ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 01/11/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

المفاوضات تتقدم والسلام يتراجع

عريب الرنتاوي

ثمة ما يشير إلى حدوث "تقدم ما" في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ، فالنبرة المتفائلة التي تميز تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس تشي بذلك ، والتقارير التي تنشرها صحافة إسرائيل تؤكد تباعا بأن الفجوة بين الجانبين المتفاوضين تتقلص خصوصا بعد قبول الجانب الفلسطيني بإرجاء الحسم في ملفات الحدود واللاجئين والقدس والاكتفاء بلغة عمومية. حتى الآن ، وغالبا وفقا لمصادر إسرائيلية ، يبدو أن الجانب الفلسطيني قد تخلى عن جملة مطالبه السابقة...فهو أولا ، ما عاد يشترط وجود جدول زمني واضح لإتمام المفاوضات ابتداء وترجمة الحل المتفق عليه على الأرض لاحقا ، والصياغة في هذا المجال سوف لا تتعدى عبارات "التسريع وغذ الخطى والمفاوضات الحثيثة"...وهو ثانيا ، ما عاد يصر على ضرورة التوصل إلى "اتفاقية إطار" تحدد بدقة أسس الحل النهائي للملفات الست الرئيسية ، والأرجح أن صيغا عامة سيجري اعتمادها يمكن تفسيرها بطريقة مختلفة من قبل كل فريق...وهو ثالثا ، ما عاد يصر على تجاوز الصيغ الانتقالية والتسويات المرحلية ، بعد أن ظهر ما يؤكد عودة الجانب الفلسطيني إلى أجندة "خريطة الطريق" والتي ترهن الالتزامات الإسرائيلية على تواضعها في المرحلة الأولى ، بتصفية الإرهاب وتدمير بناه التحتية حتى وإن اقتضى الأمر إشعال حرائق وفتن وحروب أهلية فلسطينية متنقلة. في مسألة الحدود ، بدا واضحا أن رقم 6205 التي انتشر ذكره في إشارة إلى مساحة الضفة الغربية وغزة الإجمالية التي يتعين استرجاعها كنتيجة لأي حل نهائي ، قد حل محل مطلب "العودة إلى حدود الرابع من حزيران" ، وهذا أمر ينسجم مع كتاب الضمانات الأمريكية لإسرائيل 14( ـ 4 ـ )2004 ، ونبوءات شمعون بيريز...وفي مسألة اللاجئين تراوح الشروط الإسرائيلية بين "معتدلة" ترفض عودة أي فلسطيني إلى داخل الخط الأخضر ، و"متطرفة" تطالب بإلحاق فلسطينيي المثلث إلى الدولة الفلسطينية مقابل ضم المستوطنات الكبرى ، فتكون بذلك فلسطين دولة نقية من اليهود ، وإسرائيل دولة نقية من العرب...أما مسألة القدس ، فأكثر التقديرات تفاؤلا تعطي الفلسطيني سيادة على بعض الأحياء العربية أما بقية المدينة والكيلومتر المربع الذهبي فيها ، فستظل تحت السيادة والسيطرة الإسرائيليتين. المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية تتقدم ، وهذا صحيح ، بيد أنها لا تتقدم على دروب البحث عن حلول لهذه المسائل الكبرى الخلافية ، بل في اتجاه التوصل إلى "مخارج" للأزمة واستعصاءاتها ، عبر أدوات اللغة والصياغة ، ولتفادي مأزق الحلول المتعذرة ، حتى وإن أدى ذلك إلى بقاء القضايا الجوهرية عالقة والخلافات الأساسية على حالها والسلام على نأيه.

 

وبهذا المعنى ، فإن المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية تتقدم فعلا ، فيما السلام يبتعد والحل النهائي ، العادل والدائم والشامل يبدو متعذرا ، والأرجح أن مؤتمر الخريف سيكون بداية لخريف السلام ، وربما سيدشن لمرحلة من المواجهة والعنف والحروب كما قال رئيس الطاقم الفلسطيني المفاوض أحمد قريع (أبو العلاء) قبل أيام ، في معرض تحذيره من مغبة الفشل القاتل في أنابوليس. ولهذا السبب بالذات ، قلنا من قبل ونقول اليوم ، أن فشل أنابوليس ممنوع ونجاحه متعذر ، وبين حدي الفشل والنجاح يجري البحث حاليا عن "مخرج" أو "تخريجة".

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ