ـ

ـ

ـ

الثلاثاء 16/10/2007

محبة القائد حقيقة لا وهم !!!

م. وليد الحمصي

معارضة ، هذه الكلمة التي حالما نسمعها يرد إلى أذهاننا دولة ونظام وسلطة وبمقابلها توجد قوى وجماعات تختلف مع السلطة في قضايا تختلف وتتنوع حسب الظروف والبرامج والمكان والزمان وغير ذلك من العوامل ، ولكننا في سوريا حبانا الله بمزية لا يصدقها الكثيرون وهو أنه لا وجود لمعارضة للنظام ( حسب ما يسوّق أهل النظام ) ويبدو أنه هذه حقيقة يحاول البعض أن يغمض عينيه محاولاً عدم رؤيتها على أنها واقع ملموس ومعاش ، بالرغم من أن هناك بعض ( المارقين ) الذين يرفضون هذا الأمر ويدّعون أنهم ( معارضة ) ، ولكي نقنع هؤلاء( المعارضون ) بأنهم لا وجود لهم ، إذ أن وجودهم مرتبط بمدى توفر قاعدة تؤيدهم ، تتفاعل معهم مع أفكارهم وطروحاتهم وتؤمن بما يطرحون أو بعضاً منه ، وهذا الأمر غير موجود لدى الشعب السوري ولا أدلّ على هذا الكلام من المحبة الكبيرة والعميقة والعلاقة الطبيعية التي تربط بين ( القائد ) و( الشعب ) وكيف لا وبإمكان أي مواطن مقابلة الرئيس التحدث إليه وهو القائل عند تسلمه مقاليد الحكم في سوريا عبر انتخابات ديمقراطية تعددية لم تشهدها دولة من دول العالم قاطبة ( " كنتُ مواطناً وسأبقى مواطنا ً ... " ) وخير شيء ندلّل به على ما سبق هو إيراد عدة أمثلة عن وقائع وحقائق ( وهي غيض من فيض ) تثبت هذا الكلام وتدحض كيد العدى.

- ونبدأ من الأحدث وهي أداء الرئيس لصلاة عيد الفطر السعيد في مدينة ( ابن الوليد ) وبالتأكيد شاهد العالم قاطبة عبر شاشة القناة السورية تلك العلاقة الحميمية التي تربطه بأبناء الوطن وكيفية تأديته للصلاة وقدومه المفاجئ إلى جامع خالد بن الوليد ( يبدو أنه كان نائماً في بيت عمه والد زوجته ) في حمص ولكن نورد بعض الأمور التي شاهدناها وسمعناها والتي لا تغير بالتأكيد مما أسلفنا عن حميمية وصدقية العلاقة مع أبناء الوطن.

فكوني أعيش في أحد أحياء حمص فقد أخبرني صديق لي وهو عضو في لجنة الحي (أخبرني بهذا الأمر عندما ذهبت لمعايدته) أنه تم إبلاغه بحدود الثانية عشر ليلاً في ليلة العيد أنه يجب عليه التواجد في جامع خالد بن الوليد عند السادسة والنصف صباحاً لأداء الصلاة وتم تسليمه بطاقة دعوة اسمية ويمنع عليه عدم أخذ جهاز الجوال !!! وفي الصباح الباكر وعند وصوله إلى الجامع لاحظ انتشار المئات من عناصر الأمن يطوقون الجامع وتم استلام البطاقة الاسمية منه وإعطائه قسيمة منها سُلمت عند مدخل الجامع.

وأخبرني صديق آخر يقطن أقرباؤه بالقرب من الجامع في إحدى البنايات أنه تم إبلاغ جميع القاطنين في البناية بعدم الخروج إلى السطح أو فتح النوافذ وكان عناصر الأمن ينتشرون على الدرج وعلى سطح البناية وأسطح البنايات الأخرى !!!

وعلمت من والد زوجتي الذي يسكن في منطقة القصور أنه توجه بحدود السادسة والنصف من منزله باتجاه جامع خالد بن الوليد لأداء صلاة العيد هناك كعادته في كل عيد ولكنه فوجئ بانتشار أمني كثيف قبل وصوله إلى الجامع بحدود نصف كيلومتر وبمنعه من التوجه إلى هناك وهذا الأمر تكرر مع عديدن سمعت منهم نفس الأمر بمنعهم من الوصول إلى الجامع !!!.

- والشيء بالمثل يُذكر حيث كان لي قريب يخدم في إحدى وحدات الحرس الجمهوري ، وقد تم جمعهم في الليلة السابقة للعيد ( هذا الكلام في السنة الماضية ) وإبلاغهم بأنه سيتم أخذهم صباحاً في مهمة لأداء صلاة العيد في مسجد بني أمية الكبير بدمشق ، ويُطلب من كل واحد منهم أن يلبس ثياب مدنية مما يتوفر لديه ( جلابية ، بيجاما رياضية ، ... ) ويجب عليهم التصرف على أنهم مواطنين عاديين ويمنع عليهم مناداة رؤسائهم الضباط بكلمة سيدي أو ما شابه فهم في هذه المهمة مدنيين ومواطنين عاديين ، وبالفعل تم نقلهم في سيارات من منطقة تواجدهم قرب مدينة دمشق في ساعة مبكرة ( بحدود الرابعة والنصف صباحاً ) !!!!.

فإلى كل من لا يصدق ولا يقتنع بعمق وصدق وشفافية العلاقة بين المواطن ( القائد ) والمواطنين ( الشعب ) يكفي أن نقول لهم ونتحداهم إن كان بإمكان أي رئيس أو ملك أن ينزل وسط مواطنيه بكل أريحية وبساطة كما يفعل ( قائدنا ) بدون أي تعقيدات أو مرافقة أو ما شابه ونقول لهم صدقوا إن نسبة الـ ( 97% ) في الاستفتاء هي أقل من الواقع فالنسبة هي (100%) وربما (150%) ولكن حرصاً على مشاعر وأحاسيس الكثير من الرؤساء البسطاء والذي بالكاد يتجاوزون حاجز الـ (50%) بقليل في انتخاباتهم .

ونختم ونقول ما ترونه وتسمعونه في وسائل الإعلام السورية عن علاقة ( القائد ) و (الشعب) هي حقيقة ومن لا يصدق فالأعياد القادمة أكثر من التي ذهبت .

حمص في 15/10/2007

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ