ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ومضات
محرّضة : الدم
العراقي يُسفَح .. والدم السوري
يُسحب ! عبدالله القحطاني مأساة العراق واضحة معروفة ،
يراها القاصي والداني ، ويعلم
كل عاقل ، أسبابها وتفصيلاتها ،
وصنّاعها المحليين والخارجيين
، ويأسى عليها مَن يأسى ،
ويتوجّع لها من يتوجّع ..! فكم عدد
الذي يعرفون مأساة سورية ،
شعباً ووطناً !؟ وكم عدد الذين
يتألّمون لمأساة الشعب السوري ،
من أبناء الأمّة الاشقّاء ، ومن
أبناء الأمم الأخرى الأصدقاء ،
ومن المناصرين لحقوق الإنسان ،
والمتعاطفين مع قضايا الشعوب
المضطهدة !؟ إن الدم
العراقي ، الذي يسفح في الشوارع
، أمام العالم كله ، صباح مساء ،
واضح لكل ذي عينين ، تَعرضه
وسائل الإعلام كل ساعة ! الذابحون
كثر ، وأساليب الذبح كثيرة
متنوّعة ، ووسائله متعدّدة ،
والضحيّة هوالعراق ، شعباً
ووطناً ، وتاريخاً وحضارة ..! فمن يرى
الدم السوري ، الذي يـُسحب
بأجهزة سحبٍ شيطانية ، غريبة
خبيثة شاذّة ، صنعتها له الزمرة
التي تحكم بلاده ..! وقد مضى
عليها عشرات السنين ، وهي تسحب
الدماء من عروق الناس ، لتصبّها
في عروقها ، وعروق محاسيبها
وعملائها ، والحاطبين في حبالها!؟
( ولن نتحدّث ، هنا ، عن الدماء
التي سفِحت في عهد حافظ ،
وماتزال تسفح في عهد ابنه ، في
السجون تحت التعذيب ، وفي
الشوارع ، لدى خروج مظاهرة
صغيرة ، يعبّر فيها الناس عن
احتجاجهم ، على سلب حقوقهم ،
وعلى ساديّة الزمرة الحاكمة ،
في تعاملها معهم ، وبطشها بهم ،
واستهتارها بكراماتهم وأرواحهم
.. فلهذا سياقات أخرى ، وطعوم
مرّة أخرى !) . أنواع
السحب كثيرة ، ونتائج السحب
ظاهرة للعيان ، يراها كل مواطن
سوري ، وكل مهتمّ بالشأن السوري
! من أساليب السحب وفنونه : • سرقة
ميزانية الدولة ، بشكل مباشر،
من قبل أسرة أسد ، عبر الصلاحيات
الممنوحة لرئيس الجمهورية ! فهو
يأخذ ، بقرارات مباشرة ، مايشاء
من مال الشعب ، دون حسيب أو
محاسب ، أو رقيب أو مسائل ! لأن
مؤسّسات الدولة ، التي يمكن أن
تحاسبه ، خاضعة له خضوعاً تاماً
، وعلى رأسها مجلس الشعب (
السلطة التشريعية !) الذي يعيَّن
ليفدي الرئيس بالروح والدم ،
وليبصم على مراسيمه التشريعية ..
لا ليحاسبه ، أو يراقب أعماله ،
أو يعترض على قراراته وتصرّفاته
، المخالفة للقانون والدستور!
فهو في سورية ، منح نفسه مرتبة
الإله ، الذي (لا يـُسأل عمّا
يفعل) وهو (فعّال لِما يريد) ! • استئثار
الزمرة الحاكمة ، وأقربائها
وأزلامها ، بالتجارة الخارجية
بأنواعها ، وبسائر العقود ،
التي تبرمها الدولة مع الجهات
الخارجية ، وانتزاع نِسب معيّنة
، من كل عقد، لحساب الأسرة ،
وأعوانها من أعمام وأخوال
وأزلام ! • استملاك
الأراضي والعقارات التابعة
للدولة ، من قبل الزمرة الحاكمة
ومحاسيبها ، تحت أسماء وهمية ،
لمشروعات حكومية وهمية .. ! • مشاركة
زبانية السلطة لكثير من التجار،
في صفقاتهم التجارية ، لقاء
تسهيلات معيّنة ، وإعفاءات
معيّنة ، وحمايات معيّنة من
الوقوع تحت طائلة القانون ! • التهريب
المنظّم ، للبضائع التي يحتاجها
المواطن السوري .. دون جمارك ! • منع
أيّ مواطن من افتتاح محلّ ، من
أيّ نوع ، دون موافقة المخابرات
، التي تأخذ ، لقاء موافقتها ،
رشاوى تثـقل كاهل المواطن ، قبل
أن يباشر عمله في محلّه !
وأتاوات مستمرّة ، يدفعها
لزوّاره الدائمين ، من رجال
المخابرات ! ومَن يمتنع عن الدفع
، فجزاؤه معروف ! • ابتزاز
المواطنين بأساليب مختلفة ،
أمنيّة وغير أمنيّة ، للحصول
على رشاوى منهم ، تكفّ عبث
الأجهزة عنهم ، وتعفيهم ،
مؤقتاً ، من الاستدعاء إلى
أجهزة الأمن ، للتحقيق
والاستجواب ، في قضايا ملفّقة ،
وتقارير كاذبة يكتبها المخبرون
! • لذا
: ـ بلغت البطالة مستويات مخيفة في
البلاد ! ـ الهجرة من البلاد، حلم كل مواطن
يريد كفاية أسرته ، من طعام
ودواء ، ومأوى وكساء ! ـ الشركات الحكومية ، أكثرها
مفلس أو منهار .. وخسائرها
خيالية ، بسبب السرقات والعبث
والإهمال ! لأن المسؤولين عنها ،
هم من المحسوبين على الزمرة
الحاكمة ، فلا يخضعون لمحاسبة
أو مساءلة ! ـ الغلاء يستهلك دخل المواطن ،
مهما كان ضخماً .. إلاّ إذا كان
المواطن من الحيتان ، أصحاب
المليارات ، أوالملايين
الكثيرة ، التي نَمت في ظلّ
النظام القائم ! وهي تتضخّم
باستمرار ، على حساب قوت
المواطن العادي البائس ! ـ حاويات القمامة ، صارت موائد
عامرة ، لعشرات الألوف من أبناء
الأسر السورية ، التي لم تعد تجد
ما تأكل .. حتى صار القائل يقول :
أموالنا تنهبها الحثالة ،
وفقراؤنا عالة ، على حاويات
الزبالة ! * هذا غيض من فيض ، من بركات
الزمرة الأسدية الميمونة ! وهو
يدلّ على حالة المواطن السوري
المسحوق ، وحالة سحب الدم ، التي
تمارسها عليه هذه الأسرة ، التي
لاتشبع من مصّ دماء البؤساء ،
مهما شحبت وجوههم ! فالمواطن وما
يملك ملك لسيّده ، ابن الأسد ،
وملك لمن يملّكه سيّده إياه ، من
زبانية وعملاء ! فكم عدد
الذين يرون هذا البؤس ، الذي
يعيش فيه المواطن السوري !؟ وكم
عدد المتعاطفين معه ، من
المنظّمات الدولية ، ومنظّمات
حقوق الإنسان .. ومن المصفّقين
لشعارات الممانعة والصمود
والتصدّي ، من أبناء الأمّة
العربية ، المتحمّسين للأوهام ،
اللاهثين وراء كل كلمة تلوكها
ألسنة الأصنام ، اللصوص الأقزام
!؟ ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |