ــ
السلام
السوري الإسرائيلي
الدكتور عثمان
قدري مكانسي
نائب رأس النظام السوري يدّعي –
كما ذكرت في مقالتي السابقة
نقلاً عن أخبار الشرق – أن
الإسرائيليين قصفوا مناطق
خالية ! ثم يكذبه رئيسه حين يؤكد
أن المنطقة المقصوفة " منشآت
عسكرية غير مستخدمة ، والفرق
بين المنطفة الخالية
والمنشآت العسكرية غير
المستخدمة كبير ، وكان الأولى
برأسي النظام أن ينسّقا حديثهما
حتى لا تكون تصريحاتهما متضاربة
وعشوائية ، ولا أظن أن متفلسفاً
متملقاً يتطوع ليوائم بين أقوال
الرئيس ونائبه ، ويدّعي التوافق
والتناسق .
ومن الردود الذليلة التي صدرت عن
بشار الأسد – وليته سكت – أنه–
بعد هذا القصف الإسرائيلي
المتكررفي عهده مرات كثيرة – لا
يريد تعويق الفرص نحو إجراء
محادثات سلام مع إسرائيل (
المصدر أسوشيتدبرس 01-10-2007) وعلى
هذا فهو لا ينوي شن هجوم وشيك
على إسرائيل رداً على انتهاكها
، مع أنه أكد – كالعادة – أن
دمشق تحتفظ بحقها في الرد على
الهجوم دون أن يحدد طبيعة هذا
الرد .
يرغب بشار أسد أن يجري محادثات
سلام مع إسرائيل ، فيسقط حق
السوريين في الرد على على
انتهاكات الدولة العبرية - وما
هذه الأسطوانة المشروخة التي
يرددها النظام باحتفظه بالرد
إلا دليل الذل والضعف ، فالذي
يرد أو يريد الرد لا يعلنه بل
يغتنم الفرصة المناسبة ويفعله ،
وهذا ليس من صفات النظام السوري
المنبطح .
مع أن
بشاراً يؤكد عداء إسرائيل
الشديد للسلام ...نسأله : ما دمت
ترى عداء إسرائيل الشديد للسلام
فلماذا التوسل لها للجلوس معها
على مائدة المفاوضات ؟! .
ومادامت إسرائيل شديدة العداوة
للسلام فما فائدة التطبيل
للسلام معها والتزمير له ؟!.
وهل
يستمع عدو لرغبات السلام إذا
رأى من الطرف الآخر ذلاً
واستسلاماً وضعفاً وهواناً؟!.
ولماذا تجلس إسرائيل على طاولة
المفاوضات وهي ترى الطرف الضعيف
يعلن أنه لن يرد على الانتهاكات
عسكرياً ، وقد يرد سياسياً ؟!
وهذا جواب من لا جواب له!!
وقد
أعلن رئيس النظام أنه يستبعد
الرد العسكري متعللاً
بالعبارات الدالة على الخنوع
والهوان " إننا لا نعمل وفق
أجندة إسرائيل " . فما معنى
هذا التصريح سوى أن النظام لن
يرد ولو ضربت إسرائيل مراراً
وتكراراً وجالت طائراتها في
البلاد شرقا وغرباً شمالاً
وجنوبا، فهو ليس معنياً بالرد ،
ولتفعل إسرائيل ما تشاء ،
فالنظام يتلقى الضربات
والصفعات ببرود وصبر شديدين !!!
ولن يسمح النظام لإسرائيل أن
تستجره لمعركة غير متكافئة ! .
هذه دولة الصمود والممانعة أيها
المغشوشون بهذا النظام الكاذب
الضال .
يمانع
من ؟ ويصمد لمن ؟!
إنه
يمانع العودة لشعبه ، ويمانع
الصلح مع مواطنيه ، ويصمد في
الدفاع عما سلب واغتصب من
مواطنيه ، فيقلب البلاد سجوناً
ويملؤها بالأجهزة القمعية
ليكمم الأفواه ويخرس الألسن
المطالبة بحرية الوطن والمواطن
.
ونظام هذا دأبه مذ وُجد ليس له
عدو سوى الشعب المقهور والبلد
المسلوب ، ولن ينفع فيه سوى
التخلص منه وتحرير سورية
الحبيبة من مكره وظلمه .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|