ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
فلنكسر
الحصار الاقتصاد الظالم
المضروب على غزة أ.د.
محمد اسحق الريفي الحصار
الظالم المضروب على الشعب
الفلسطيني هو الوجه الآخر
للاحتلال الصهيوني، وهو سلاح
فتاك بيد أعداء شعبنا للنيل من
صموده وكسر إرادته. ويجسد
هذا الحصار حالة الضعف المزرية
التي تعاني منها الأمة العربية،
شعوباً وحكاماً وحركات ومنظمات
وأحزاب ومؤسسات. ويخطئ
من يظن أن غزة قد تحررت من
الاحتلال بعد رحيل الجنود
والمستوطنين اليهود والصهاينة
عنها وتفكيك مغتصباتهم،
فالاحتلال لا يزال قادراً على
محاصرتنا وتجويعنا. إن
الشعب الفلسطيني الآن يعيش تحت
وطأة الحصار الذي يزداد شدة
وإحكاماً واتساعاً يوماً بعد
يوم، وربما تأتي اللحظة التي
يزداد فيها هذا الحصار والخناق
على غزة إلى درجة نحمد الله
تعالى عندها على أننا نستطيع
تنفس الهواء، ونسأل الله العلي
القدير ألا تأتي هذه اللحظة. لذلك،
ورغم ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا
على الناس، لا بد لنا من الأخذ
بالأسباب ومواجهة هذا الحصار،
فليس أمامنا خيار غير هذه
المواجهة الحتمية. ولا
جدال في أن الجانب الإعلامي مهم
في مواجهة هذا الحصار، بل إن
الجانب الإعلامي هو أساس أي جهد
سياسي يهدف إلى تقويض الحصار
الاقتصادي الظالم. ولا
يقتصر الجانب الإعلامي على
التعامل بسطحية وعفوية وعاطفية
مع هذا الحصار، فالأمر يحتاج
إلى إعداد دراسات تحليلية
واستراتيجية لتحديد مدى خطورة
هذا الحصار وآثاره المدمرة على
المجتمع الفلسطيني على الأمد
القريب والمتوسط والبعيد، فمن
المتوقع أن يطول هذا الحصار كما
طال حصار الغرب والعرب وإيران
للعراق، حيث استمر هذا الحصار
نحو 13 سنة. وربما
من المفيد إشراك منظمات إنسانية
مناهضة للعولمة والأمركة
والمخططات الصهيونية
والأمريكية في تحديد الآثار
المدمرة لهذا الحصار، ولتنبيه
العالم إلى خطورة الإجراءات
الإجرامية التي يقوم بها
الاحتلال والولايات المتحدة
الأمريكية وحلفاؤها الأوروبيون
على حياة الشعب الفلسطيني، خاصة
وأن كوندوليزا رايس – التي
توعدت شعبنا في غزة بمزيد من
الحصار والخنق – تحاول
إضفاء لمسة إنسانية على سياسة
بلادها الإجرامية عبر
تصريحاتها التي تزعم فيها أن
بلادها ستقدم مساعدات إنسانية
للشعب الغزي المحاصر والمخنوق. إذاً،
فالولايات المتحدة الأمريكية
تخنق شعبنا حتى الجوع والمرض
والموت ثم تصرح وزيرة خارجيتها
رايس بأن بلادها ستقدم مساعدات
إنسانية للتخفيف عن شعبنا من
وطأة المعاناة، فأي وحوش في
الدنيا تفعل ذلك وترتكب مثل هذه
الحماقات والنفاق..!!! لذلك
فعلينا أن نهتم إعلامياً بشكل
علمي ومنهجي مدروس بهذا الحصار
وآثاره التخريبية. لذلك
يجب القيام بدراسات حول آثار
الحصار الاقتصادي على كل جوانب
الحياة في مجتمعنا وكل قطاعات
التعليم والتجارة والصناعة
والعمل وغيرها، فإن كنا نحن
الذين نعاني من هذا الحصار لا
نوضح للعالم الكوارث التي
سيجلبها الحصار على شعبنا، فهل
نتوقع أن يساعدنا أحد بعد ذلك..؟! فمسؤولية
إجراء الدراسات التحليلية
والاستراتيجية للآثار المدمرة
للحصار الظالم على عاتق أنصار
حركة المقاومة الإسلامية "حماس"
والمفكرين الإسلاميين
والأكاديميين والباحثين
والحقوقيين في فلسطين وفي كل
بلاد العالم. ويقع
على عاتق الفلسطينيين في كل
مكان التوجيه الإعلامي
والسياسي للجهات التي ترغب أن
يكون لها دور مشرف في كسر
الحصار، وإثارة القضايا
والمواضيع فيما بتعلق بهذا
الحصار، والتواصل مع القوى
السياسية الحرة والشريفة في
العالم العربي والإسلامي وكل
العالم للتصدي للحصار الظالم
وكسره. وهنا
يحق لشعبنا أن يسأل عن دور عشرات
بل مئات الفضائيات العربية
والإسلامية في نصرة شعبنا
المحاصر وقضيته العادلة..!!
لماذا تصمت هذه الفضائيات صمت
الأموات في قبورهم عن معاناة
شعبنا ولا تتفاعل معها إلا
لتوظيفها في خدمة أهداف
المحاصرين لشعبنا وأجندتهم
الشريرة..؟!! ولا
بد لفضائية الأقصى أن تخصص
برنامجاً يومياً حول الحصار
تبين فيه آثاره المدمرة على نحو
مليون ونصف المليون مواطن
يقبعون في سجن كبير اسمه "غزة"،
وذلك عبر إجراء مقابلات مع
المختصين والمثقفين والمفكرين
والعلماء والدعاة والقادة
السياسيين والاجتماعيين، وعبر
إعداد تقارير ميدانية يتم فيها
زيارة المتضررين من إفراد
وعائلات وأحياء ومؤسسات
تعليمية وصحية وغير ذلك. كما
أرى أن تقوم فضائية الأقصى في
هذا البرنامج بالاتصال بشخصيات
قيادية وعلماء ومفكرين عرب
ومسلمين خارج فلسطين لمناقشة
أمر الحصار وآثاره ودور العرب
والمسلمين في رفعه عن شعبنا. وهنا
يأتي دور رابطة علماء فلسطين،
فعليها أن تقوم بإصدار بيانات
دورية توعي الناس بالكوارث التي
سيؤدي إليها الحصار الظالم،
وعليها تذكر الأمة بواجبها تجاه
الشعب الفلسطيني، خاصة العلماء
والدعاء وقادة الحركات
الإسلامية والمنظمات والهيئات
والمؤسسات الإسلامية. كما
يجب تفعيل دور الجامعات
الفلسطينية، والمؤسسات
الثقافية والإنسانية
والحقوقية، ومنظمات المجتمع
المدني، والمنظمات المهنية
وغير ذلك من المؤسسات
والمنظمات، وعليها جميعاً أن
تصدر بيانات ونشرات وتقارير حول
الحصار وآثاره الكارثية بشكل
دوري، وأن تعقد المؤتمرات
واللقاءات لفضح بشاعة
الممارسات الأمريكية
والصهيونية بحق شعبنا. وإذا
استمر الحصار الظالم
والاستهتار العالمي بمعاناة
شعبنا، فإن الجهد الإعلامي
والسياسي وحده لا يكفي طبعاً،
فالمفروض أن يهب شعبنا هبة
واحدة ويخرج في مسيرات تضم
مئات الآلاف ولا يعود حتى يهوي
الجدار وتفتح الحدود ويسقط
الحصار، ولكن قبل ذلك لا بد من
عمل إعلامي يمهد لهذا العمل
الجماهيري الجهادي المزلزل. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |