ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ومضات
محرضة : اللعبة
الطائفية لعبة سياسية شيطانية ..
لاعلاقة
لها بمذهب أو دين ! عبدالله القحطاني • الفرق
بين السياسي الأناني الخبيث ،
والسياسي الوطني الإنساني ،
المستقيم المخلص ، هو أن الأول
يوظّف كل شيء لخدمة مصلحته ، هو
شخصياً ، بمافي ذلك أسرته !
ويوظف لمصلحة أسرته كل شيء ، بما
في ذلك حزبه وطائفته ووطنه ،
بصرف النظر عن دينه ، أو مذهبه ،
أو طائفته ، أو حزبه !
بينما يقف السياسي المخلص
الوطني المستقيم ، عند حدود
معيّنة لايتعدّاها ، تفرضها
عليه قيم كثيرة ، منها الأخلاق
الشخصية النبيلة ، والحسّ
الوطني العالي ، والنزعة
الإنسانية السامية ، بصرف النظر
عن دينه ، أو مذهبه ، أو حزبه ،
أو طائفته ! وإذا
كنا نعزف ، أصلاً ، عن ذكر
الأسماء ، فإننا نجد أنفسنا
مضطرّين ، هنا ، للموازنة بين
رجل ورجل ، من العاملين في الحقل
العامّ ، فنقول : ـ لو
خيّر المواطن السوري ، أيّ
مواطن سوري لديه شيء من الوعي
والإدراك ، بين رجل من مستوى
زهير مشارقة ، الحلبي المعروف ،
المحسوب على أهل السنّة ، وبين
رجل آخر هو الدكتورعارف دليلة ،
المحسوب على الطائفة العلوية ..
لو خيّر المواطن بين هذا وذاك ،
لينتخبه عضواً في البرلمان
السوري ، أو وزيراً ، أو رئيس
وزراء ، أو رئيس جمهورية .. فأيّ
الرجلين يختار !؟ هل يترك رجلاً مستقيماً ، صاحب
خلق كريم ، وحسّ وطني عالٍ ،
واستعداد كبير للتضحية بنفسه ،
ووقته ، وجهده .. خدمة لما يراه
صالحاً لوطنه وشعبه ، هو
الدكتور عارف دليلة ! أم
يختار الآخر، وقد عرف من هو، وما
ينطوي عليه من أخلاق وطياع ،
تجلّت عبر سنوات طويلة للقاصي
والداني !؟ نكتفي
بهذين المثالين .. ولو أردنا عرض
النماذج والأمثلة ، لطال الحديث
، ولخرجنا عن دائرة الاضطرار،
التي ألزمتنا بضرب الأمثلة ،
إلى دائرة التثقيف غير المرغوب
به ، بمستويات الرجال وطبائعهم
وأخلاقهم .. ونقصد رجال الدولة ،
أو الذين فرِضت على بلادنا ظروف
جعلت من بعضهم رجالَ دولة ! (
وحسبنا التذكير هنا ، بأن عارف
دليلة قابع في سجون أسرة أسد
بسبب رأيه وفكره ، وهو يعاني من
أمراض شتى .. بينما الآخر خرج من
السلطة برتبة نائب رئيس جمهورية
.. / مكلّلاً !/ بتحيات الرفاق ،
سدَنة الأسرة الأسدية الصامدة
الماجدة !) • حافظ
أسد وظف كل شيء استطاع توظيفه ،
خدمة لكرسيه : ـ الوطنَ الذي باع جزءاً منه
للعدو ، ليستلم رئاسة الدولة ! ـ والطائفةَ التي أوهمَها أنه
يحميها ويعمل لمصلحتها ..! وقد
جَزر من رجالها البارزين مالم
يفعله غيره ، طوال تاريخ سورية
الحديث ! وأنواع الجزر كثيرة ،
وأساليبه متنوعة : منها
القتل غيلة .. ومنها القتل في
السجون .. ومنها ترك الضحية
فريسة للأمراض القاتلة حتى تموت
في السجن .. ومنها النفي عن الاهل
والوطن ، وما فيه من غربة مؤلمة
موحشة .. ومنها تدمير السمعة عبر
اختلاق قضايا جنائية ، وخلـُقية
..! ( إلاّ إذا شهد كبار وجهاء
الطائفة وعقلائها ، بأن قتل
محمد عمران ، وغازي كنعان ،
وأمثالهما .. كان لمصلحة الطائفة
! وأن ترك صلاح جديد في السجن ،
حتى أكلت جسمه الأمراض ،
وقتلتْه في عهد حافظ
.. ومايجري لعارف دليلة
اليوم ، في عهد بشّار .. أن ذلك
لمصلحة الطائفة ! وأن تشريد
إبراهيم ماخوس ، منذ سبعة
وثلاثين عاماً ، والعشرات
الآخرين من أبناء الطائفة ، في
أنحاء العالم .. إنما هو لمصلحة
الطائفة ..!)
ـ والعمالَ والفلاحين ، والطلبة
والنقابيين ، وبعض التجار، وبعض
زعماء القبائل ، والبعثيين ،
وبعض الواجهات الحزبية غير
البعثية ، التي شكّل منها
تجمّعاً ديكورياً ، سمّاه
الجبهة الوطنية التقدمية ..! وقد شهد
له باتريك سيل ، كاتب سيرة حياته
، بهذه البراعة في التوظيف ،
التي جَمع من خلالها ، سائر
المتناقضات في المجتمع السوري ،
وصبّها في خدمته ، وفي إطالة
بقائه في كرسي الرئاسة ! فهل نحن
بحاجة إلى التشبيه ، أوالموازنة
، أو المفاضلة .. بينه وبين بعض
الساسة الذين سبقوه ، من طوائف
مختلفة في البلاد ، من الذين
بَرعوا في فنّ التوظيف ،
وأفسدوا فساداً مايزال يشهد
عليهم ، في الواقع الحيّ
الملموس ، وفي كتابات المؤرخين
الجادّين !؟ وهل نحن
بحاجة إلى الموازنة ، أو
المفاضلة ، بينه وبين رجال دولة
حقيقيين ، بل رجال أمّة ، ماتزال
آثارهم شاهدة عليهم في الواقع
الحيّ ، وفي عقول الناس وقلوبهم
، وفي كتابات المؤرخين الجادّين
!؟ • اللاعبون
الحاليون بكُرة الطائفية ، أو
بنار الطائفية ، من أسرة أسد ،
وزبانيتها ، والمستفيدين من
فسادها ، ومؤازريها في الظاهر
والباطن .. هؤلاء اللاعبون
مايزالون يردّدون بدأب ، بلا
كلل ولا ملل ، أنهم يخافون على
طائفتهم من الطوائف الاخرى ..!
ولاسيّما طائفة الأكثرية
السنية ، في حال سيطرتها على
الحكم في البلاد ! وينسجون للناس
أوهاماً غريبة ، ويشحنون صدورهم
بشحنات من الرعب العجيب الساذج
، ليظلوا مسيطرين على الحكم ،
يعيثون فساداً في البلاد ،
ويسحقون العباد ، دون أيّ وازع
من خلق أو ضمير !
وقد عرف العقلاء في سورية ،
جميعاً ، أن أبناء الحركة
الإسلامية عامّة ، والإخوان
منهم خاصّة ، ليسوا من النوع
الذي يهدّد الناس ، ولا من
الطراز الذي يفتعل المشكلات في
البلاد ، على أيّ مستوى كان ؛
ومن باب أولى المشكلات ذات
الطابع الدمَوي ! وتاريخهم كله
يشهد على ذلك ، سوى المرحلة
القصيرة الطارئة ، التي جرّهم
فيها حافظ وأجهزة أمنه، إلى
معركة لم يريدوها ، ولم يفكّروا
فيها .. وتَسعّر أكثر عناصرهم في
تنّورها ، وهم نيام في بيوتهم ،
أو غافلون في أماكن أعمالهم !
وقد عرف القاصي والداني ،
لاحقاً ، كيف رتِّبت أحداثها
وتداعياتها ، بين الفعل وردّ
الفعل ، من قبل عناصر الطليعة
المقاتلة ، وأجهزة مخابرات حافظ
أسد وعناصر ميليشياته ..! • الخوف
الحقيقي المكتوم ، من قبل عناصر
السلطة الحالية ، ليس خوفاً من
عنف محتمل ضدّ الطائفة .. بل هو
خوف من فقدان السلطة المطلقة ،
عبر صناديق اقتراع حرّ نزيه،
تشترك ، بنتيجته ، سائر الطوائف
والقوى السياسة ، في العملية
السياسية ، في البرلمان
والحكومة .. بين الحكم والمعارضة
! والقاعدة
الأساسية للخريطة السيامسة في
سورية ، معروفة من عشرات السنين
، وهي تضمّ أحزاباً ، وقبائل ،
وتجاراً ، ونقابيين ، وساسة
مخضرمين ، ورجال قانون ،
ومثقّفين.. ولا يكاد التمثيل
الطائفي فيها ، يشكّل منها
،إلاّ النزر اليسير! فالنصارى
في البلاد لهم كوتة انتخابية ،
وضِعت لحفظ حقوقهم السياسية ،
لأن احتمال نجاح نواب لهم ، في
الانتخابات التشريعية ، ضعيف ،
بسبب قلّة عددهم ! أمّا
الطوائف الأخرى ، فلا نعلم أن
لأيّ منها تمثيلاً في العملية
السياسية ، على أساس طائفي أو
مذهبي ! ولم يكن نائب واحد يدخل
البرلمان السوري باسم طائفته أو
مذهبه .. بل كلّ يدخل باسم حزبه ،
حتى لو حصل من طائفته على كثير
من الأصوات ! فكانت أحزاب الشعب
، والوطني ، والبعث ، والشيوعي ،
وغيرها .. تضمّ نواباً من مختلف
الطوائف ، دون تمييز بين سنّي
وعلوي ودرزي وإسماعيلي ..! وحين
استلمت أسرة أسد السلطة ، صارت
تخيف أبناء الطائفة من الطوائف
الأخرى ..! لأن الخريطة السياسية
، إذا عادت إلى قاعدتها الشعبية
الأساسية ، فقد يضمّ مجلس
النواب أعضاء كثيرين من أهل
السنّة ، بحكم أكثريتهم العددية
! (وهذا يفقد الزمرة الحاكمة ..لا
الطائفة ، كراسيّ الحكم!). وقد
تغافل هؤلاء اللاعبون بنار
الطائفية ـ عامدين ـ ، عن كون
أهل السنة المسيّسين ، ينتمون
إلى أحزاب مختلفة المشارب ،
منها البعث ، والناصري ،
والشيوعي ، والقومي، والإسلامي
، والليبرالي.. وهذه الأحزاب
تضمّ أناساً من شتّى الطوائف
والمذاهب ، دون تمييز بين سني
وعلوي ودرزي ونصراني ..! كما أن
منها الكثيرين الذين تحرّكهم
مصالحهم ، من أبناء القبائل ،
والتجار، والنقابيين..وغيرهم !
كهؤلاء الذين تحرّكهم مصالحهم
اليوم ، في العهد الأسديّ
الميمون ! ومن
ينظر في الخريطة السياسية في
العهود الديموقراطية ، يجد
بوضوح ، أن نواب الإخوان
المسلمين ، على سبيل المثال ، لم
يجاوزوا ، في أفـضل حالاتهم
نسبة العـُشر، من العدد الكلي
لأعضاء المجلس النيابي ، في
أيّة مرحلة من مراحل العهود
الديموقراطية ! كما يكتشف أن
الشيخ أحمد كفتارو، يرحمه الله
، صوّت ضدّ الدكتور مصطفى
السباعي ، المراقب العامّ
للإخوان المسلمين ، يرحمه الله
، وكلاهما رمزان من رموز أهل
السنّة ! فأين
مبعث الخوف ، الذي يثيره
اللاعبون بكُرةِ الطائفية ،
أوبنار الطائفية ، في نفوس
الناس ..!؟ أفليست
هذه لعبة شيطانية خبيثة ،
يمارسها أزلام الأسرة الأسدية ،
للبقاء في السلطة ، حتى لو
دمّروا البلاد وسحقوا العباد !؟ أسئلة
مطروحة على ألباب العقلاء ، من
شتّى الطوائف والاتّجاهات
السياسة ، للتفكير الجادّ
المسؤول ، فيها .. ثم للإجابة
الجادّة المسؤولة ، حرصاً على
حاضر الوطن ومستقبله ! ولابدّ
لنا ، قبل إنهاء هذه السطور، من
وقفة صريحة جادّة ، نطرح فيها
بعض الأسئلة الصريحة الجادّة ،
فنقول : إذا كان
الاعتقاد أمراً شخصياً ، مبنياً
على اقتناع فردي ، لايدَ
للانتماء الأسري والقبَلي فيه،
فإلى أيّة طائفة ينتمي الملحد ،
الذي يصرّح بأنه لايؤمن بإله
أصلاً .. ومن باب أولى ألاّ يؤمن
بدين ، أو نبيّ ، أو كتاب منزل من
عند الله ..! سواء أكان الملحد
مولوداً في أسرة سنّية ، أم
علوية ، أم درزية ، أم نصرانية ،
أم يهودية ، أم وثنية !؟ وإلى أيّة طائفة ينتمي ، من يؤمن
بالله ، لكنه لايؤمن بتشريع
أنزل مِن عنده ! أو لايؤمن بأن
الديانة التي أنزلها لعباده
صالحة للحياة ، بكل مافيها من
عبادات وأخلاق ومعاملات .. بصرف
النظر عن ديانة الأسرة التي
ولِد فيها !؟ ( ونحسبنا في غنى عن
التذكير، بأن بعض الحكّام ، من
الرفاق المحسوبين على مذهب أهل
السنّة ، فعلوا بالسنّة وأهلها
، مالم يفعله جيش ضخم من عتاة
الصهاينة ! ولم يوفّروا من
اضطهادهم ، عرقاً واحداً من
الأعراق المنتمية إلى مذهب
السنّة ، عربياً كان ، أم كردياً
، أم تركمانياً ، أم شركسياً..
حسبما اقتضت مصالح هؤلاء الرفاق
، أو أحقادهم ، أو توجّساتهم !) . وأيّة
لعبة شيطانية بشعة ، يمارسها (الرفاق
الأسديون المناضلون!) وهم
يعبثون بنارالطائفية البغيضة،
ليحققوا لأنفسهم المريضة ،
مكاسب رخيصة ، على حساب الوطن
وشعبه، وإنسانية الإنسان فيه !؟ ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |