ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 21/10/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

ما وراء عسكرة الحل في شمال العراق ؟!.

د.نصر حسن

يبدو أن دائرة قطر الصراع المقيت الدائر في العراق قد أخذت منحى التمدد على المستوى الإقليمي  , فرغم هول الحالة التي يعيشها هذا العراق الجديد الذي بات مقسماً إلى أشلاء , إلى جنوب معلق بإيران بحكم التداخل التماثلي المذهبي, والتناقضي بارتباطه بنفس الوقت مع طرفين متناقضين مظهرياً إلى الآن ( إيران وأمريكا ) , بما يوفرغطاءً وقتياً لحماية نفسه وتنفيذ أهدافه والإستقواء على العراق المقسم الجريح , وإلى وسط مغيب الآن ككتلة بشرية وكقوى سياسية,مع ذلك له حاضنته الوطنية الخافتة الآن , وأما الخاصرة الرخوة في جسم العراق فهو شماله , بما تحمٌله إياه خيارات سياسية غير استراتيجية مشتقة من ظلم طويل ,وجغرافيته بحدوده مع إمبراطوريتين لهما مصالحهما واستراتيجيتهما , ومتداخلتين مع نسيج العراق دينياً واجتماعياً ومصلحياً وكل على طريقته , ومتناغمتين سياسياً حول الموقف من حقوق الأكراد المضغوطة الآن داخل مساحة العراق ,لكن لايخفى درجة تأثيرها على الحركات الكردية الموجودة في كل من إيران وتركيا وسورية , هنا تكمن المفارقة المقلقة  ,وهي إضافة بعداً خطيراً أخر للصراع على ساحة العراق , يدفعه أكثر نحو التمزق وعدم الإستقرار .

 

ويأتي التوتر الحالي على الحدود العراقية التركية تطوراً خطيراً في شكل الصراع الجاري على أرض العراق ,مسحوباً إلى المستوى الإقليمي  مع غياب قدرة العراق كدولة وعجز حكومتة الحالية من الحفاظ على السيادة الوطنية , مما يعني أن تطور الأحداث مرهوناً بإرادات قوى إقليمية ودولية , وأياً كانت دوافعها ستزيد من سوء أبعاد الصراع الدامي في العراق , فاستقرار شمال العراق المقصود أوقع الأطراف الداخلية في العراق بأخطاء استراتيجية,  أولها رهن مستقبل شمال العراق بتوازنات قوى خارجية آنية في ظل الفوضى التي يعيشها العراق ,ومحاولة العبور على أجندة سياسية خارجية غامضة وملتبسة إلى حالة من الإستقلال الذاتي الذي يضمر الإنفصال عن العراق , هكذا عرض وفهم على الأرض وتم تعريفه بكل محددات الإستقلال وكأنه دولة جديدة , وغاب التفكير الستراتيجي في ظل حالة غير مستقرة يعيشها العراق , وفي ظل موقف إقليمي ودولي ملتبس حول شكل الحقوق الكردية في العراق وإيران وسورية وتركيا .

 

الخطير في الموضوع هو : أولاً أن العراق أصبح ساحة مفتوحة لكافة القوى الدولية والإقليمية تتصارع فيها بخشونة استراتيجيات خارجية على حساب استقراره , وثانياً أن عملية حسم الصراعات البينية قد فقد إطاره القانوني الدولي والإنساني وأصبح ذرائعي ينتظر التصرف الخاطئ من هذا الطرف أو ذاك ليبني عليه فعل عسكري غير مجدي , وثالثاً تهالك النظام السوري مع القوى الإقليمية في عهد الإبن كإمتداد لمساومات الأب ,عكسه تصريح رئيسه بأن " من حق تركيا الدفاع عن نفسها " وهو كلام حق يراد به باطل وفتنة ,ولمن غرائب الأمور أنه يقر حقاً لغيره ويتنازل عن حقوق شعبه, ورابعاً هو دفع تركيا المسلمة بحكومتها الجديدة التي انتخبت ديموقراطياً إلى  إجهاض التجربة وزجها في صراع مسلح لاطائل منه , وخامساً هو الموقف الخاطئ لكل الأطراف باتجاه شحن الأمور وتصوير أن الخيار العسكري هو الحل الوحيد , وسادساً إن محاولات النبش في ظلام التاريخ وسواده هو عمل غير نزيه وفيه إساءة للمشاعر الوطنية والقومية لهذا الطرف أوذاك ,وهو بهذا الإخراج عمل غير حكيم ولايخدم المظلومين بقدر مايزيد الكراهية والتوتر بين الأطراف, وسابعاً  وعلى أساس الحرص على الإستقرار وتجنيب شعوب المنطقة المزيد من المآسي نقول أن على تركيا البحث في خيارات أخرى ,وعلى القيادات الكردية وفي شمال العراق تحديداً أن تكون أكثر وضوحا ً في إطار المطالبة بحقوق الأكراد المشروعة , وذلك بإعادة هيكلة سياستها على مستوى المنطقة وعلاقاتها بالأطراف الداخلية وبحاضنتها الحضارية التاريخية, وثامناً وهذا يملي عليها تأجيل الإرتباط السياسي العام, والعمل ضمن الأجندة الوطنية المطروحة على ساحة كل دولة , وتاسعاً أن تجربة عشرات السنين من العمل المسلح لم يجن منه الأكراد سوى التشرد والعذاب وضياع الحقوق , أي يجب تغليب الطريق السلمي للمطالبة بالحقوق المشروعة, وعاشراً ليس هناك منتصراً وكل الأطراف في عداد الخاسرين , وثمن تلك المغامرات ستدفعه شعوب المنطقة التي سئمت حتى حقوقها من تسلسل الحروب والتهجير والتشريد والضياع .

 

إنها التجربة الخطيرة التي تواجه الحكومة التركية الديموقراطية , المقبولة على مضض من كافة القوى الإقليمية والدولية , وتواجه أكثر الإستقرار في شمال العراق أيضاً , وامتحان مفصلي للحركة الكردية يضعها وجهاً لوجه أمام استحقاقات داخلية وإقليمية لابد من حسم الموقف تجاهها بحكمة وضبط , وفي حالة القلق التي يعيشها الجميع وخاصةً الطرفان الحركة الكردية وتركيا , هناك فرصة حقيقية لحسم الخلاف على أرضية الحوار والإستعداد الجريئ لتقديم ثمن الإستقرار والسلام , والحفاظ على الحقوق وقطع الطريق على كافة القوى الإقليمية والدولية التي لاتحرص على مصلحة الطرفين , إنها لحظة دفع ثمن الخيار الستراتيجي الذي سيترتب عليه مستقبل كل الأخوة الجيران , ومقدمته هي القبول بجبرية التاريخ والحضارة والجغرافية  ,واشتقاق صيغة من رحمها للتعايش تضمن حقوق كل الأطراف , ونقلها إلى مستوى الإحترام المتبادل للمصالح والحقوق والعلاقات  الإنسانية .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ