة نفسية شيطانية ..
فلا يكفي أن تستبيح قوّات
العدوّ ، مدن سورية ومناطقها
العسكرية ، وتدمّر ماتشاء من
سلاحها .. بل هي تستبيح العقول
والنفوس ، أيضاً ! فهي مسرح لمكر
قادتها وخبثهم:
نحن نضربكم متى نشاء ، وكيف
نشاء .. وليس لديكم جرأة على
الردّ ! ونحن ندعوكم إلى السلام
، فهل لديكم جرأة على الجلوس
معنا !
• قادة
الصهاينة ، يعلمون جيداً ، أن
ضرباتهم لاتكلف قادة النظام
السوري شيئاً.. لأن قواتهم تضرب
أسلحة سورية ، يدفع المواطن
السوري ثمنها ، من لقمة أطفاله
..! كما يعلمون أن القيادة
السورية الحالية ، لاتملك أيّ
شيء تخاف عليه ، من كرامة وطنية
، أو مروءة إنسانية ، أو خلق
نبيل ، أو شعبية لدى المواطنين
السوريين .. كل ماتخاف عليه ، هو
الكراسي التي تجلس عليها ! لذا ،
فلا أهميّة لأيّة ضربة
إسرائيلية ، في أيّ موقع سوري ،
حتى لو دمّرت دمشق العاصمة ، على
رؤوس أهلها !
• لذا
، يلجأ قادة الصهاينة إلى العبث
المركّب ؛ العبث بالأرض السورية
، والوطن السوري ، والكرامة
السورية .. ثم العبث
بالمشاعرالدونية ، لدى الحكّام
؛ مشاعر الخوف ، والجبن ، والطمع
..عبر الابتزاز ، والإغراء ،
والتهديد !
• إنها
لعبة القطط الخبيثة ، مع فئران
تافهة مرعوبة !
• ومَن
الخاسر !؟ إنه شعب سورية ،
الأبيّ ، الصابر، المظلوم !
• ويبقى
سؤال : إذا كان حكّام سورية ،
مجموعة من الفئران المرعوبة ،
في مواجهة الصهاينة ، خوفا على
كراسي الحكم .. فما الذي يخيف شعب
سورية ، في مواجهة هؤلاء
الحكّام ، وقد خسر كل شيء تحت
حكمهم ، حتى لم يعد لديه مايخسره
!؟ وأضيفَ إلى عبثهم به وبوطنه ..
عبث الصهاينة بكرامته الوطنية ،
وعبث آخرُ ، آتٍ من الشرق ،
منصبّ على عقيدته ، وأخلاقه ،
وكرامته الوطنية .. أيضا !؟
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|