ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
إسرائيل
تركت الشيخ رائد صلاح يحضر
مؤتمراً ضدها... فكيف
فعلت الأنظمة القمعية؟ الطاهر إبراهيم* في قاعة من قاعات مؤتمر "نصرة
القدس" -الذي انعقد في
اسطنبول أيام 15 و 16 و17 من شهر
تشرين الثاني الجاري- تابعْتُ
من خلال شاشة "الجزيرة
القطرية" الحوارَ المفتوحَ
الذي أداره الإعلامي الناجح "غسان
بن جدو"، حضره لفيف من قادة
الرأي الفلسطينيين والعرب و
مواطنون مقدسيون –رجالا ونساء-
قدِموا من داخل القدس لحضور
المؤتمر. وقد لمحت إلى يسار
المطران "عطا الله حنا"
شخصا ملتحيا، حدقت في وجهه مليا
لأتأكد فيما إذا كان هو الشيخ
"رائد صلاح"؟ ولشدة عجبي
واستغرابي فقد كان هو! الشيخ "رائد صلاح" الذي لا
يخرج من معتقلٍ إسرائيلي إلا
ليعود إلى آخر. ويعيش حركة دؤوبة
يجمع بها عشرات آلاف
الفلسطينيين ليقيم المهرجانات
الحاشدة داخل الخط الأخضر في
فلسطين عام 1948، منددا بعمليات
التهويد في مدينة القدس التي
تضاءلت فيها مساحة القطاع
العربي إلى أن أصبحت هياكل بيوت
متداعية تحيط بالمسجد الأقصى. دهشت، وحق لي أن أدهش. فهذا الشيخ
"رائد صلاح" بشحمه ولحمه
ولحيته الخفيفة الأعلى صوتا
فلسطينيا ضد الاحتلال
الصهيوني، تتركه إسرائيل يخرج
من داخل الخط الأخضر عام 1948 إلى
اسطنبول لحضور مؤتمر نصرة
القدس، تحت بصر الجنرال السفاح
"إيهود باراك" وسمعه،
بينما يقف عناصر من أجهزة الأمن
المصرية شاكي السلاح لمنع أربعة
من قادة الإخوان المسلمين من
مغادرة مطار القاهرة لحضور هذا
المؤتمر!. ونستعجل لندخل إلى قاعة المؤتمر
الذي التأم فيه الحضور من غرب
العالم الإسلامي ومن شرقه. من
نيويورك إلى جاكرتا ومن جنوب
أفريقيا إلى استراليا إلى موسكو.
ونقرأ بنشرة "أخبار الشرق"
الإلكترونية التي تصدر من لندن
ما يلي: (واجه الوفد السوري
الرسمي إلى ملتقى القدس الذي
بدأ أعماله الخميس في مدينة
إسطنبول التركية موقفاً محرجاً
في الجلسة الافتتاحية، لوجود
وفدٍ مشاركٍ من جماعة الإخوان
المسلمين في سورية المعارِضة ،
على رأسه المراقب العام للجماعة). كما ذكرت أخبار الشرق: (أن
الوزيرة السورية وصلت بعدبدء
الجلسة الافتتاحية وغادرت
مبكرة قبل انتهاء الجلسة بنحو
نصف ساعة. وخلال وجودها في
الملتقى تصادف وجود مكان جلوسها
في الصف نفسه الذي جلس فيه "البيانوني"
وشخصيات إسلامية ومسيحية بارزة).
ونسأل معالي الوزيرة: هل غادرتِ
المؤتمر لسبب يتعلق بالخصومة مع
الإخوان؟ أم أنه ... وكما يقال في
المثل السوري: "حضرت الملائكة
... فغابت .....". عام 1995كان
السفير السوري في لندن أكثر
لباقة. فقد جرى تكريم الشيخ "عبد
الفتح أبو غدة" رحمه الله
لحصوله على جائزة "سلطان
بروناي" في الحديث الشريف.
وقد جرى التكريم في جامعة "أكسفورد"
في لندن. وقد لوحظ وجود السفير
السوري في قاعة التكريم، جاء
ليشهد تكريم عالم سوري كبير،
ونقول: "ولله في خلقه شئون".
ونعود إلى مناسبة الحديث لنتساءل:
هل هذه هي إسرائيل التي تشنّع
عليها الأنظمة العربية بأنها
تفعل بالفلسطينيين وتفعل، وهي
كذلك. فماذا إذن نقول عن أنظمة
عربية قمعية تمنع مواطنيها من
مغادرة الوطن لحضور مناسبات
عربية وإسلامية وعالمية كما
فعلت أجهزة أمن الحكومة
المصرية؟ بل إن بعض الأنظمة
القمعية قد تمنع –بل قد منعت-
ناشطين سياسيين من المغادرة
للاستشفاء من الأمراض
المستعصية التي خرجت معهم من
داخل المعتقلات، بعد أن لبثوا
في السجن بضع سنين وعشرا. يحق للإخوان المسلمون أن يحضروا
حفلات مناصرة فلسطين والقدس.
ولم لا وهم الذين شاركوا في
الدفاع عنها بكتائب إخوانية
مصرية وسورية وعراقية في عام 1948.
وكان على
رأس الذين شاركوا في الدفاع عن
عروبة مدينة القدس الشيخ مصطفى
السباعي والشيخ محمد محمود
الصواف، -رحمهما الله- ولفيف
كريم من قادة الإخوان المسلمين.
وقد كان للصمود الذي أبدته
كتائب الإخوان المسلمين فضل في
بقاء القدس في أيدي العرب عشرين
سنة أخرى. لم ينسحب الإخوان المسلمون من
ساحة معركة فلسطين والقدس إلا
بعد أن اعتقلهم الجيش المصري
إثر اغتيال الشيخ "حسن البنا"
رحمه الله تعالى. أما القدس فقد
خسرتها الأنظمة العربية بعد ذلك
في هزيمة حزيران عام 1967 . فأي الفريقين أحق بالحضور؟ من
قاتل وقدم الشهداء واحتفظ
بالقدس؟ أم الذين لم يقاتلوا
وانهزموا بعد أن خسروا أرضَ
الوطن؟ *كاتب سوري ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |