ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 24/11/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

ومضات محرّضة :

الدم العراقي يُسفَح .. والدم السوري يُسحب !

عبدالله القحطاني

مأساة العراق واضحة معروفة ، يراها القاصي والداني ، ويعلم كل عاقل ، أسبابها وتفصيلاتها ، وصنّاعها المحليين والخارجيين ، ويأسى عليها مَن يأسى ، ويتوجّع لها من يتوجّع ..!

  فكم عدد الذي يعرفون مأساة سورية ، شعباً ووطناً !؟ وكم عدد الذين يتألّمون لمأساة الشعب السوري ، من أبناء الأمّة الاشقّاء ، ومن أبناء الأمم الأخرى الأصدقاء ، ومن المناصرين لحقوق الإنسان ، والمتعاطفين مع قضايا الشعوب المضطهدة !؟

 إن الدم العراقي ، الذي يسفح في الشوارع ، أمام العالم كله ، صباح مساء ، واضح لكل ذي عينين ، تَعرضه وسائل الإعلام كل ساعة !

  الذابحون كثر ، وأساليب الذبح كثيرة متنوّعة ، ووسائله متعدّدة ، والضحيّة هوالعراق ، شعباً ووطناً ، وتاريخاً وحضارة ..!

 فمن يرى الدم السوري ، الذي يـُسحب بأجهزة سحبٍ شيطانية ، غريبة خبيثة شاذّة ، صنعتها له الزمرة التي تحكم بلاده ..! وقد مضى عليها عشرات السنين ، وهي تسحب الدماء من عروق الناس ، لتصبّها في عروقها ، وعروق محاسيبها وعملائها ، والحاطبين في حبالها!؟ ( ولن نتحدّث ، هنا ، عن الدماء التي سفِحت في عهد حافظ ، وماتزال تسفح في عهد ابنه ، في السجون تحت التعذيب ، وفي الشوارع ، لدى خروج مظاهرة صغيرة ، يعبّر فيها الناس عن احتجاجهم ، على سلب حقوقهم ، وعلى ساديّة الزمرة الحاكمة ، في تعاملها معهم ، وبطشها بهم ، واستهتارها بكراماتهم وأرواحهم .. فلهذا سياقات أخرى ، وطعوم مرّة أخرى !) .

 أنواع السحب كثيرة ، ونتائج السحب ظاهرة للعيان ، يراها كل مواطن سوري ، وكل مهتمّ بالشأن السوري !

من أساليب السحب وفنونه :

   سرقة ميزانية الدولة ، بشكل مباشر، من قبل أسرة أسد ، عبر الصلاحيات الممنوحة لرئيس الجمهورية ! فهو يأخذ ، بقرارات مباشرة ، مايشاء من مال الشعب ، دون حسيب أو محاسب ، أو رقيب أو مسائل ! لأن مؤسّسات الدولة ، التي يمكن أن تحاسبه ، خاضعة له خضوعاً تاماً ، وعلى رأسها مجلس الشعب ( السلطة التشريعية !) الذي يعيَّن ليفدي الرئيس بالروح والدم ، وليبصم على مراسيمه التشريعية .. لا ليحاسبه ، أو يراقب أعماله ، أو يعترض على قراراته وتصرّفاته ، المخالفة للقانون والدستور! فهو في سورية ، منح نفسه مرتبة الإله ، الذي (لا يـُسأل عمّا يفعل) وهو (فعّال لِما يريد) !

   استئثار الزمرة الحاكمة ، وأقربائها وأزلامها ، بالتجارة الخارجية بأنواعها ، وبسائر العقود ، التي تبرمها الدولة مع الجهات الخارجية ، وانتزاع نِسب معيّنة ، من كل عقد، لحساب الأسرة ، وأعوانها من أعمام وأخوال وأزلام !

   استملاك الأراضي والعقارات التابعة للدولة ، من قبل الزمرة الحاكمة ومحاسيبها ، تحت أسماء وهمية ، لمشروعات حكومية وهمية .. !

   مشاركة زبانية السلطة لكثير من التجار، في صفقاتهم التجارية ، لقاء تسهيلات معيّنة ، وإعفاءات معيّنة ، وحمايات معيّنة من الوقوع تحت طائلة القانون !

   التهريب المنظّم ، للبضائع التي يحتاجها المواطن السوري .. دون جمارك !

   منع أيّ مواطن من افتتاح محلّ ، من أيّ نوع ، دون موافقة المخابرات ، التي تأخذ ، لقاء موافقتها ، رشاوى تثـقل كاهل المواطن ، قبل أن يباشر عمله في محلّه ! وأتاوات مستمرّة ، يدفعها لزوّاره الدائمين ، من رجال المخابرات ! ومَن يمتنع عن الدفع ، فجزاؤه معروف !

   ابتزاز المواطنين بأساليب مختلفة ، أمنيّة وغير أمنيّة ، للحصول على رشاوى منهم ، تكفّ عبث الأجهزة عنهم ، وتعفيهم ، مؤقتاً ، من الاستدعاء إلى أجهزة الأمن ، للتحقيق والاستجواب ، في قضايا ملفّقة ، وتقارير كاذبة يكتبها المخبرون !

   لذا :

ـ بلغت البطالة مستويات مخيفة في البلاد !

ـ الهجرة من البلاد، حلم كل مواطن يريد كفاية أسرته ، من طعام ودواء ، ومأوى وكساء !

ـ الشركات الحكومية ، أكثرها مفلس أو منهار .. وخسائرها خيالية ، بسبب السرقات والعبث والإهمال ! لأن المسؤولين عنها ، هم من المحسوبين على الزمرة الحاكمة ، فلا يخضعون لمحاسبة أو مساءلة !

ـ الغلاء يستهلك دخل المواطن ، مهما كان ضخماً .. إلاّ إذا كان المواطن من الحيتان ، أصحاب المليارات ، أوالملايين الكثيرة ، التي نَمت في ظلّ النظام القائم ! وهي تتضخّم باستمرار ، على حساب قوت المواطن العادي البائس !

ـ حاويات القمامة ، صارت موائد عامرة ، لعشرات الألوف من أبناء الأسر السورية ، التي لم تعد تجد ما تأكل .. حتى صار القائل يقول : أموالنا تنهبها الحثالة ، وفقراؤنا عالة ، على حاويات الزبالة !

* هذا غيض من فيض ، من بركات الزمرة الأسدية الميمونة ! وهو يدلّ على حالة المواطن السوري المسحوق ، وحالة سحب الدم ، التي تمارسها عليه هذه الأسرة ، التي لاتشبع من مصّ دماء البؤساء ، مهما شحبت وجوههم ! فالمواطن وما يملك ملك لسيّده ، ابن الأسد ، وملك لمن يملّكه سيّده إياه ، من زبانية وعملاء !

 فكم عدد الذين يرون هذا البؤس ، الذي يعيش فيه المواطن السوري !؟ وكم عدد المتعاطفين معه ، من المنظّمات الدولية ، ومنظّمات حقوق الإنسان .. ومن المصفّقين لشعارات الممانعة والصمود والتصدّي ، من أبناء الأمّة العربية ، المتحمّسين للأوهام ، اللاهثين وراء كل كلمة تلوكها ألسنة الأصنام ، اللصوص الأقزام !؟

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ