ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 08/11/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

مانِعْ .. أبويْ .. مانِعْ .. الله يرضى عليك !

ماجد زاهد الشيباني

أبو حمدو المنتوف ، من حيّ الهـُلـّك في حلب ، اسم على مسمّى .. منتوف حقاً !

لديه عشرة أولاد ، ستّة ذكور، وأربع بنات . تتفاوت أعمارهم ، بين الثامنة ، والثالثة والعشرين ..!

ليس بينهم أحد في المدرسة ، والذين حاول تدريسهم ، تسرّبوا من المدارس في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية ، بسبب الفقر..!

  بعضهم يعمل أجيراً في محلّ لتصليح عجلات السيارات ، وبعضهم يعمل أجيراً في محلّ حدادة ، وبعضهم يعمل أجيراً في محلّ نجارة .. والبنات في البيت ، لايعملن شيئاً !

وقد تخصّص بعض أولاده ، بنبش حاويات القمامة ، بحثاً عن زجاجة فارغة ، يبيعها مَن يجدها ، أو قطعة خبز يابسة يأكلها مَن يعثرعليها ، أو ينظّفها ويدّخرها لطعام الأسرة ..!

 وقد اعتاد أبو حمدو المنتوف ، على سماع المذياع ، والتصفيق للبطولات التي تعرَض فيه ، وترداد بعض الكلمات التي يسمعها .. نشوة وطرباً !

 في عهد حافظ أسد ، حين كانت وسائل الإعلام تردّد كلمات ، مثل : الصمود والتصدّي .. كان أبو حمدو يردّد الكلمات نفسها ، بطريقته ، وحسب فهمه لها .. فكان يخاطب حافظ أسد من بيته ، بجانب المذياع ، قائلاً بلهجته الحلبية العريقة : (اصمودْ أبوي اصمودْ .. أيْ : اصمد !) أو يقول له : ( صَدّي أبوي صَدّي !) لأنه لايعرف كيف يقول : تَصدّ ! وذلك على سبيل التشجيع ! كمن يشجّع فريق كرة قدم في مباراة ، يسمع مجرياتها على لسان المذيع الرياضي ، دون أن يراها !

 وحين ورث بشار الكرسي عن أبيه ، ودرجت لفظة (الممانَعة) في وسائل الإعلام ، صار أبو حمدو يردّد الكلمات الجديدة ، المناسبة للعهد الجديد ، فيقول على سجيّته وبساطته ، مخاطباً بشار الأسد : إيه .. عَفارِم .. بْراو عليك ، ياسبع ، يا أسد يا ابن الأسد .. يابطل الممانعة .. مانِعْ .. أبوي .. مانِعْ .. الله يرضى عليك !

   وحين أعلِن في وسائل الإعلام ، أن طائرات الصهاينة اخترقت الأجواء السورية ، وألقت مجموعة من محتوياتها في مناطق من شرق سورية ، لم يصدّق أبو حمدو ، وظل يكذّب الذين يردّدون هذا الخبر، من أهل حيّه ، ويجادلهم بأن رئيسهم أسد ابن أسد .. ولا يمكن أن يترك عصفوراً صهيونياً يمرّ فوق سورية ، دون أن يصطاده ! ثم يردّد ، بعد ذلك ، بعض كلماته المأثورة لديه : تعيش يابشار.. يابطل العرب .. يا أسد يا ابن الأسد .. مانعْ ..أبوي .. مانع ! وفي كثير من الأحيان ، يردّد بعض كلماته هذه ، أمام أبنائه الذين لايفهمون منها شيئاً ، وهم على مائدة الطعام ، يأكلون بعض قطع الخبز اليابس ، التي يجلبها أبناؤه نابشو القمامة .. أو بعض الخبز الطري (البايت) في حال وجوده ، مع كؤوس من الشاي أحياناً ، إذا كان الحال مريحاً !

 وأحياناً يسأله بعض أبنائه ، عن معنى كلامه ( مانِعْ .. أبويْ.. مانِعْ ) فيضحك ساخراً ، ويقول : وماذا تفهمون أنتم من السياسة .. ياجَهلة !؟

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ