ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 10/11/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

أيها المدرسون !! لماذا دخلتم المدرسة !!!؟؟؟

الدكتور  خالد  الأحمد*

في مايس ( أيار ) 1980 ، كنت مدرساً في ثانوية عثمان الحوراني في حماة ، وفي حي الحاضر بالذات ، وقد احتلتها الوحدات الخاصة في نهاية العام الدراسي ، وصرنا نفتش عند الدخول يومياً ، حيث ترابط وحدة من الوحدات الخاصة عند مدخل الثانوية ....

 

وفي نهاية العام ، لايوجد طلاب في المدرسة ، وكانت أوراق الامتحان النهائي في الصفوف الانتقالية مع المدرسين يصححونها في بيوتهم ، ثم يعيدونها إلى المدرسة فيسلمونها لأمين سـر المدرسة ، باستلام وتسليم رسميين ...

 

وحضرت إلى الثانوية كي أسلم أوراق الامتحان بعد أن صححتها لأمين السـر ، ولم أجد مفرزة الوحدات عند باب الثانويـة ، فقلت في نفسي ( انقلعوا )، الله لايردهم ، ودخلت المدرسة ، ولم يفتشني أحد ، ووجدت بضعة مدرسين دخلوا كما دخلت ، بدون تفتيش ، وسلمنا الأوراق لأمين السـر وجلسنا عنده نتجاذب آخر أخبار حماة ....

 

وفي تلك اللحظة دخل علينا ( الفراش) ؛ فراش المدرسة ، وجهه أصفر ويقول : ارفعوا أيديكم واخرجوا من الغرفـة حالاً ، نظرنا إليه وغالب ظننا أنه يمزح معنا ، لذلك لم ننفذ أمـره ، وصرنا نمزح معه ونقول له : سلامة عقلك يا أبو حمدو ....وماهي إلا ثوان حتى ضرب  الجندي باب الغرفة المفتوح أصلاً بقدمه وهيأ الكلاشنكوف المصوبـة إلينا وهو يصرخ بلهجته :

 

ماسمعتن ماقال لكن !!! ولك ...آبتفهموا أنتن ... هيا وقوف ...ارفع يديك عالياً (( وصرنا ننفذ آلياً ...) اخرج أمامي واحد واحد ... هيا اصطفوا هنا ...ووجدنا جنديين آخرين من رفاقه خارج الغرفة ، وبعد أن صفونا على الجدار ، فتشونا جيداً ، ووجوهنا على الجدار ، أما اللبطات والشتائم فهذه من البدهيات ، وخاصة أن الزبائن مدرسين متخرجين من الجامعة ، وهؤلاء كما تسميهم الوحدات الخاصة : لصوص البلد ، الذين خربوا الأجيال الصاعدة ....

 

صرنا نردد الشهادتين ، ووجوهنا إلى الجدار ، ونسمع محاضرة السب والشتم خلفنا ، كما تسمع الجندي يهيأ الكلاشنكوف بين الفينة والأخرى ، كما يقول أحدهم لرفيقه :  ماذا تنتظر ...هيا رشــهم ، فيجيبه : لازم أعلمهن أول قبل ما أرشهن درس في الوطنية لهؤلاء الخونـة الذين خربوا الأجيال الصاعدة ....

 

وكان بجواري مدرس حموي يدرس التاريخ من آل ( خليف ) وهؤلاء مشهورون بالعناد والشجاعة ... وكان يتذمر ويحترق ألماً ...وكان خوفي أن لايضبط أعصابه ، وكنت أهمس بالقرب من أذنه أن يصبر ويسكت فالسكوت الآن هو الشجاعة ، ولو تكلم كلمة واحدة تزعجهم لكانت نهايتنا جميعاً على يدهم ...ولايسألون عمن قتلوا ....حتى لايسأل عن أسمائنا ، وسوف يفقدنا أهلونا ، ويبحثون عنا عشرين أو ثلاثين سنة ، دون أن يعرفوا مصيرنا ....كما حصل مع عشرات الألوف غيرنا .....

 

والأجل مكتوب ومحدد عند الله عزوجل ، ولأنه لم ينتـه أجلنا .... قال كبيرهم : سوف تكتبون تعهداً الآن أن لاتدخلوا المدرسة بدون تفتيش من الوحدات ، ولو لم تجدوا أحداً تنتظروا حتى يحضر عناصر الوحدات كي يفتشوكم ثم تدخلوا ... ( إن شاء الله تنتظر يوماً كاملاً ) ،وسوف نسامحكم هذه المرة بعد أن توقعوا على التعهد ... شريطة أن لاتكرروا ذلك ...

 

وقعنا على التعهد الذي أملاه علينا ، ( كما نفعل مع تلاميذنا المشاغبين أو الكسالى ) ، ورجوناهم ا أن يسمحوا لنا بالانصراف ، فوافقوا ، وانصرفنا من المدرسـة ....ولم أدخلها بعد ذلك ، لأن العطلة الصيفية بدأت ، ولأنني ....بعد أربعة شهور ، خرجت من سوريا ...ولم أعد لها حتى الآن ....

*باحث في التربية السياسية

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ