ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الشعب
أو النظام ؟!.... مازن
كم الماز أصابتنا حالة الملل
من التهنئة المستمرة بمنجزات
النظام..النظام أوفى ما وعد به و
رفع أسعار البنزين فاتحا الطريق
أمام موجة جديدة من الغلاء , هذا
كله أصبح مكررا لدرجة تبعث فعلا
على التساؤل : هل من قعر لهذه
الهاوية التي يلقي بنا النظام
إليها ؟..لم تعد القضية هي
التساؤل عمن يرسم السياسة
الاقتصادية اليوم في سوريا أو
عن وجود مسؤوليات مختلفة بين
أركان النظام , إن القضية هي في
أن هذه السياسة اليوم هي بكل
اختصار تدميرية , أن المطلوب هو
مواجهة سياسات النظام المدمرة و
أنانية القوى المتحكمة و تنظيم
دفاع الناس عن حياتهم و ربما في
وقت قريب وجودهم نفسه..إن جوهر
سياسة النظام اليوم واضحة و لا
يمكن تلميعها , إن هذا النظام هو
نظام الفئة الأكثر تكالبا من
البرجوازية الطفيلية
البيروقراطية , الفئة التي
أوضحت بدون أي مجال للشك أنها
اليوم لا يمكنها أن تحكم و تمارس
السلطة إلا عبر التدمير المنظم
لأوضاع السوريين العاديين
لأوضاع الطبقات الأكثر قهرا و
تهميشا و فقرا..ليست القضية في
إفحام من ما يزال يتحدث عن
النظام بأمل أو يعول على إصلاح
من داخل النظام , القضية أصبحت
أبعد من ذلك , هي في الاندماج
بمقاومة الناس العاديين
بمقاومة الشارع السوري الذي
يدفعه النظام إلى مستويات غير
مسبوقة من الفقر و الاستغلال
المباشر الفظ المقترن بالضرورة
مع محاولة تكميم الأفواه و
القمع الموجه ضد الناس أنفسهم
قبل أن يوجه ضد أية جهة معارضة
فالمطلوب هو الاحتفاظ بالناس في
حالة صمت و شلل سلبيين..إن هذا
الصراع ضد النظام يرسم بالضرورة
البديل المطلوب عن النظام : بديل
يوفر أقصى درجات الحرية لهؤلاء
الناس المهمشين تحديدا..اليوم و
النظام يحاول تسخير كل تعقيدات
الوضع الداخلي و الإقليمي و
الدولي , من جورج بوش إلى أولمرت
و حماس و نصر الله للتشويش على
أية معارضة أو مقاومة لسياساته ,
من الضروري جدا التشديد على
جوهر قضيتنا كسوريين في مواجهة
حقيقة سياسات النظام..نحن نريد
عالما أفضل لا سادة جدد..إن
المطلوب اليوم ليس قيادات
مستعدة للجلوس على الكرسي ,
المطلوب قيادات شعبية تسير مع
الشعب السوري جنبا إلى جنب على
درب خلاصه من الديكتاتورية..إن
المهمة اليوم هي تنظيم أشكال
مقاومة النظام و تأسيس أشكال
بديلة عن السلطة القائمة , شعبية
بحيث أنها تنشأ من الأسفل إلى
الأعلى لتكون من جهة مسؤولة عن
تنظيم هذه المقاومة الشعبية و
في نفس الوقت بديل النظام
الحقيقي..إن السلاح الأمضى في
هذه المعركة لا هو ضغط جورج بوش
عدو الشعوب على النظام و لا حتى
قوى أقل عداءا للإنسان مثل
الاتحاد الأوروبي , إنه إبداع
الشعب السوري نفسه الباحث عن
حريته في مقاومته للنظام , لا
توجد في هذا الكون قوة أكبر من
الجماهير التي تنفض عن كاهلها
غبار سنوات الركود و التهميش و
تسقط عنها نيرها و تبدأ بتكسير
قيودها و تطيح بجلاديها , إن
الجماهير التي تكتشف في هذه
اللحظات الحاسمة قوتها
الحقيقية لا يمكن مواجهتها
مباشرة و لو أن التجربة طالما
أثبتت أن محاولة إعادتها تحت
السيطرة تجري دون توقف و للأسف
بنجاح في أغلب الأحيان
بالالتفاف على حركتها و تزييف
إرادتها و إعادتها إلى حالة
السكون و الصمت و انعدام
الفاعلية..سواء عبر انتفاضة
شعبية عارمة أو مراكمة أشكال و
صيغ مقاومة قهر و استغلال
النظام فإن عودة الجماهير اليوم
إلى مسرح الأحداث و مواجهتها
للنظام هو الخيار الوحيد ليس
فقط للحلم بعالم أفضل بل حتى
ربما للحيلولة دون أن يصل بنا
النظام إلى هاوية من المعاناة و
الاستغلال لا نهاية لها.. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |