ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
اتهامات
نصر الله لحكومة السنيورة من
دون دليل ... لعب
بنار الطائفية سالم أحمد* لا يستطيع اللبناني، وهو يرى "حسن
نصر الله" يطل عليه في كل مرة
عبر شاشة عملاقة، فيجد نفسه
مجبرا على الاستماع إلى
مطولاته، إلا أن يضع يده على
قلبه ويقول: الله يستر، دفَعَ
اللهُ ما كان أعظم. هذه المرة وبلهجة "عملاقة!"
أيضا، طلع علينا "السيد"
ليقول: أيها اللبنانيون اسمعوا
وعوا.لا نقبل إلا برئيس توافقي،
لكن بشروطنا. وأن يكون على
مزاجنا وحسب القياس الذي نضعه
نحن له. لأن الحكومة الحالية لا
تمثل اللبنانيين. وإذا لم تقبل
الموالاة بهذا الرئيس
التوافقي، فلنذهب إلى انتخابات
نيابية جديدة. وإذا استطاع أحد
الطرفين أن يحصل على ثلثي أعضاء
المجلس النيابي الجديد،
فلينتخب رئيسا منه "وصحتين
على قلبه". ولأنه لن تستطيع
الموالاة ولا المعارضة أن تحصل
على الثلثين، فلنتفق ابتداء،
وقبل الذهاب للانتخابات على
القبول بأن ينتخب الرئيس العتيد
بالأغلبية: أي بالنصف زائد واحد.
هل سمعتم بالمنطق الصوري؟ هذا
ليس منطقا صوريا، بل منطقا أعوج.
لأن نصر الله لا يقبل بانتخاب
الرئيس بالأغلبية، لكنه بعد
إجراء الانتخابات الجديدة، فلا
بأس أن ينتخب الرئيس العتيد
بالأغلبية. لمن لا يعلم فإن مجلس النواب
الحالي انتخب بموجب القانون 2000
الذي فرضه "المندوب السامي"
السوري الراحل اللواء "غازي
كنعان"، حليف "نصر الله"
في انتخابات عام 2000، ونال فيها
الموالون لسورية الأكثرية
الساحقة، وقد تم بها التمديد
للرئيس إميل لحود خريف علم 2004،
ما أدخل لبنان في أزمات متلاحقة
يأخذ بعضها برقاب بعض، وتوجت
باغتيال رئيس الحكومة الأسبق
الشهيد "رفيق الحريري". وقد
أجريت الانتخابات النيابية عام
2005 بموجب هذا القانون، بل إن نصر
الله لم يتردد بالدخول بتحالفات
انتخابية مع بعض أركان الموالاة
الحاليين، وأصبحت المعارضة
السابقة هي الحاكمة في لبنان
الآن. "نصر الله" أراد أن يقلب
الطاولة على كل المشاورات
الحميدة التي أجريت في لبنان
مؤخرا لإنقاذ الاستحقاق
الرئاسي الدستوري. وقد كان
حليفه رئيس مجلس النواب "نبيه
بري" طرفا رئيسا في تلك
المشاورات. وإذا هناك كان من يحق
له أن يتضايق من هذا الانقلاب،
فلعل "نبيه بري" ينبغي أن
يكون أول المتضايقين . لكن اللافت حقا في خطاب "نصر
الله" الأخير أنه حاول أن
يختبئ وراء الرئيس إميل لحود ،
فطالبه -بعد أن امتدحه بما ليس
فيه- أن يقوم بخطوة إنقاذية تنقذ
البلاد، على حد تعبير نصر الله،
أي أراد أن يظهر "لحود" -وليس
نصر الله- بسواد الوجه. وكعادته، لم ينس أن ينعم على فريق
"14 شباط" –كما يصر نصر الله
دائما أن يسميه- بما يجود به من
صفات ليس أقلها أنه عميل
لأمريكا، وأن الحكومة الحالية
تنهب لبنان وتريد أن تخصص شركة
"الخليوي"، -لا أدري ما
الذي يمنعه من شرائها بمليارات
الدولارات التي تأتيه من إيران-
، و... و.... ثم يلجأ إلى عنترياته
المعتادة فيقول: إن الرئيس
الجديد الذي تحاول الموالاة أن
تنتخبه "مطلوب منه نزع سلاح
المقاومة. وإن العالم كله لا
يستطيع أن ينزع سلاحها". اتهامات نصر الله للحكومة تفتقر
إلى الدليل. واتهام من دون أدلة
زور وبهتان. وعندما يتهم
الحكومة في أمانتها ولا يقدم
الدليل، فهو إنما يتهم الرئيس
فؤاد السنيورة شخصيا. وسينزع من
يريد الفتنة إلى القول: هذا
اتهام لأهل السنة، لأن السنيورة
يمثلهم. بل وسيكون كاللعب بنار
الطائفية، وتقليبا لجمر الفتنة.
فهل يستطيع "نصر الله" تحمل
تبعات ذلك في بلد كلبنان تمثل
فيه الطائفية ميزانا أدق من
ميزان الذهب؟ أغلب الظن أن الإنغلاق الذي فرضه
"نصر الله" على نفسه –مختارا
أو مجبرا، متظاهرا أو على
الحقيقة- جعله لا يدرك
المستجدات. وأنه لا يعرف أن مئات
الآلاف التي كانت تستمع
له سابقا، في لبنان وفي
غيره، قد تلاشت، ولم يبق منها
إلا المساكين الذين عليهم
الحضور –راضين أو مكرهين- إلى
حيث يكحلون عيونهم برؤية "نصر
الله" عبر الشاشات العملاقة ،
وكانوا قبل ذلك يدفعون "خُمْس"
دخلهم لسماحة السيد. هناك آخرون مطلوبة رؤوسهم
إسرائيليا أشد مما هو مطلوب رأس
نصر الله، ومع ذلك فهم يتحركون
مع قليل من الحذر، ولا يفرضون
على أنفسهم حبسا اختياريا. أما
إن كان المراد من هذا الانغلاق
الاختياري، هو إبقاء الاحترام /
أو الخوف منه عند أنصاره، فهم
أصلا لا يملكون إلا الخوف. أما
الآخرون -ممن ليسوا من أنصاره-
فما عاد يؤثر فيهم السحر. أن تقولوا للبنانيين معارضة
وموالاة: إما أن تنزلوا على
رأينا أو ... فإن هذا ليس بالمنطق
السديد يا سماحة السيد. بل هو
منطق الإكراه الذي يترجمه المثل
السوري اللبناني: "إما أن
تمسكوا .... أو أ ..... عليكم" جيرانكم السوريون يا سماحة السيد
أول من سحب الثقة منكم. وما لهم
ألا يفعلوا وقد رأوا أيديكم
بأيدي جلاديهم، بل وسارقي لقمة
عيشهم، وقويتم شوكة الطغمة
الفاسدة على إخوانكم السوريين؟
أما مَنْ يَظهر منهم على
الفضائيات ويشيدون ببطولاتكم،
فهم من الذين يباعون ويشترون،
كالعبيد في سوق النخاسة.
إنكم يا سماحة السيد تراهنون على
حصان خاسر، وإن الظلم
والاستبداد الذي أوقعه الراحل
ومن بعده الحالي في إخوانكم
السوريين وأنتم له شاهدون، سوف
ينقلب نارا تأكل الظالمين.
ولأنكم ظاهرتم الطغاة في سورية
على الشعب السوري فلن تكونوا
بمنأى من العقاب الإلهي الموعود.
فاحذروا: فإن
الله يمهل ولا يهمل، وإن الله
يملي للظالم حتى إذا أخذه لم
يفلته: "وسيعلم الذين ظلموا
أيَّ منقلب ينقلبون". *سوري ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |