ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 22/10/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

من حق تركيا الدفاع عن نفسها ...

فماذا عن حق سورية؟

سالم أحمد*

في زيارته الأخيرة إلى تركيا في يومي 16 و 17 من تشرين الأول الجاري، قال الرئيس السوري "بشار أسد": "إن من حق تركيا الدفاع عن نفسها ضد الهجمات التي يشنها حزب العمال الكردستاني انطلاقا من شمال العراق".

عندما يسمع المواطن السوري إلى هكذا تصريح، يحس بانقباض في نفسه وبمرارة في حلقه تذهبا بحلاوة التصريح الذي يشد من موقف الشقيقة تركيا في وجه إرهاب دموي بلغت خسائر الأشقاء الأتراك فيه 37000 جنديا ومواطنا تركيا حتى الآن. وللمواطن السوري أسبابه التي تدعوه لهذا الانقباض.

على كل حال لم تتخلف جوقة النظام الحاكم في دمشق عن الرقص على أنغام تصريح الرئيس السوري. بل سارع وزير الإعلام السوري محسن بلال ليؤكد أن حزب العمال الكردستاني هو حزب إرهابي. ونحن نشهد بأنه حزب إرهابي. لكنا نسأل هذا الفصيح: ألم يكن هذا الحزب إرهابيا عندما استضافه عهد حافظ الأسد في معسكرات، ليس على أراض سورية بل في البقاع اللبناني؟. وكان زعيم الحزب الإرهابي "عبد الله أوجلان" يخطط لقتل المواطنين الأتراك من فنادق العاصمة السورية دمشق.

وكعادة قادة النظام السوري الذين كانوا يرعون الشبكات الإرهابية التي تعمل انطلاقا من/ أو في بلدان مجاورة مثل تركيا ولبنان، ويتخلف عنها قتلى وجرحى ولا يطرف لقادة النظام جفن، طالما أن ذلك يجعل هذه الشبكات ورقة ضد هذه الدولة أو تلك، ما يساهم في إطالة عمر حكمهم الإرهابي. فإذا احمرت عيون الحكومات التي تتأذى من التخريب الذي يضرب بلدانها، وكانت لها شوكة، يبادر حكام دمشق فيحنون رؤوسهم للعاصفة. ولقد رأينا الرئيس الراحل "حافظ أسد" في عام 1998 ، يسارع إلى طرد "عبد الله أوجلا" وإغلاق معسكراته في البقاع، بعد أن حشد الجيش التركي وحداته مهددا باجتياح شمال سورية. ورأينا الرئيس بشار أسد يسقط حق سورية التاريخي في لواء "اسكندرون" الذي طالما تغنى خطباء النظام بهذا الحق في عهد أبيه. 

وليس بعيدا ما كانت تفعله الوحدات السورية على الأراضي اللبنانية خلال ثلاثة عقود، بدءا من عام 1976، عندما أدخل حافظ أسد قواته إلى لبنان لكسر شوكة الفلسطينيين، بتفويض من واشنطن.ولطالما رفض حكام دمشق الانسحاب من لبنان بطلب من الطوائف والأحزاب اللبنانية. وعندما رفعت واشنطن الغطاء عن وجود الجيش السوري في لبنان سارع الرئيس

السوري إلى سحب قواته من لبنان في نيسان 2005.

نعم من حق تركيا أن تلاحق فلول حزب العمال الكردستاني حيثما وجدت له شوكة. ولا ينكر السوريون على الرئيس السوري تأييد هذا الحق. ولكن ماذا عن حق سورية في الرد على الطلعات الجوية التي كان الطيران الإسرائيلي يخترق بها حرم الأجواء السورية؟ حتى أنه اخترق جدار الصوت فوق قصر الرئيس السوري في اللاذقية، في وقت كانت طائرات النظام تغط في سكون عميق فوق مدرجاتها. ثم ليعود طيران العدو من طلعاته تلك وكأنما كان يقوم بنزهة أو باستعراض احتفالي؟ وماذا إذن عن حق سورية في الرد على انتهاك حرمة الأجواء السورية، بل التحدي لكل ما هو سوري، ضابطا طيارا أو مواطنا عاديا؟ لقد وصل استهتار الطيران الإسرائيلي بكرامة السوريين جميعا، أنه توغل حتى وصل لأقصى الشمال الشرقي من سورية، وقصف موقعا عسكريا، يقال أنه كان يحوي أسلحة غاية في التطور والخطورة.

ولقد وصل الأمر بقادة النظام السوري من الهوان والانهزام، أنه، في كل مرة، كانت تنتهك أجواء سورية كان يخرج علينا هذا المسئول أو ذاك ليقول: إننا نحتفظ بحق الرد في المكان والزمان الذي نريده. ثم تبدأ لهجة المسئولين بالتراجع والليونة والدبلوماسية الخانعة ليقولوا: لن ندع إسرائيل تفرض علينا مكان وزمان المعركة، ثم لا يردون.

في حديثه المطول إلى تلفزيون الـ"بي بي سي" في الأسبوع الأول من هذا الشهر، اعترف الأسد أن الإسرائيليين قصفوا في غارتهم "مبنى عسكرياً غير مستعمل". بينما أكدت وسائل الإعلام السورية قبل ذلك أن الطائرات ألقت خزانات فارغة. اللافت أن الرئيس السوري قال: "لكن يبقى من حقنا الرد وبطرق مختلفة. إذا أردنا أن نرد عسكرياً فان ذلك يعني أننا نعمل طبقاً للأجندة الإسرائيلية وهذا شيء لانريد أن نفعله. هذا يعني أننا مستعدون لإضاعة أي فرصة من أجل تحقيق السلام في المستقبل القريب... وهذا شيء لا نريد له أن يحدث". ونحن نستعجل فنسأل: ما هو إذن نوع الرد السوري إذا استثني الرد العسكري؟

البعض يتساءل عن سر توقيت زيارة الرئيس السوري لتركيا الآن؟ وما هي الرسالة التي تحملها؟ بل ما هي الرسائل التي يريد الرئيس السوري تحميلها للقادة الأتراك؟ ولمن؟ 

يوم 10 تشرين الأول تساءل الكاتب السعودي اللامع خالد الدخيل – في صحيفة الاتحاد الإماراتية- "لماذا تغير خطاب الرئيس السوري؟". وحاول أن يجيب على هذا التساؤل من خلال مقابلة الرئيس السوري مع تلفزيون الـ"بي بي سي" فكتب "الدخيل" يقول:

"جاء كلام الرئيس الأسد هادئاً ومسالماً، وبعيداً عن لغة التحدي والمجابهة التي اتسمت بها خطاباته وأحاديثه منذ عام 2005. وهذا لافت لأن المقابلة حصلت بعد الغارة الإسرائيلية على سوريا في السادس من سبتمبر الماضي، ولأنها كانت مخصصة في أغلبها للحديث عن هذه الغارة تحديداً. من هذه الزاوية يشكل حديث الأسد الرد الرسمي، ومن أعلى سلطة في سوريا على الغارة الإسرائيلية".

بعض المراقبين يعزو توقيت الزيارة إلى العزلة التي يشعر بها الأسد، خصوصا في ظل غياب الرد العربي والمؤازرة بعد الغارة الإسرائيلية. البعض الآخر يعتقد أن هذه الزيارة نوع من إيجاد مؤازرة وبحث عن دعم، ولكن في مكان آخر.

البعض الآخر أشار إلى أن دمشق متهمة بدعمها للإرهاب الكردي من خلال استضافتها  لأوجلان في عهد الراحل، ودعم الأحزاب الكردية العراقية قبل سقوط بغداد، وربما أريد من الزيارة أن تكون براءة ذمة أمام الحكومة التركية.

وأيا كان سبب الزيارة فإن المواطن السوري يسأل فخامة الرئيس بعض الأسئلة:

إذا كان من حق تركيا الدفاع عن نفسها .... فماذا عن حق سورية وقد أصبحت أجواءها مسرحا للطائرات الإسرائيلية تعبر إليها متى شاءت، من كل حدب وصوب؟

وإذا كان هناك من رد على الغارة، فما هو نوع الرد إذن؟ طالما اعتبرت فخامتكم أن الرد العسكري يخدم "الأجندة الإسرائيلية"؟ وهل سيكون الرد على طريقة وزير الإعلام، الطبيب الجراح "محسن بلال"؟

ثم "ما عدا مما بدا" حتى تتحول سورية من دولة ممانعة، إلى دولة تنشد تحقيق السلام وبأي ثمن مع إسرائيل وفي المستقبل القريب ....؟". أم أن الممانعة هي الوجه الآخر للاستسلام؟ .. مع الاعتذار للأحزاب القومية العربية التي تصر على أنكم رمز الممانعة، كما تعتبركم رمز الصمود والتصدي في وجه أمريكا وإسرائيل!!!!.   

وأخيرا: أين هي الجولان في كل ما نرى ونسمع يا سيادة الرئيس؟.. أم تريدوننا أن نصدق ما كان يقال بحق والدكم الراحل ....عن صفقة تمت معه قبل احتلال الجولان عام 1967؟ 

*سوري مشرد

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ