ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
التحريض
الإعلامي الصهيوني ضد حماس أ.د.
محمد اسحق الريفي رغم
الجهود الكبيرة التي تبذلها
الصهيونية العالمية لمحاصرة
حركة المقاومة الإسلامية «حماس»
إعلامياً، يرى الصهاينة أن «حماس»
حققت اختراقاً إعلامياً لدى
الأمريكيين، وأنها استطاعت أن
تتخذ من شبكات التلفزة
الأمريكية منابر إعلامية لنشر
رسالتها، مما دفع الصهاينة إلى
زيادة وتيرة تحريضهم
للأمريكيين على تشديد الحصار
الإعلامي المضروب على حماس. ويتمثل
هذا الاختراق الإعلامي – كما
يراه الصهاينة – في وجود تجمع
كبير من الأمريكيين الذين
يطالبون الحكومة الأمريكية
بالاعتراف بالحكومة الفلسطينية
الشرعية ومحاولة التأثير على
أجندتها بدلاً من مقاطعتها
وعزلها ومحاربتها، ويشمل هذا
التجمع صحفيين وأكاديميين
أمريكيين، إضافة إلى مؤسسات
أمريكية إسلامية يصفها
الصهاينة بجماعات الضغط
الإسلامي، كمجلس العلاقات
الأمريكية الإسلامية «كير». ومما
زاد خشية الصهاينة من ظهور
مواقف أمريكية منصفة للشعب
الفلسطيني ومتفهمة لمواقف «حماس»
والحكومة التي تتولاها، ارتفاع
أصوات العشرات من الصحفيين
والأكاديميين الأمريكيين
البارزين للتعبير عن رفضهم
للسياسة الخرقاء التي تتبعها
الولايات المتحدة ضد الحكومة
الفلسطينية الشرعية، وخشيتهم
من أن مواقف الحكومة الأمريكية
الخاطئة تجاه «حماس» ستؤدي إلى
استمرار حالة عدم الاستقرار في
منطقة الشرق الأوسط. فقد
كتبت الباحثة البارزة في مركز
دراسات الشرق الأوسط في جامعة
هارفارد الأمريكية، سارا روي،
مقالاً مشتركاً مع أستاذ
العلاقات الدولية في جامعة
بوسطن الأمريكية، ريتشارد
نورتن، بعنوان "نعم،
تستطيعون العمل مع حماس" دعت
فيه الحكومة الأمريكية إلى
الاعتراف بشرعية «حماس»
والتعاطي بإيجابية مع
مبادراتها السياسية. كما
شككت سارا روي في إمكانية
التوصل إلى أية حلول مجدية مع
حكومة فياض الباطلة التي وصفتها
بأنها تحتاج إلى قوة استبدادية
لضمان استمرارها.
كما أكد المقال على أن نجاح
«حماس» الانتخابي والعسكري
دليل على فشل الحرس القديم
لحركة «فتح». وإلى
جانب سارا روي وريتشارد نورتن،
هناك أصوات أخرى كثيرة لأساتذة
وباحثين في عدد من الجامعات
الأمريكية يؤيدون الحوار مع «حماس»
ويحمِّلون الاحتلال الصهيوني
مسؤولية زيادة معاناة الشعب
الفلسطيني وتفاقم مشاكله
الداخلية، ومن بين هؤلاء شبلي
تلحمي، أستاذ العلوم السياسية
والعلاقات الدولية في جامعة
ميريلاند، والأستاذ رشيد
الخالدي من جامعة كولومبيا. ويسعى
الصهاينة إلى كبت هذه الأصوات
وإخمادها حتى لا تؤدي إلى تشكيل
مواقف شعبية أمريكية معارضة
للسياسة الأمريكية تجاه الشعب
الفلسطيني ومنددة بالاحتلال
الصهيوني وممارساته القمعية ضد
شعبنا، وذلك من خلال فرض سياج
إعلامي على «حماس»، لمحاصرة
فكرها ومنع رسالتها من الوصول
إلى الأمريكيين، إضافة إلى
تشويه صورتها لدى الغربيين
واتهامها بأنها تضاهي نظام
طالبان، وتتعاون مع تنظيم
القاعدة، وترتبط بإيران،
وتمارس الإرهاب... والحقيقة
أن «حماس» لا تملك أسطولاً
إعلامياً ضخماً يستطيع مواجهة
أبواق الدعاية الصهيونية وآلة
الكذب المحلية المدعومة
أمريكياً وغربياً، فكل ما تملكه
«حماس» هو فضائية الأقصى
الناشئة، وإذاعة محلية، وعدد من
الصحف المطبوعة والصحف
الإلكترونية، وعدد من مواقع
الإنترنت. وفي
المقابل، فإن الاحتلال
الصهيوني والولايات المتحدة
وحلفاءها الغربيين يدعمون
الحملة المضادة التي تمارسها «فتح»
ضد «حماس»، ويرصدون له
الميزانيات الضخمة. ورغم
محدودية وسائل إعلام «حماس»،
ضاعف الصهاينة جهودهم
الشيطانية لتحريض الغربيين على
إعلام «حماس» عبر اتهامها بأنها
تستخدم وسائل إعلامها لنشر
الكراهية والحقد ضد اليهود
والغربيين، ولجمع التبرعات وشن
الهجمات وإجراء الاتصالات
الدولية، ولتوسيع دائرة نفوذها
وحشد الدعم والتأييد عبر
الإعلان وغرف الدردشة
والمنتديات الحوارية. وفي
خضم سعي الصهاينة لتشديد الخناق
الإعلامي على «حماس»، يحاول
الصهاينة استغلال قانون
الوطنية الأمريكي (Patriot Act) لممارسة الضغط
على شركات تزويد خدمات الإنترنت
في الولايات المتحدة وكندا،
لمنعها من استضافة المواقع
المؤيدة لحركة «حماس»، وسيستغل
الصهاينة هذا القانون لمنع
شبكات التلفزة الأمريكية
والصحف الأمريكية من نشر أي
مواد إعلامية تساهم في نقل
رسالة «حماس» وتعرية الاحتلال. ويعبر
الصهاينة عن خشيتهم من أن إعلام
«حماس» يصل إلى ملايين
الأمريكيين، وأن محطة الجزيرة
الفضائية التي يستطيع
الأمريكيون الوصول إليها عبر
الإنترنت بسهولة تساهم في نقل
رسالة «حماس» وتنشر وجهة نظر
الشيخ العلامة الدكتور/ يوسف
القرضاوي المؤيدة للعمليات
الاستشهادية ضد الاحتلال
الصهيوني. وفي
هذا السياق، نصبت المجموعة
الصهيونية التي تدعى «Palestinian Media Watch» نفسها مسؤولاً عن إخراج صورة الشعب
الفلسطيني ونقلها للغربيين،
وذلك من خلال ما تنشره من مواد
إعلامية معادية تقدمها لأبواق
الدعاية الصهيونية في البلاد
الغربية، لتتمكن من تشويه صورة
الشعب الفلسطيني، ولتكرس لدى
الغربيين "دور الضحية"
الذي يلعبه الاحتلال بخسة
وقذارة. وتقوم
هذه المجموعة الشريرة بمراقبة
تصريحات قادة «حماس» والناطقين
الإعلاميين باسمها، وما تقدمه
فضائية الأقصى من مادة إعلامية،
فتعمل على تشويه الحقائق
وقلبها، وتسيء تفسير تلك
التصريحات والمواد الإعلامية
بطريقة تخدم الاحتلال وتثير خوف
الغربيين من الإسلام وتشوه صورة
جهاد الشعب الفلسطيني. وتجدر
الإشارة في هذا الصدد إلى أن
الصهاينة يوظفون ممارسات سلطة
أوسلو وفريق رئيسها محمود عباس
في الحصول على مادة إعلامية
معادية للشعب الفلسطيني، وأن
هؤلاء الصهاينة يعتمدون على ما
ينشره الإعلام الفتحوي من قصص
مفبركة وحقائق مشوهة للأحداث
التي تدور في قطاع غزة، ليسيئوا
إلى الشعب الفلسطيني وحركة «حماس»
والحكومة الفلسطينية. ولا
شك أن الإعلام العربي مقصر في
إبراز معاناة الشعب الفلسطيني
للغربيين وللعالم، ولا شك أنه
يتعامى عن مأساة الشعب
الفلسطيني ولا يكترث بما يسببه
الحصار الاقتصادي الجائر من
كوارث إنسانية في المجتمع
الفلسطيني، إضافة إلى أنه فشل
في نقل حقيقة الأوضاع
الفلسطينية وتوظيفها في خدمة
القضية الفلسطينية، وذلك ليس من
قلة حيلة أو مال أو خبرة أو مادة
إعلامية، بل تخاذلاً وتواطؤاً،
وفي أحسن الأحوال تقصيراً في
أداء الواجب. ولا
شك أن الفضائيات المتواطئة مع
الأمريكان والاحتلال تشارك في
التحريض الإعلامي ضد «حماس»،
خدمة لأعداء شعبنا وحقداً على
الإسلام والمسلمين، كقناة
العربية التي لا تكف عن نشر
الإشاعات المعادية وتشويه صورة
الشعب الفلسطيني المجاهد، ولا
تكف عن معاداة «حماس» وثقافة
المقاومة والجهاد. والسؤال
الذي يطرح نفسه.. إذا كانت «حماس»
قد نجحت في تحقيق اختراق جزئي في
الإعلام الغربي وأثرت على عشرات
من الأكاديميين والباحثين
والسياسيين الأمريكيين
البارزين بما تملكه من إعلام
محدود ومتواضع، فكيف سيكون حجم
هذا الاختراق لو أن الإعلام
العربي وقف إلى جانبها دعماً
للقضية الفلسطينية ونصرة للشعب
الفلسطيني..؟! ذلك
السؤال يملك إجابته الإعلاميون
العرب والمسلمون، فهل يفيق
الإعلام العربي من غيبوبته
ويصحح مساره ليخدم الأمة بدلاً
من أن يكون وبالاً عليها
ومعادياً لها..؟! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |