ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
يا
صبر أيوب ! مازن
كم الماز أيوب اليوم موظف
مسكين يكدح طول الشهر في سبيل
راتب لا يكفي لإطعام إنسان
منفردا لوحده حتى الشبع فكيف
بأسرة تتألف من أب و أم و معهم
عدد من الأطفال عدا عن أن تكفي
لشراء الدواء أو لملابس الشتاء
أو دفاتر المدارس أو دفع إيجار
البيت , أي باختصار ليعيش
الإنسان أو يستمر في الحياة و أن
يعلم أطفاله , هذا ما يحلم به
الفقير اليوم في سوريا..في
الواقع ما يبعث على الاستغراب
هو استمرار معظم الفقراء في
العيش على الرغم من كل محاولات
النظام تجويعهم و اختطاف لقمة
خبزهم من أفواههم..النظام بعيد
تماما عن هذه الأجواء فعدد
سيارات المرسيدس السوداء ذات
الأراقم الحكومية التي تسير في
شوارع دمشق في تزايد كما هو حال
أسعار كل شيء في الأسواق
السورية , السيارات الفارهة
التي يشاهدها المرء في شوارع
دمشق لا تقل عن مثيلاتها في أغنى
دول العالم , فعلا إن سوريا
بخير..يدعي النظام أنه في بحثه
عن حلول لأزمات تجاوزت كل حدود
الحلول المتوفرة لم يبق أمامه
إلا أن يعرض كل ما يمكن بيعه و
يمكنه إغراء المشترين
في سوريا للبيع , طبعا سيتم
اقتسام ما ينوي بيعه أو ما يبيعه
بالفعل بين دائرة المشتريات في
العائلة الحاكمة بإشراف
الأستاذ مخلوف و بين كل راغب
يملك الثمن المطلوب و هكذا
ستجري قوننة أخيرة نهائية لواقع
أن النظام و حاشيته و بعض
المنتفعين هم اليوم الملاك
الحقيقيون لسوريا..لكن هذا لا
يعني أن النظام لا يعاني هو
الآخر..النظام السوري , و قد
أقلقه كلام السوريين عن أوضاعهم
و ارتفاع الضجيج عن نهبه للبلد
الذي يكاد يتسبب بمجاعة حقيقية ,
يريد أن يعيد السوريين من جديد
إلى حالة الصمت , من الواضح أنه
بالنسبة لنظام كهذا فإن المواطن
الصالح هو الإنسان الأخرس
الأبكم و يفضل أن يكون أصم في
نفس الوقت , و في ظل نظام كهذا
يصبح الكلام إما عادة سيئة أو
حتى جريمة يعاقب عليها
القانون..ليست مايا جاموس و لا
ركانة حمور حالات فردية إنهن
أمثلة لشعب يريد أن يتكلم و يريد
له النظام أن يصمت..النظام
مستنفر , يمنع و يلاحق و يهدد و
يتوعد..إن أي نقد ممنوع و على
الجميع أن يرددوا ما يمليه
إعلام النظام و ما تمليه مصلحة
النظام..هنا في سوريا يكدح
الملايين لتحيا أقلية من الناس
حياة تضاهي ألف ليلة و ليلة , هنا
في سوريا حيث يريد النظام أن
يحظر علينا الكلام يصبح الصمت
حراما , هنا يصبح الحلم سياسة و
حتى الهمس نضالا , هنا على أرض
تجمع إسرائيل و المخابرات و
سائر مؤسسات "فرض النظام"
التابعة لأنظمة القهر و شتى
أنواع الدجالين هنا حيث يتكالب
الجميع تقريبا لوأد حلمنا بعالم
جديد , جديد من حيث أنه يقوم على
الحرية و العدالة و المساواة ,
يمكن فقط أن يعيش بشر لهم صبر
أيوب...... ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |