ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المفاوضات
تتقدم والسلام يتراجع عريب
الرنتاوي ثمة ما يشير إلى
حدوث "تقدم ما" في
المفاوضات الفلسطينية
الإسرائيلية ، فالنبرة
المتفائلة التي تميز تصريحات
الرئيس الفلسطيني محمود عباس
تشي بذلك ، والتقارير التي
تنشرها صحافة إسرائيل تؤكد
تباعا بأن الفجوة بين الجانبين
المتفاوضين تتقلص خصوصا بعد
قبول الجانب الفلسطيني بإرجاء
الحسم في ملفات الحدود
واللاجئين والقدس والاكتفاء
بلغة عمومية. حتى الآن ، وغالبا
وفقا لمصادر إسرائيلية ، يبدو
أن الجانب الفلسطيني قد تخلى عن
جملة مطالبه السابقة...فهو أولا
، ما عاد يشترط وجود جدول زمني
واضح لإتمام المفاوضات ابتداء
وترجمة الحل المتفق عليه على
الأرض لاحقا ، والصياغة في هذا
المجال سوف لا تتعدى عبارات "التسريع
وغذ الخطى والمفاوضات الحثيثة"...وهو
ثانيا ، ما عاد يصر على ضرورة
التوصل إلى "اتفاقية إطار"
تحدد بدقة أسس الحل النهائي
للملفات الست الرئيسية ،
والأرجح أن صيغا عامة سيجري
اعتمادها يمكن تفسيرها بطريقة
مختلفة من قبل كل فريق...وهو
ثالثا ، ما عاد يصر على تجاوز
الصيغ الانتقالية والتسويات
المرحلية ، بعد أن ظهر ما يؤكد
عودة الجانب الفلسطيني إلى
أجندة "خريطة الطريق"
والتي ترهن الالتزامات
الإسرائيلية على تواضعها في
المرحلة الأولى ، بتصفية
الإرهاب وتدمير بناه التحتية
حتى وإن اقتضى الأمر إشعال
حرائق وفتن وحروب أهلية
فلسطينية متنقلة. في مسألة
الحدود ، بدا واضحا أن رقم 6205
التي انتشر ذكره في إشارة إلى
مساحة الضفة الغربية وغزة
الإجمالية التي يتعين
استرجاعها كنتيجة لأي حل نهائي
، قد حل محل مطلب "العودة إلى
حدود الرابع من حزيران" ،
وهذا أمر ينسجم مع كتاب
الضمانات الأمريكية لإسرائيل 14(
ـ 4 ـ )2004 ، ونبوءات شمعون بيريز...وفي
مسألة اللاجئين تراوح الشروط
الإسرائيلية بين "معتدلة"
ترفض عودة أي فلسطيني إلى داخل
الخط الأخضر ، و"متطرفة"
تطالب بإلحاق فلسطينيي المثلث
إلى الدولة الفلسطينية مقابل ضم
المستوطنات الكبرى ، فتكون بذلك
فلسطين دولة نقية من اليهود ،
وإسرائيل دولة نقية من العرب...أما
مسألة القدس ، فأكثر التقديرات
تفاؤلا تعطي الفلسطيني سيادة
على بعض الأحياء العربية أما
بقية المدينة والكيلومتر
المربع الذهبي فيها ، فستظل تحت
السيادة والسيطرة
الإسرائيليتين. المفاوضات
الفلسطينية - الإسرائيلية تتقدم
، وهذا صحيح ، بيد أنها لا تتقدم
على دروب البحث عن حلول لهذه
المسائل الكبرى الخلافية ، بل
في اتجاه التوصل إلى "مخارج"
للأزمة واستعصاءاتها ، عبر
أدوات اللغة والصياغة ، ولتفادي
مأزق الحلول المتعذرة ، حتى وإن
أدى ذلك إلى بقاء القضايا
الجوهرية عالقة والخلافات
الأساسية على حالها والسلام على
نأيه. وبهذا المعنى ، فإن
المفاوضات الفلسطينية -
الإسرائيلية تتقدم فعلا ، فيما
السلام يبتعد والحل النهائي ،
العادل والدائم والشامل يبدو
متعذرا ، والأرجح أن مؤتمر
الخريف سيكون بداية لخريف
السلام ، وربما سيدشن لمرحلة من
المواجهة والعنف والحروب كما
قال رئيس الطاقم الفلسطيني
المفاوض أحمد قريع (أبو العلاء)
قبل أيام ، في معرض تحذيره من
مغبة الفشل القاتل في أنابوليس.
ولهذا السبب بالذات ، قلنا من
قبل ونقول اليوم ، أن فشل
أنابوليس ممنوع ونجاحه متعذر ،
وبين حدي الفشل والنجاح يجري
البحث حاليا عن "مخرج" أو
"تخريجة". ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |