ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 15/11/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الشعب أو النظام ؟!....

مازن كم الماز

أصابتنا حالة الملل من التهنئة المستمرة بمنجزات النظام..النظام أوفى ما وعد به و رفع أسعار البنزين فاتحا الطريق أمام موجة جديدة من الغلاء , هذا كله أصبح مكررا لدرجة تبعث فعلا على التساؤل : هل من قعر لهذه الهاوية التي يلقي بنا النظام إليها ؟..لم تعد القضية هي التساؤل عمن يرسم السياسة الاقتصادية اليوم في سوريا أو عن وجود مسؤوليات مختلفة بين أركان النظام , إن القضية هي في أن هذه السياسة اليوم هي بكل اختصار تدميرية , أن المطلوب هو مواجهة سياسات النظام المدمرة و أنانية القوى المتحكمة و تنظيم دفاع الناس عن حياتهم و ربما في وقت قريب وجودهم نفسه..إن جوهر سياسة النظام اليوم واضحة و لا يمكن تلميعها , إن هذا النظام هو نظام الفئة الأكثر تكالبا من البرجوازية الطفيلية البيروقراطية , الفئة التي أوضحت بدون أي مجال للشك أنها اليوم لا يمكنها أن تحكم و تمارس السلطة إلا عبر التدمير المنظم لأوضاع السوريين العاديين لأوضاع الطبقات الأكثر قهرا و تهميشا و فقرا..ليست القضية في إفحام من ما يزال يتحدث عن النظام بأمل أو يعول على إصلاح من داخل النظام , القضية أصبحت أبعد من ذلك , هي في الاندماج بمقاومة الناس العاديين بمقاومة الشارع السوري الذي يدفعه النظام إلى مستويات غير مسبوقة من الفقر و الاستغلال المباشر الفظ المقترن بالضرورة مع محاولة تكميم الأفواه و القمع الموجه ضد الناس أنفسهم قبل أن يوجه ضد أية جهة معارضة فالمطلوب هو الاحتفاظ بالناس في حالة صمت و شلل سلبيين..إن هذا الصراع ضد النظام يرسم بالضرورة البديل المطلوب عن النظام : بديل يوفر أقصى درجات الحرية لهؤلاء الناس المهمشين تحديدا..اليوم و النظام يحاول تسخير كل تعقيدات الوضع الداخلي و الإقليمي و الدولي , من جورج بوش إلى أولمرت و حماس و نصر الله للتشويش على أية معارضة أو مقاومة لسياساته , من الضروري جدا التشديد على جوهر قضيتنا كسوريين في مواجهة حقيقة سياسات النظام..نحن نريد عالما أفضل لا سادة جدد..إن المطلوب اليوم ليس قيادات مستعدة للجلوس على الكرسي , المطلوب قيادات شعبية تسير مع الشعب السوري جنبا إلى جنب على درب خلاصه من الديكتاتورية..إن المهمة اليوم هي تنظيم أشكال مقاومة النظام و تأسيس أشكال بديلة عن السلطة القائمة , شعبية بحيث أنها تنشأ من الأسفل إلى الأعلى لتكون من جهة مسؤولة عن تنظيم هذه المقاومة الشعبية و في نفس الوقت بديل النظام الحقيقي..إن السلاح الأمضى في هذه المعركة لا هو ضغط جورج بوش عدو الشعوب على النظام و لا حتى قوى أقل عداءا للإنسان مثل الاتحاد الأوروبي , إنه إبداع الشعب السوري نفسه الباحث عن حريته في مقاومته للنظام , لا توجد في هذا الكون قوة أكبر من الجماهير التي تنفض عن كاهلها غبار سنوات الركود و التهميش و تسقط عنها نيرها و تبدأ بتكسير قيودها و تطيح بجلاديها , إن الجماهير التي تكتشف في هذه اللحظات الحاسمة قوتها الحقيقية لا يمكن مواجهتها مباشرة و لو أن التجربة طالما أثبتت أن محاولة إعادتها تحت السيطرة تجري دون توقف و للأسف بنجاح في أغلب الأحيان بالالتفاف على حركتها و تزييف إرادتها و إعادتها إلى حالة السكون و الصمت و انعدام الفاعلية..سواء عبر انتفاضة شعبية عارمة أو مراكمة أشكال و صيغ مقاومة قهر و استغلال النظام فإن عودة الجماهير اليوم إلى مسرح الأحداث و مواجهتها للنظام هو الخيار الوحيد ليس فقط للحلم بعالم أفضل بل حتى ربما للحيلولة دون أن يصل بنا النظام إلى هاوية من المعاناة و الاستغلال لا نهاية لها..

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ