ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 07/11/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

مهلاً يا منظمة العفو الدولية..!!

أ.د. محمد اسحق الريفي

التقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية اليوم، حول انتهاك الأطراف الفلسطينية المتصارعة لحقوق الإنسان الفلسطيني، جاء لتبرئة الاحتلال الصهيوني من جرائمه المتواصلة ضد الفلسطينيين، ولإعفاء الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الغربيين من مسؤولية ما يعيشه الفلسطينيون في الضفة المحتلة وقطاع غزة من أوضاع مؤسفة وما لحق بهم من معاناة قاسية.

 

فالتقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية ينطوي على تغطية جرائم الاحتلال الصهيوني، الذي هو طرف أساس في الصراع الدائر على السلطة، كما أنه محاولة قذرة لمنح الإدارة الأمريكية فرصة لتوظيف معاناة الفلسطينيون وما يعيشونه من أحداث مؤسفة في الضفة وغزة من أجل تحقيق غاياتها الشريرة، وهو تأكيد جديد على تعنت المجتمع الدولي وإصراره على تجاهل معاناة الشعب الفلسطيني والاستمرار في سياسة غض الطرف عن الجرائم الصهيونية والأمريكية ضده.

 

وإنه من العار على منظمة دولية تدعي دعمها لحقوق الإنسان أن تتجاهل الأسباب الحقيقية التي دفعت الأطراف الفلسطينية المتصارعة إلى النزاع والاحتراب.  فقد كان الأولى لهذه المنظمة، التي تدعي الموضوعية والحيادية في تقاريرها، أن تشير بشكل واضح إلى الدور القذر الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين في دعم الطرف الموالي لها ضد الطرف الآخر الذي يرفض الخضوع للشروط الأمريكية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية لصالح الاحتلال.

 

وإنه لمن العار ألا تحمِّل منظمة العفو الدولية الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية مسؤولية الأوضاع المأساوية التي يعيشها شعبنا والتي تعود أساساً إلى الحصار الاقتصادي الظالم الذي يفرضه الصهاينة والأمريكيون وحلفاؤهم على غزة، والذي أدى إلى منع الأموال من الوصول إلى مستحقيها من أنباء الشعب الفلسطيني وما ترتب على ذلك من استشراء للبطالة والفقر والمرض، إضافة إلى التآمر الأمريكي الصهيوني على الحكومة الفلسطينية الشرعية التي تتولاها حركة حماس. 

 

وقد يقول قائل أن منظمة العفو الدولية معنية فقط بجمع بيانات إحصائية حول انتهاك حقوق الإنسان في الضفة وغزة، وهنا نسأل المنظمة العمياء: لماذا لم يذكر التقرير الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد شعبنا من قتل وتخريب وتدمير؟!  ولماذا يتجاهل التقرير جرائم الاحتلال ضد المعتقلين الفلسطينيين الذي يتعرضون للقتل والقمع والإذلال؟! ولماذا لم يذكر التقرير انتهاك الاحتلال لحقوق المسافرين الفلسطينيين الذين مات عدد منهم على الحدود انتظاراً للسماح لهم بالعودة إلى بيوتهم وأهليهم؟! ولماذا لا يتحدث التقرير عن قطع التيار الكهربائي والتقتير في إدخال متطلبات الحياة إلى قطاع غزة بهدف تجويع شعبنا وكسر إرادته؟!

 

ما من شك أن منظمة العفو الدولية – كغيرها من المنظمات الدولية – مصابة بالعمى فيما يتعلق بجرائم الاحتلال الصهيوني والظلم الذي يمارسه المجتمع الدولي ضد الفلسطينيين.  ولا عذر لهذه المنظمة، التي تفتقر تقاريرها إلى النزاهة والشفافية والموضوعية، فيما تدعيه من أن لديها أرشيفاً خاصاً بجرائم الاحتلال وانتهاكاته لحقوق أبناء شعبنا، والتي تتخذها مبرراً لانحيازها للاحتلال ورعاته.  فما قيمة هذه المعلومات إذا كانت الإدارة الأمريكية، التي تهيمن على هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها ومؤسساتها، تدعم هذا الاحتلال وأذنابه وتمول الفوضى الهدامة وترعاها.

 

فمنظمة العفو الدولية – كغيرها من منظمات الأمم المتحدة ومؤسساتها – تحولت إلى أداة أمريكية لابتزاز الأنظمة السياسية العربية وتطويعها وإخضاعها للبيت الأبيض الأمريكي، وتحولت كذلك إلى أداة لتخدير الرأي العام العالمي فيما يتعلق بجرائم الاحتلال ورعاته ضد شعبنا، كما أنها أصبحت سيفاً أمريكياً صهيونياً مسلطاً على رقاب المناهضين لسياسات إمبراطورية الشر والطغيان الأمريكية وممارساتها الاستعمارية والعدوانية.

 

ولذلك فإن هذه المنظمة لا ترى الجرائم الأمريكية وانتهاكات حقوق الإنسان التي يقارفها الأمريكيون في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان...، فمهمتها تقتصر فقط على إصدار التقارير التي تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على المناوئين لها والممانعين لهيمنتها على منطقتنا، وقد جاء التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية حول الأوضاع الفلسطينية في إطار الدعاية التحريضية التي يشنها عملاء الولايات المتحدة الأمريكية وأذناب الاحتلال الصهيوني ضد حركة حماس.

 

ولا شك أن الحرب الأهلية أمر مستهجن في عرف شعبنا وثقافته، ولم يُعهد على شعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة قط أنه خاض مثل هذه الحرب وانزلق إليها.  وحتى في أحلك الظروف التي مرت على شعبنا، لم يؤد الخلاف بين الفصائل الفلسطينية إلى نشوب نزاع مسلح بالحجم الذي نراه اليوم.  فما نعيشه اليوم من تدهور في الوضع الأمني الفلسطيني نتج بسبب سعي رعاة المشروع الصهيوني إلى تقليد قيادة الشعب الفلسطيني لطرف موال للاحتلال ومتساوق مع المخططات الأمريكية، وذلك للسيطرة عليه وإجباره على الخضوع والاستسلام، إنقاذاً للمشروع الصهيوني من أزماته القاتلة، وإنجازاً لأجندة أمريكية عدوانية في منطقتنا.

 

إن تقرير منظمة العفو الدولية لن يخفف من الأزمة الفلسطينية الراهنة، ولن يغير من الواقع المؤسف الذي يعشه شعبنا من شيء، ولن يخفف من معاناة الشعب، بل سيزيد من شراسة الهجمة على حماس التي تحول دون التفريط بحقوق شعبنا وتتمسك بحقوقه، وعلى رأسها حقه في مقاومة الاحتلال...

 

فالطريق إلى الخروج من الأزمة واضح، وهو يبدأ بإدارة الظهر للإدارة الأمريكية المتغطرسة، واحترام إرادة الشعب الفلسطيني والعمل على وحدة صفه في مواجهة الاحتلال الغاشم، وعندها سيصعب على الاحتلال ورعاته الأوروبيين والأمريكيين النيل من صمود شعبنا أو كسر إرادته، أو إغراقه في الفوضى الهدامة التي تزج به في حرب أهلية يخطط لها الأمريكيون والصهاينة.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ