ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أعتقد أن المقال وصل للعنوان
الخطأ وكان محله فضئية الزهراء
والكوثر لا ياسيدي نحن
سنعيش واقع المسلمين بكل
جوارحنا وحواسنا ومشاعرنا ... زهير سالم علينا
أن نفتح أعيننا ونصمّ آذاننا علي دهيني* بالرغم من كثير قيل، يبقى الكثير
مما يقال. تأخذني الدهشة حين أقرأ بعض ما
ينشر وما يطرح من آراء أو توجهات
فكرية، عقائدية كانت أم غير
عقائدية، من نتاج الفكر. ومنها
بعض ما ينشر هنا في هذا الموقع،
ولا أريد أن ادخل في متاهات
وإرهاصات لا تخدم سوى الجدليات
المعوّقة لنهوض شعبنا العربي
بكل أطيافه ومكوناته الثقافية،
ونهوض أمتنا الإسلامية وصمودها
بوجه الغزو الثقافي والعسكري
والسياسي الذي تتعرض له. منذ مدة، وعلى هامش أحد
المؤتمرات التقيت الاستاذ محمد
سليم العوّا في حديث حول ما
نتعرض له اليوم كشعب عربي وكأمة
إسلامية، من غزو ثقافي يتسلل
حتى إلى خوابي أفكارنا، بل إلى
حديث النفس، مما يترك إشكالية
في تفكيرنا وصوابية ما نعتقده
ونؤمن به من مسلمات الحياة
فكرياً وعقائدياً وإنسانياً. كانت خلاصة الحديث أنه علينا
اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن
نتنبّه لخطورة ما يحاك لنا
وعلينا من مؤامرات تمكّن
مُحيكوها أن يجنّدوا الكثير من
إشكاليات نعيشها في علاقاتنا
البينية، وبخاصة الإشكاليات
الدينية والمذهبية التي وجد
أعداء ثقافتنا وعقيدتنا، منافذ
عدة يَلِجون منها بعد حادثة 11
ايلول التي رفضها كل المفكرين
الإسلاميين الواعين لحقيقة
الإسلام وجوهره. وأنه علينا
أكثر من أي وقت مضى أن نفتح
أعيننا ونصمّ آذاننا، لأن وقود
الفتنة يَنـْذرب من اللسان ولا
تعيقه الشواهد المستحكمة ببعض
أفهامنا المنغلقة على ما تربّت
عليه جهلاً أكثر
منه علماً ومعرفة، وتعصباً أكثر
منه انتماءً حقيقياً وإيمانياً
لمعتقداتنا. إذن، لنصمّ الآذان ونفتح
العيون..! من هذا الكم الكبير من ساحات
الجهل، تشكلت جيوش تتضامن فيما
بينها عقائدياً ومذهبياً
لترّهات لا تزيد في ثواب أعمال
من يقدم عليها ولا تسلمه في
علاقته مع الآخر، وبات جلياً أن
كل من يخوض غمار هذه الحرب إنما
هو جندي في صفوف أعداء الأمة، من
أي جهة أتى ولأي عقيدة انتمى
وإلى أي مذهب يؤول. في هذا
التشاحن والتطاحن المذهبي
والعصبي تقديم الخدمة الأكبر
للعدو. وعلى هذا المفهوم التقى العديد
من رجال الفكر المسلمين ومن
توجهات سياسية وعقائدية
متخالفة في بعض الآراء السياسية
والفقهية موحدة في القضية،
جامعهم الأول هو وعي خطورة ما
تتعرض له هذه الأمة في هذا الزمن
من التاريخ الحديث. فكانت
لقاءات عدة بين رجالات فكر
إيرانيين ومصريين وسعوديين
وخليجيين ولبنانيين من أمثال
محمد سليم العوّا ونفر من
اقرانه، والشيخ علي التسخيري
ومن يعاضده، والشيخ القرضاوي
والمرحوم الشيخ محمد مهدي شمس
الدين الذي بذل في حياته الجهد
الكثير لتوحيد الصفوف والرأي في
كثير من القضايا وخطـّأ الخروج
على النظام والدولة بغير لغة
المعارضة المشروعة، والسيد
محمد حسين فضل الله الذي يجاهد
بقوة مع كثير من رجال الدين من
كل المذاهب لجمع كلمة المسلمين
في وجه أعداء الإسلام. وكثير من
رجالات الدين في كل البقاع
الإسلامية من أصحاب العقول
النيّرة والمنفتحة على الفكر
والحضارة الإنسانية. وجميعهم
يتحملون المسؤولية الكبرى
الملقاة على عاتقهم في صد
الهجوم الشرس على اصل الدين
وفروعه، واضعين جانباً بعض
تفصيلات الخلافات على قاعدة أنه
إذا كان أمر الله سبحانه وتعالى
أن نحاور غير المسلمين باللتي
هي أحسن، فحري بنا أن تكون هذه
لغتنا فيما بيننا. على هذا يكون من الواجب الشرعي
حفظ الخطوط الأساسية لهذا الدين
وهذه الأمة. وكان موقفاً كبيراً
يشكر عليه الشيخ القرضاوي
مؤخرا، حين أعلن وجوب الوقوف
الى جانب الجمهورية الإسلامية
الإيرانية إذا ما تعرّضت لهجوم
عسكري. وبهذا ترفـّع عن أمور
كثيرة يمكن أن تكون موضع خلاف
بينه وبينهم، لكنه لم يتأثر
بالحالة المذهبية لأنه ينظر إلى
المصلحة الإسلامية بوجه عام. وعلى هذا وجوب رفع كل مَواطن
الخلاف فيما بين المذاهب ووقف
كل ما يمكن ان يشقّ الصف ولا
نستغل بعض المناسبات الدينية
وغير الدينية، لنطلق أحكام
التكفير لبعضنا لتحريك النعرات
المذهبية، لأنه لا أحد من حقه ان
يصنف الناس بغير ما صنفهم الله
سبحانه. إن ضرورة التكافل
والتكامل، في طاقات المسلمين
وإمكانات الأمة الإسلامية يجب
ان تحشد في مواجهة ما نتعرض له
اليوم من محاولة تصفيتها. إن الانصراف إلى استهلاك الوقت
في تغذية نقاط الاختلاف، من
خلال صواب راي فلان الفقهي وعدم
صوابية قناعات ذاك المذهب وتلك
الفئة وغلوّ هذه الجماعة في
موقف اجتهادي أو إطلاق حكم
التكفير على هذه الفئة أو تلك
والجدال حول عصمة هذا الإمام أو
عدم عصمته، كل هذه الجدليات
تضعف إمكانات الأمة وتذهب
بريحها وتزيد من تفككها وهذا
قطعاً يغضب الله ولا يرضيه في
شيء. من شاء ان يقتنع بعصمة ليس
من حق أحد أن يمنعه أو يكفره،
ومن يرفض هذا ليس من حق أحد أن
يفرض عليه قناعاته، فلا يظنّن
أحد أنه سالم من الأذى إذا ما
تعرض أخيه لأذية في دينه، لأن
الدين واحد. التحديات كبيرة وكثيرة وعلينا ان
نفتح عيوننا ونصمّ آذاننا وأن
لا ينصب أحد نفسه على إيمان أحد
أو يعطيه صكاً بالبراءة أو يحكم
عليه بالكفر بغير ما حكم الله
به. "إليّ مرجعكم". لقد كانت
من العزة والكرامة بمكان حين
وقف المسلمون جميعاً بكل
مذاهبهم ومشاربهم، إلى جانب
المقاومة الإسلامية اللبنانية
في حرب تموز السنة الماضية على
لبنان، لأنهم شعروا أن انتصارها
يشكل انتصاراً لهم كون هذه
المقاومة ترفع شعارهم، شعار
الإسلام في وجه أعداء الإسلام. كفانا انطواءً على أنفسنا والظن
أننا وحدنا نملك الحق. الحق
يملكه من أنزله، وعلينا نحن أن
ننصرف إلى الدفاع عنه والانتصار
له لا لزعماء ولا لأشخاص
اجتهدوا أصابوا أو اخطأوا، فهذا
لا يوجب الانقطاع للجدال حولهم،
بل يزيدنا عزيمة للدفاع عن
الأصل. وهو الدين الحنيف. *كاتب
لبناني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |