ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 05/11/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

ومضات محرضة :

النقد نقد ، والحقد حقد ، والحكمة هي الحكَم !

عبدالله القحطاني

   النقد كثير، في الحياة الإنسانية كلها ، في السياسة ، والاجتماع ، والأدب ، والفكر، والتربية ، والأخلاق ، وفي سائر مجالات النشاط الإنساني !

   لكن ثمّة أسئلة ، لابدّ من طرحها والإجابة عليها ، ليكون المرء على بيّنة من أمره ، لدى التعامل مع النقد ، أيّ نقد ، يعرض عليه .. ولكيلا يضلّ ، أويـُخدع ، أو يستغفَل ، أو يَهوي في أودية سحيقة ، من الجهالات ، وهو يَحسب أنه يحسن صنعاً !

   النقد معروف ، لدى المهتمّين به وبعلومه ، أنه ذكر المحاسن والمساوئ ، للمنقود ، سواء أكان نصاً كتابياً ، أم فعلاً إنسانياً ، أم شخصاً ، أم خُلقاً ، أم طبعاً ، أم قراراً ، أم موقفاً ، أم توجّهاً فكرياً أو سياسياً ..!

   وذِكر المحاسن والمساوئ ،أو الإيجابيات والسلبيات ، يقتضي أموراً عدّة ، مِن أهمّها:

ـ معرفة الناقد للمنقود ، من حيث طبيعته ، ومن حيث الزوايا التي ينقَد منها ، سواء أكان بشراً ، أم سلوكاً بشرياً ، أم فكرة ، أم نصاً مكتوباً ، أم غير ذلك ، ممّا يوجَّه إليه النقد !

ـ معرفة أصول النقد ، وأساليبه ، وأخلاقياته .. كيلا ينحرف الناقد عن الجادّة ، فينقد عشوائياً ، دون تبصّر ! أو يَترك المنقودَ ، وينصرف إلى غيره ، مما له به صلة ، كأن يترك فكرة سياسية ، ويهجم على صاحبها ، يوسعه شتماً وتجريحاً واتّهاماً ، دون تبصّر بالمادّة المنقودة ، ودون معرفةِ ما إذا كان صاحبها مخطئاً ، أم مصيباً !

* وإزاء ما ذكرنا ، من أصول وأساليب وأخلاقيات ، ينبغي لنا أن نتساءل عن بعض الأمور الهامّة ، فنقول :

ـ كم عدد الذين يعرفون قواعد النقد وأصوله وآدابه !؟

ـ كم عدد الذين يلتزمون بهذه القواعد التي عرفوها ، ولم تدفعهم أهواؤهم ، أو مشاعرهم الإيجابية ، أوالسلبية ، إلى الخروج عن دائرة النقد ، إلى دوائر أخرى ،لاصلة لها بالنقد ،  من قريب أو بعيد !

ـ ماتمتلئ به وسائل الإعلام ، من صحف ومجلاّت وفضائيات ، ومواقع إليكترونية ..  من أمواج النقد ؛ نقد كل شيء ، وكل شخص ، وكل فكرة ، وكل مبدأ .. كم نسبة النقد الحقيقي ، المنهجي ، الموضوعي ، فيه !؟ وكم نسبة العبارات والكلمات ، المشحونة بالحقد ، أو بالحسد ، أو بالمشاعر العدائية ، التي وجَدت لها فرصة ، لتصفية حسابات معيّنة ، مع مادّة النقد المطروحة على بساط البحث !؟

ـ ماوظيفة العقل هنا ، في ضبط النقد ، عن الانحراف المنهجي والأخلاقي !؟ وإذا عجز عن هذا الضبط ، فهل يسمّى عقلاً ، أم يجب أن يَبحث لنفسه عن اسم آخر !

ـ ماوظيفة الخلُق هنا ، سواء أكان نابعاً من منبع ديني ، أم كان نابعاً من منبع فلسفي إنساني .. إذا عجز هذا الخلُق ، عن ضبط مشاعر الناقد وكلماته ، بالضوابط السليمة ، التي تجعل من الناقد محلّ احترام الناس ، من قرّاء ومشاهدين ومستمعين .. فلايشتطّ في هجومه على الآخرين وأفكارهم وأخلاقهم ، وإنتاجهم الفكري أو الإبداعي.. فيسقِط نفسَه ، قبل أن يسقِط الآخرين ، الذين يهتبل الفرص للنيل منهم ، أو الحطّ من شأنهم ، لسبب أو آخر !

ـ كيف يصنّف العقلاءُ ، هؤلاء الآتيةَ صفاتهم  :

 1- مَن يَهجم على شخص ما ، أو فريق سياسي ما ، بحجّة النقد ، فينال منه على مرأى ومسمع من الناس ، ويكيل له الاتّهامات الجزافية ، دون دليل أو برهان !

2ـ من ينصّب نفسَه علاّمة عصره ، وحكيم دهره ، في كل شيء .. ثم تتاح له فرص ، للظهورأمام الناس ، على محطّات فضائية ، فلا يترك أحداً من بركات نقده ..! دون أن تكون لديه القدرة ، على التمييز بين المسائل المطروحة ، أصلاً ، ولا القدرة على التحكّم بمشاعره الشخصية ، تجاه العناصر المنقودة ، بشراً كانت ، أم أفكاراً ، أم مواقف !

  هذه مجرّد أسئلة ، مطروحة للإحابة عليها ، أو لتأملها ، من قبل النقاد ، المحترفين منهم ، والهواة !

وأهمّ عنصر ينبغي عليهم وضعه نصبَ أعينهم ، في الحالات كلها ، هو الحكمة التي يزن العقلاء بها الأشياء والمسائل ، ويعرفوا على ضوئها ، الفروق بين النقد والحقد ، والفروق بين مايمكن قوله دائماً ، وما لاينبغي قوله ، إلاّ ضمن ظروف خاصّة ، وما لايجوز قوله أبداً ! والفروق بين خير وخير، وبين شرّ وشرّ ، وبين خطأ وخطأ ، وبين صواب وصواب ..! وكل ذلك في إطار النسبية ، التي تحكم عمل البشر واجتهادهم ، ضمن ماهم فيه ، من أزمنة وأمكنة وأحوال ! 

وعلى الله قصد السبيل .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ