النظام
السوري
ومسلسل
الإغتيالات التي شهدها ويشهدها
لبنان
د
. علي حسين*
في 26 أبريل/نيسان من
العام 2005 شهد سهل البقاع حفلاً
رمزيًا لتوديع قوات الاحتلال
السورية المنسحبة من لبنان. وقد
هتف الجنود السوريون بشعارات
مؤيدة لبشار الأسد أثناء
الاحتفال قبل مغادرتهم للأراضي
اللبنانية. في حين أخلت
الاستخبارات العسكرية السورية
مقرها في لبنان يوم 25 أبريل/نيسان.
وبهذا انتهي الوجود العسكري
والاستخباراتي لنظام دمشق
الدموي في لبنان والذي استمر 29
عاما .
واعتقد السذج
والبسطاء بأن نظام دمشق قد ترك
لبنان يقرر مصيره ويختار النظام
السياسي الذي يحكمه ، وأن
الحرية والديمقراطية ستعود الى
الحياة السياسية في لبنان بعد
أن اغتصبتها السياسة الأمنية
الأستخباراتية لنظام دمشق عاشق
القتل والقهر للشعبين السوري
واللبناني ، ولم تستمر حالة
الهدوء والسكينة التي نعم بها
لبنان بعد خروج قوات النظام منه
، ولم يكفكف اللبنانيون جراحهم
للحدث الجلل والفاجعة التي المت
بهم أثر الجريمة النكراء التي
اودت بحياة الشهيد الحريري
ورفاقه في 14 شباط من العام 2005 .
حتى يعود نظام دمشق الدموي
للبنان ومن خلال عملاؤه وخلاياه
النائمة لتغتال وتسكت صوتاً
معارضاً لنظامها الكاتب
والصحفي سمير قصير في الثاني من
حزيران لعام 2005 ، وفي الحادي
والعشرين من حزيران من العام 2005
أي بعد أسبوعين من اغتيال سمير
قصار ، اقدمت قوى الشر التابعة
لنظام دمشق على اغتيال الأمين
العام السابق للحزب الشيوعي
اللبناني جورج حاوي في تفخيخ
سيارته قرب منزله في بيروت . وفي
الثاني عشر من تموز 2005 اصيب وزير
الدفاع اللبناني الياس المر اثر
الاعتداء عليه بسيارة مفخخة في
ضاحية بيروت الشرقية ادى لمقتل
شخص واصابة تسعة بجروح . وفي
السادس عشر من ايلول 2005 تنفجر
عبوة مفخخة في حي الجعيتاوي
لتوقع قتيل و28 جريحاً . وفي
الخامس من ايلول 2005 يتعرض
صوتاً من الأصوات المعارضة
لنظام دمشق الصحفية مي شدياق
لمحاولة اغتيال ادت الى بتر
ساقها ويدها اليسرى ولم يستطع
نظام دمشق اسكات صوتها الحر .
وفي الثاني عشر من شهر كانون
الأول 2005 اقدمت يد النظام
الملطخة اصلاً بدماء الشرفاء
والأحرار من أبناء الشعبين
السوري واللبناني على اغتيال
الصحفي والكاتب والنائب
المناهض لنظام دمشق جبران توينة
. وفي الخامس من ايلول من عام 2006
نجا المقدم سمير شحادة مساعد
رئيس فرع المعلومات في قوى
الامن الداخلي الذي كان يتابع
التحقيقات في قضية اغتيال
الحريري، من محاولة اغتيال
اسفرت عن مقتل اربعة من مرافقيه
جنوب بيروت . 21 تشرين الثاني/نوفمبر
2006: اغتيال الوزير والنائب
المعارض لسوريا بيار الجميل
باطلاق النار عليه في ضاحية
شمال بيروت . في الثالث عشر من
شهر شباط 2007 مقتل ثلاثة اشخاص في
تفجير حافلتين شمال بيروت عشية
الذكرى الثانية لاغتيال
الحريري. 13 حزيران 2007 اغتيال
النائب اللبناني وليد عيدو من
تيار المستقبل في الاكثرية
النيابية في تفجير سيارة مفخخة
في بيروت اسفر عن سقوط تسعة قتلى
آخرين.
وقبل أقل من أسبوع
على موعد الجلسة الأولى لإنتخاب
رئيس للجمهورية اللبنانية ،
أودى إنفجار عنيف بعد ظهر يوم
الأربعاء 19/9/2007 في ضاحية حرش
ثابت الذي يقع شرقي بيروت بحياة
النائب الكتائبي المعارض لنظام
دمشق أنطوان غانم وتسعة أشخاص
آخرين ، بالإضافة الى أكثر من
عشرين جريحاً . واتهم نواب
الأكثرية في لبنان نظام آل
الأسد الدموي بالوقوف وراء
جريمة الاغتيال ، واكدوا على
إصرارهم على انتخاب رئيس
للجمهورية . بهذه الجريمة
يكون نظام دمشق القاتل قد أوصل
عدد نواب قوى 14 آذار الى 65
نائباً أي نصف نواب البرلمان
تقريباً ، بهذا سيكون من السهل
على عملاء نظام دمشق تعطيل
انتخاب رئيس للجمهورية . لا ريب
أن جريمة اغتيال النائب أنطوان
غانم في هذا الوقت السياسي
الحرج الذي يمر به لبنان أنما
جاء ليؤكد أن نظام دمشق الدموي
لم يترك لبنان واللبنانيين
يختارون رئيس للبنان وهذا ما
أكده بعض عملاء النظام على أن
غالبية قوى 14 آذار لن تبقى ولن
تظل غالبية عندما يحين موعد
الإنتخابات ، وفسر هذا الكلام
بأنه إشارة إلى توقع نشوب
خلافات في قوى 14 آذار على النصاب
الدستوري والمرشحين للرئاسة ،
واستبعد احتمال عودة
الإغتيالات ، لأن نواب الغالبية
إتخذوا احتياطات منها السفر إلى
الخارج وكان الشهيد أنطوان غانم
أحد المسافرين إلى باريس وعاد
إلى بيروت قبل أيام قليلة .
في الختام ومهما
حاول نظام آل الأسد الدموي حجب
نور الحرية والديمقراطية ،
ومهما تستر النظام الدولي
المنافق على جرائم النظام
الطائفي ، فإن شمس الحرية ومتعة
الديمقراطية ستعم ربوع وطننا
الحبيب سوريا ، وسينعم لبنان
وشعب لبنان بالحرية والأمن
والأمان ، وإننا نقول للمجتمع
الدولي المنافق والذي يبكي
ويذرف الدموع على لبنان وشعب
لبنان ، كفاكم كذب ونفاق لنظام
دموي قاتل ، يعشق الدم والقتل
كما تشعق وتنعم شعوبكم بالحرية
والأمن والسلام .
*كاتب
ومعارض سوري
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|