ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ومضات
محرضة : النقد
نقد ، والحقد حقد ، والحكمة هي
الحكَم ! عبدالله القحطاني • النقد
كثير، في الحياة الإنسانية كلها
، في السياسة ، والاجتماع ،
والأدب ، والفكر، والتربية ،
والأخلاق ، وفي سائر مجالات
النشاط الإنساني ! • لكن
ثمّة أسئلة ، لابدّ من طرحها
والإجابة عليها ، ليكون المرء
على بيّنة من أمره ، لدى التعامل
مع النقد ، أيّ نقد ، يعرض عليه ..
ولكيلا يضلّ ، أويـُخدع ، أو
يستغفَل ، أو يَهوي في أودية
سحيقة ، من الجهالات ، وهو يَحسب
أنه يحسن صنعاً ! • النقد
معروف ، لدى المهتمّين به
وبعلومه ، أنه ذكر المحاسن
والمساوئ ، للمنقود ، سواء أكان
نصاً كتابياً ، أم فعلاً
إنسانياً ، أم شخصاً ، أم خُلقاً
، أم طبعاً ، أم قراراً ، أم
موقفاً ، أم توجّهاً فكرياً أو
سياسياً ..! • وذِكر
المحاسن والمساوئ ،أو
الإيجابيات والسلبيات ، يقتضي
أموراً عدّة ، مِن أهمّها: ـ معرفة الناقد للمنقود ، من حيث
طبيعته ، ومن حيث الزوايا التي
ينقَد منها ، سواء أكان بشراً ،
أم سلوكاً بشرياً ، أم فكرة ، أم
نصاً مكتوباً ، أم غير ذلك ،
ممّا يوجَّه إليه النقد ! ـ معرفة أصول النقد ، وأساليبه ،
وأخلاقياته .. كيلا ينحرف الناقد
عن الجادّة ، فينقد عشوائياً ،
دون تبصّر ! أو يَترك المنقودَ ،
وينصرف إلى غيره ، مما له به صلة
، كأن يترك فكرة سياسية ، ويهجم
على صاحبها ، يوسعه شتماً
وتجريحاً واتّهاماً ، دون تبصّر
بالمادّة المنقودة ، ودون
معرفةِ ما إذا كان صاحبها
مخطئاً ، أم مصيباً ! * وإزاء ما ذكرنا ، من أصول
وأساليب وأخلاقيات ، ينبغي لنا
أن نتساءل عن بعض الأمور
الهامّة ، فنقول : ـ كم عدد الذين يعرفون قواعد
النقد وأصوله وآدابه !؟ ـ كم عدد الذين يلتزمون بهذه
القواعد التي عرفوها ، ولم
تدفعهم أهواؤهم ، أو مشاعرهم
الإيجابية ، أوالسلبية ، إلى
الخروج عن دائرة النقد ، إلى
دوائر أخرى ،لاصلة لها بالنقد ،
من قريب أو بعيد ! ـ ماتمتلئ به وسائل الإعلام ، من
صحف ومجلاّت وفضائيات ، ومواقع
إليكترونية ..
من أمواج النقد ؛ نقد كل شيء
، وكل شخص ، وكل فكرة ، وكل مبدأ
.. كم نسبة النقد الحقيقي ،
المنهجي ، الموضوعي ، فيه !؟ وكم
نسبة العبارات والكلمات ،
المشحونة بالحقد ، أو بالحسد ،
أو بالمشاعر العدائية ، التي
وجَدت لها فرصة ، لتصفية حسابات
معيّنة ، مع مادّة النقد
المطروحة على بساط البحث !؟ ـ ماوظيفة العقل هنا ، في ضبط
النقد ، عن الانحراف المنهجي
والأخلاقي !؟ وإذا عجز عن هذا
الضبط ، فهل يسمّى عقلاً ، أم
يجب أن يَبحث لنفسه عن اسم آخر ! ـ ماوظيفة الخلُق هنا ، سواء أكان
نابعاً من منبع ديني ، أم كان
نابعاً من منبع فلسفي إنساني ..
إذا عجز هذا الخلُق ، عن ضبط
مشاعر الناقد وكلماته ،
بالضوابط السليمة ، التي تجعل
من الناقد محلّ احترام الناس ،
من قرّاء ومشاهدين ومستمعين ..
فلايشتطّ في هجومه على الآخرين
وأفكارهم وأخلاقهم ، وإنتاجهم
الفكري أو الإبداعي.. فيسقِط
نفسَه ، قبل أن يسقِط الآخرين ،
الذين يهتبل الفرص للنيل منهم ،
أو الحطّ من شأنهم ، لسبب أو آخر
! ـ كيف يصنّف العقلاءُ ، هؤلاء
الآتيةَ صفاتهم
: 1- مَن
يَهجم على شخص ما ، أو فريق
سياسي ما ، بحجّة النقد ، فينال
منه على مرأى ومسمع من الناس ،
ويكيل له الاتّهامات الجزافية ،
دون دليل أو برهان ! 2ـ من ينصّب نفسَه علاّمة عصره ،
وحكيم دهره ، في كل شيء .. ثم تتاح
له فرص ، للظهورأمام الناس ، على
محطّات فضائية ، فلا يترك أحداً
من بركات نقده ..! دون أن تكون
لديه القدرة ، على التمييز بين
المسائل المطروحة ، أصلاً ، ولا
القدرة على التحكّم بمشاعره
الشخصية ، تجاه العناصر
المنقودة ، بشراً كانت ، أم
أفكاراً ، أم مواقف ! هذه
مجرّد أسئلة ، مطروحة للإحابة
عليها ، أو لتأملها ، من قبل
النقاد ، المحترفين منهم ،
والهواة ! وأهمّ عنصر ينبغي عليهم وضعه
نصبَ أعينهم ، في الحالات كلها ،
هو الحكمة التي يزن العقلاء بها
الأشياء والمسائل ، ويعرفوا على
ضوئها ، الفروق بين النقد
والحقد ، والفروق بين مايمكن
قوله دائماً ، وما لاينبغي قوله
، إلاّ ضمن ظروف خاصّة ، وما
لايجوز قوله أبداً ! والفروق بين
خير وخير، وبين شرّ وشرّ ، وبين
خطأ وخطأ ، وبين صواب وصواب ..!
وكل ذلك في إطار النسبية ، التي
تحكم عمل البشر واجتهادهم ، ضمن
ماهم فيه ، من أزمنة وأمكنة
وأحوال ! وعلى الله قصد السبيل . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |