ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أسقِط
معي الاستبداد البوليسي ، واحكمني
باستبداد (ديموقراطي) إذا
استطعتَ ! ماجد زاهد
الشيباني /الاستبداد الديموقراطي مصطلح
متناقض ظاهرياً ، والمقصود
بالطبع، هو تعسّف الأكثرية
الديموقراطية ، في استعمال
حقّها، في كيفية التعامل مع
خصومها، ضمن القانون ،
كالتهميش، أو
التحجيم .. على المستوى السياسي
، مثلاً !/. ( ندرة
من البشر، في التاريخ القديم
والحديث ، هم أولئل الذين أتيحت
لهم فرصة الاستبداد، وضَربوا
عنها صفحاً ..! حتى في مجال الحبّ
والغزل ، يقول عمر بن أبي ربيعة :
إنّما العاجز من لايستبدّ ! إلاّ
أن الفروق كبيرة ، بين استبداد
يفرض بقوّة السلاح ، ويخنق
أنفاس الناس ، ويؤلّه الحكّام
المستبدين .. واستبداد آخر ،
يفرَض من خلال صناديق الاقتراع
الحرّ النزيه ، الذي يشترك فيه
الجميع ، على قدم المساواة ،
وتتاح الفرصة فيه لكل نشيط ، بأن
يمارس أقصى طاقته ، في تحصيل
أكبر قدر من أصوات الشعب .. وتظلّ
الأكثرية الفائزة، محكومة
بدستور واضح صريح ، صادر عن
إرادة شعبية حرّة ، لاعن إرادة
حاكم متسلّط ، بقوّة العسكر
ورجال المخابرات ! وتظلّ فرص
الضعفاء مفتوحة ، أبداً ،
لاكتساب القوّة ..! وفيما
عدا ذلك ، كل من يحاول توزيع
المكاسب والمواقع السياسية ،
بالتساوي ، على قوى سياسية غير
متساوية ، بطبيعتها ، وواقعها
على الأرض .. إنّما هو حالم ، أو
عابث ، يعمل على إضاعة وقته
وأوقات الآخرين ، بمناكفات
مجّانية لاطائل من ورائها ، حتى
لو جاءت في وقتها وسياقها ! فإذا
جاءت خارج وقتها وسياقها ، كانت
شيئاً آخر، غير الحلم والعبث !)
* تعطيل
حركة الحياة السياسية ، وما
يتبعها ، بناء على افتراضات
متخيّلةعن المستقبل ، توازِن
بين الحسَن والأحسن ، وبين
السيّء والأسوأ ، وبين
الدكتاتورية الراهنة ،
ودكتاتورية أخرى قد تفرض على
الناس ، بعد سقوط الدكتاتورية
الراهنة الشاذّة .. نقول
تعطيل حركة الحياة السياسية ،
لأجل هذه الافتراضات المتخيّلة
، والوقوفُ عند أنواع من هذه
الافتراضات ، الممكنة مستقبلاً
، وغير الممكنة .. هذا كله نوع من
العبث الفكري ، الذي لايحمل أيّ
نوع من الجدية الفكرية ، ولا أيّ
اعتبار للزمن الراهن ، ومايجري
فيه من محن وكوارث على الناس ،
أو للزمن القادم ، وما يطرأ فيه
من تحولات على حياة البشر..! في
سورية ، على سبيل المثال ، نظام
فاسد مستبدّ ، فاق في بشاعته
وشذوذه ، كل تصوّر إنساني ! وشعب
سورية كله ، بكل ما فيه من أحزاب
وكتل وتوجّهات ، وطوائف ومذاهب
، وتجمّعات بشرية .. شعب سورية
كله ، يعاني من فساد النظام
الراهن ، وعبثه وتسلطه ..! فماذا
يعني تقييد حركة المعارضة
الراهنة ، بافتراضات مستقبلية ،
بعد سقوط النظام القائم،
وتخوّفات متخيّلة ، ناجمة عن
هذه الافتراضات ، مثل : - مَن
يضمن عدم استبداد الفئة
الفلانية ، بعد سقوط الاستبداد
الحالي !؟ - ومن
يضمن ألاّ تنفرد الزمرة
الفلانية بالحكم ، وتفرض على
الناس استبداداً يجعلنا نترحّم
على (النبّاش الأول) !؟ - وكيف
يتعامل التنظيم الفلاني ، مع
قضيّة المرأة ، وقضيّة العمل ،
ومسألة العقوبات الجزائية ، أو
المدنية ، أو المتعلقة بقانون
الأحوال الشخصية ..!؟ - وهل
سيفرَض على الناس نظام علماني ،
أم إسلامي مدني ، أم ديني
ديموقراطي مستند إلى قوّة
الأكثرية الشعبية ، أم ثيوقراطي
مستند إلى تفسيرات خاصّة مغلقة
، للكتب الدينية المقدسة !؟ - وهل
ستكون الحركة الإسلامية هي
الأقوى شعبياً ، وتستحوذ على
سلطات الدولة ، وتفرض على الشعب
رؤيتها الخاصّة في الحكم الديني
، وتحكمه بتشريعات إلهية !؟ أم
سيكون تجمّع للقوى اليسارية
والعلمانية والقومية
والليبرالية ، هو الأقوى ،
ويهمّش الإسلاميين ، ويحصرهم في
زاوية ضيّقة ، ويشلّ حركتهم ،
ويقـلّص نشاطهم السياسي ، إلى
أبعد الحدود !؟
- وهل ..
وهل.. وهل .. ثم لاحركة جادّة ،
باتّجاه إسقاط النظام المجرم
المدمّرالمقيت ، حتى تحسَم
الإجابات على هذه التساؤلات
كلها ! ( لابدّ من التأكيد هنا ،
بالطبع ، بأن القوى المعارِضة
الجادّة ، تتحرك منذ أمد طويل ،
حركة جادّة ، لإنقاذ سورية من
الاستبداد والفساد .. أمّا
العناصرغير الجادّة ، فتعرف
نفسها ، ويعرفها الآخرون .. وهي
المقصودة هنا !) .
فماذا يعني هذا كله ..على
افتراض أنه مطروح على بساط
البحث ، لدى بعض عناصر المعارضة
السورية ، سواء أكان هذا
الافتراض متخيّلا بشكل تامّ ،
أم له ظلّ من الواقع : • يعني
تعطيلاً لحركة الإنقاذ ، التي
يجب أن تسابق الزمن ، لاستنقاذ
مايمكن استنقاذه ، من الوطن ،
الذي توشك الأسرة الأسدية ، أن
تحيله إلى أشلاء .. وترقص طرباً ،
لكل ساعة يتأخر فيها الشعب عن
إسقاطها ، سواء أجاء التأخير
بجهود عملائها ، أم ببركات (
الأبرياء !) الذين يتركونها تنحر
شعبهم ، وتدمّر بلادهم .. وهم
يتناقشون حول مجاهيل ، لايعلمها
إلاّ الله ، لأنها مرتبطة
بالزمن وتطوراته ، وتفاعلات
القوى المتنوّعة الهائلة فيه ،
محلياً وإقليمياً ودولياً ! • ويعني
عدم اكتراث ، بما يعانيه شعب
سورية من كوارث وبلايا ، تنصبّ
على رأسه كل يوم ، بل كل ساعة ! • ويعني
تحكّماً تخيّلياً ، بحركة الزمن
والحياة والأحياء ، مستقبلاً ..
وتقييدَ هذه الحركة بما يناسب
حركة متخيّلة لأضعف فريق سياسي
قائم اليوم ! فلا يجوز لأحد
الأطراف أن يقوى وينشط ،
مستقبلاً ، إلى درجة أن يتمكّن
من حكم البلاد وحده ، وفرضِ
قوانينه الخاصّة به ، على الناس
.. ويترك الأطراف الأخرى الضعيفة
، مهمّشة ، أو ضعيفة الأهمّية
والقيمة ..! ولابدّ من ضمان هذا
الأمر، قبل بدء التحرك لإسقاط
النظام الإجرامي المقيت الراهن
! • ويعني
أن كل ماتعلنه الأطراف الراهنة
، في المعارضة ، لاقيمة له ! لأن
كل طرف لايثق إلاّ بما يقوله هو
عن نفسه ..! أمّا مايقوله الآخرون
عن أنفسهم وبرامجهم وتوجّهاتهم
، فليس محلّ ثقة من أيّ طرف آخر !
وبالتالي ، يظلّ الخوف قائماً
في نفوس الجميع ؛ كلّ يخاف من
نكوص الكلّ عن برامجه وتعهداته
، المكتوبة والراسخة في تنظيمه
، أو حزبه ، أو كتلته .. فكراً
ومنهجاً ! • ويعني
افتراض أن أيّ تنظيم ، يقوى على
مدى قرن ، أكثرَ من الحدّ الذي
يتساوى به مع الآخرين .. يقوى
بحركته ، ونشاط أعضائه بين
الناس ، وبرامجه التي تعجب
الناس ، وخدماته التي تريح
الناس .. إنّما يشكّل هاجسَ خوف ،
منذ الآن ، للآخرين الذين
يتوقّعون ، منذ الآن ، أنهم لن
يستطيعوا مجاراته ، أو منافسته
على كسب الجماهير..! • ويعني
أن أيّة قوّة ظاهرة ، يجب أن
تقيّد ، منذ الآن ، بقيود معيّنة
، تبقيها في مستوى
مكافئ لقوى الأخرين ، ممّن
هم أضعف منها ! وأيّة قوّة كامنة
، لدى أيّ طرف ، ينبغي أن يـُضمن
عدم ظهورها وتوظيفها ، إلاّ
بقدر ماتستطيع القوى الأخرى
مجاراته ! • ويعني
أن النظام الحاكم في سورية ، لم
يستطع أن يقهر الشعب الطيّب
بالخوف ، فحسب .. بل قهر قوى
المعارضة ، بالوهم ، الذي زرعه
في نفوس أطرافها ، فأخاف
العلمانيين من الإسلاميين ،
وأوحى إليهم بأنه أقرب إليهم من
هؤلاء الإسلاميين ، الذين
سيحكمونهم بتشريعات إسلامية
صارمة ، هي أشدّ خنقا لهم من
دكتاتوريته ، وأقسى عليهم من
ظلمه وتسلطه ! فيما لو تحقّقت
المعجزة ، وحصل الإسلاميون على
أكثرية كبيرة من أصوات الشعب
السوري ، ممّا لم يحصلوا عليه في
تاريخهم كله ، في فترات الحكم
الديموقراطي ، التي عاشتها
سورية بعد تحرّرها من الاستعمار!
• وأهمّ
مايمكن أن يعنيه هذا كله ، وبكل
بساطة : أنه قد يدخل في أيّ باب
من أبواب العبث الفكري .. إلاّ
أنه لايمكن أن يدخل ، ألبتّة ،
في أيّ باب من أبواب الفكر
السياسي الجادّ ، أو شبه الجادّ
! وأن مَن يقبل بأن يـُفرض عليه ،
هو أشدّ عبثاً بقضيّته ،
وأمانته ، وجماهيره ، وعقله ،
وأخلاقه .. ممّن يفرضه عليه ! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |