ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 01/12/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

ومضات محرضة :

اللعبة الطائفية لعبة سياسية شيطانية ..

لاعلاقة لها بمذهب أو دين !

عبدالله القحطاني

   الفرق بين السياسي الأناني الخبيث ، والسياسي الوطني الإنساني ، المستقيم المخلص ، هو أن الأول يوظّف كل شيء لخدمة مصلحته ، هو شخصياً ، بمافي ذلك أسرته ! ويوظف لمصلحة أسرته كل شيء ، بما في ذلك حزبه وطائفته ووطنه ، بصرف النظر عن دينه ، أو مذهبه ، أو طائفته ، أو حزبه !

      بينما يقف السياسي المخلص الوطني المستقيم ، عند حدود معيّنة لايتعدّاها ، تفرضها عليه قيم كثيرة ، منها الأخلاق الشخصية النبيلة ، والحسّ الوطني العالي ، والنزعة الإنسانية السامية ، بصرف النظر عن دينه ، أو مذهبه ، أو حزبه ، أو طائفته !

 وإذا كنا نعزف ، أصلاً ، عن ذكر الأسماء ، فإننا نجد أنفسنا مضطرّين ، هنا ، للموازنة بين رجل ورجل ، من العاملين في الحقل العامّ ، فنقول :

 ـ لو خيّر المواطن السوري ، أيّ مواطن سوري لديه شيء من الوعي والإدراك ، بين رجل من مستوى زهير مشارقة ، الحلبي المعروف ، المحسوب على أهل السنّة ، وبين رجل آخر هو الدكتورعارف دليلة ، المحسوب على الطائفة العلوية .. لو خيّر المواطن بين هذا وذاك ، لينتخبه عضواً في البرلمان السوري ، أو وزيراً ، أو رئيس وزراء ، أو رئيس جمهورية .. فأيّ الرجلين يختار !؟

هل يترك رجلاً مستقيماً ، صاحب خلق كريم ، وحسّ وطني عالٍ ، واستعداد كبير للتضحية بنفسه ، ووقته ، وجهده .. خدمة لما يراه صالحاً لوطنه وشعبه ، هو الدكتور عارف دليلة !

 أم يختار الآخر، وقد عرف من هو، وما ينطوي عليه من أخلاق وطياع ، تجلّت عبر سنوات طويلة للقاصي والداني !؟

 نكتفي بهذين المثالين .. ولو أردنا عرض النماذج والأمثلة ، لطال الحديث ، ولخرجنا عن دائرة الاضطرار، التي ألزمتنا بضرب الأمثلة ، إلى دائرة التثقيف غير المرغوب به ، بمستويات الرجال وطبائعهم وأخلاقهم .. ونقصد رجال الدولة ، أو الذين فرِضت على بلادنا ظروف جعلت من بعضهم رجالَ دولة ! ( وحسبنا التذكير هنا ، بأن عارف دليلة قابع في سجون أسرة أسد بسبب رأيه وفكره ، وهو يعاني من أمراض شتى .. بينما الآخر خرج من السلطة برتبة نائب رئيس جمهورية .. / مكلّلاً !/ بتحيات الرفاق ، سدَنة الأسرة الأسدية الصامدة الماجدة !)

   حافظ أسد وظف كل شيء استطاع توظيفه ، خدمة لكرسيه :

ـ الوطنَ الذي باع جزءاً منه للعدو ، ليستلم رئاسة الدولة !

ـ والطائفةَ التي أوهمَها أنه يحميها ويعمل لمصلحتها ..! وقد جَزر من رجالها البارزين مالم يفعله غيره ، طوال تاريخ سورية الحديث ! وأنواع الجزر كثيرة ، وأساليبه متنوعة : منها  القتل غيلة .. ومنها القتل في السجون .. ومنها ترك الضحية فريسة للأمراض القاتلة حتى تموت في السجن .. ومنها النفي عن الاهل والوطن ، وما فيه من غربة مؤلمة موحشة .. ومنها تدمير السمعة عبر اختلاق قضايا جنائية ، وخلـُقية ..!

( إلاّ إذا شهد كبار وجهاء الطائفة وعقلائها ، بأن قتل محمد عمران ، وغازي كنعان ، وأمثالهما .. كان لمصلحة الطائفة ! وأن ترك صلاح جديد في السجن ، حتى أكلت جسمه الأمراض ، وقتلتْه في عهد حافظ  .. ومايجري لعارف دليلة اليوم ، في عهد بشّار .. أن ذلك لمصلحة الطائفة ! وأن تشريد إبراهيم ماخوس ، منذ سبعة وثلاثين عاماً ، والعشرات الآخرين من أبناء الطائفة ، في أنحاء العالم .. إنما هو لمصلحة الطائفة ..!)      

ـ والعمالَ والفلاحين ، والطلبة والنقابيين ، وبعض التجار، وبعض زعماء القبائل ، والبعثيين ، وبعض الواجهات الحزبية غير البعثية ، التي شكّل منها تجمّعاً ديكورياً ، سمّاه الجبهة الوطنية التقدمية ..!

 وقد شهد له باتريك سيل ، كاتب سيرة حياته ، بهذه البراعة في التوظيف ، التي جَمع من خلالها ، سائر المتناقضات في المجتمع السوري ، وصبّها في خدمته ، وفي إطالة بقائه في كرسي الرئاسة !

 فهل نحن بحاجة إلى التشبيه ، أوالموازنة ، أو المفاضلة .. بينه وبين بعض الساسة الذين سبقوه ، من طوائف مختلفة في البلاد ، من الذين بَرعوا في فنّ التوظيف ، وأفسدوا فساداً مايزال يشهد عليهم ، في الواقع الحيّ الملموس ، وفي كتابات المؤرخين الجادّين !؟

 وهل نحن بحاجة إلى الموازنة ، أو المفاضلة ، بينه وبين رجال دولة حقيقيين ، بل رجال أمّة ، ماتزال آثارهم شاهدة عليهم في الواقع الحيّ ، وفي عقول الناس وقلوبهم ، وفي كتابات المؤرخين الجادّين !؟

   اللاعبون الحاليون بكُرة الطائفية ، أو بنار الطائفية ، من أسرة أسد ، وزبانيتها ، والمستفيدين من فسادها ، ومؤازريها في الظاهر والباطن .. هؤلاء اللاعبون مايزالون يردّدون بدأب ، بلا كلل ولا ملل ، أنهم يخافون على طائفتهم من الطوائف الاخرى ..! ولاسيّما طائفة الأكثرية السنية ، في حال سيطرتها على الحكم في البلاد ! وينسجون للناس أوهاماً غريبة ، ويشحنون صدورهم بشحنات من الرعب العجيب الساذج ، ليظلوا مسيطرين على الحكم ، يعيثون فساداً في البلاد ، ويسحقون العباد ، دون أيّ وازع من خلق أو ضمير !

      وقد عرف العقلاء في سورية ، جميعاً ، أن أبناء الحركة الإسلامية عامّة ، والإخوان منهم خاصّة ، ليسوا من النوع الذي يهدّد الناس ، ولا من الطراز الذي يفتعل المشكلات في البلاد ، على أيّ مستوى كان ؛ ومن باب أولى المشكلات ذات الطابع الدمَوي ! وتاريخهم كله يشهد على ذلك ، سوى المرحلة القصيرة الطارئة ، التي جرّهم فيها حافظ وأجهزة أمنه، إلى معركة لم يريدوها ، ولم يفكّروا فيها .. وتَسعّر أكثر عناصرهم في تنّورها ، وهم نيام في بيوتهم ، أو غافلون في أماكن أعمالهم ! وقد عرف القاصي والداني ، لاحقاً ، كيف رتِّبت أحداثها وتداعياتها ، بين الفعل وردّ الفعل ، من قبل عناصر الطليعة المقاتلة ، وأجهزة مخابرات حافظ أسد وعناصر ميليشياته ..!

   الخوف الحقيقي المكتوم ، من قبل عناصر السلطة الحالية ، ليس خوفاً من عنف محتمل ضدّ الطائفة .. بل هو خوف من فقدان السلطة المطلقة ، عبر صناديق اقتراع حرّ نزيه، تشترك ، بنتيجته ، سائر الطوائف والقوى السياسة ، في العملية السياسية ، في البرلمان والحكومة .. بين الحكم والمعارضة !

   والقاعدة الأساسية للخريطة السيامسة في سورية ، معروفة من عشرات السنين ، وهي تضمّ أحزاباً ، وقبائل ، وتجاراً ، ونقابيين ، وساسة مخضرمين ، ورجال قانون ، ومثقّفين.. ولا يكاد التمثيل الطائفي فيها ، يشكّل منها ،إلاّ النزر اليسير! فالنصارى في البلاد لهم كوتة انتخابية ، وضِعت لحفظ حقوقهم السياسية ، لأن احتمال نجاح نواب لهم ، في الانتخابات التشريعية ، ضعيف ، بسبب قلّة عددهم !

  أمّا الطوائف الأخرى ، فلا نعلم أن لأيّ منها تمثيلاً في العملية السياسية ، على أساس طائفي أو مذهبي ! ولم يكن نائب واحد يدخل البرلمان السوري باسم طائفته أو مذهبه .. بل كلّ يدخل باسم حزبه ، حتى لو حصل من طائفته على كثير من الأصوات ! فكانت أحزاب الشعب ، والوطني ، والبعث ، والشيوعي ، وغيرها .. تضمّ نواباً من مختلف الطوائف ، دون تمييز بين سنّي وعلوي ودرزي وإسماعيلي ..!

 وحين استلمت أسرة أسد السلطة ، صارت تخيف أبناء الطائفة من الطوائف الأخرى ..! لأن الخريطة السياسية ، إذا عادت إلى قاعدتها الشعبية الأساسية ، فقد يضمّ مجلس النواب أعضاء كثيرين من أهل السنّة ، بحكم أكثريتهم العددية ! (وهذا يفقد الزمرة الحاكمة ..لا الطائفة ، كراسيّ الحكم!). وقد تغافل هؤلاء اللاعبون بنار الطائفية ـ عامدين ـ ، عن كون أهل السنة المسيّسين ، ينتمون إلى أحزاب مختلفة المشارب ، منها البعث ، والناصري ، والشيوعي ، والقومي، والإسلامي ، والليبرالي.. وهذه الأحزاب تضمّ أناساً من شتّى الطوائف والمذاهب ، دون تمييز بين سني وعلوي ودرزي ونصراني ..! كما أن منها الكثيرين الذين تحرّكهم مصالحهم ، من أبناء القبائل ، والتجار، والنقابيين..وغيرهم ! كهؤلاء الذين تحرّكهم مصالحهم اليوم ، في العهد الأسديّ الميمون !

 ومن ينظر في الخريطة السياسية في العهود الديموقراطية ، يجد بوضوح ، أن نواب الإخوان المسلمين ، على سبيل المثال ، لم يجاوزوا ، في أفـضل حالاتهم نسبة العـُشر، من العدد الكلي لأعضاء المجلس النيابي ، في أيّة مرحلة من مراحل العهود الديموقراطية ! كما يكتشف أن الشيخ أحمد كفتارو، يرحمه الله ، صوّت ضدّ الدكتور مصطفى السباعي ، المراقب العامّ للإخوان المسلمين ، يرحمه الله ، وكلاهما رمزان من رموز أهل السنّة !

  فأين مبعث الخوف ، الذي يثيره اللاعبون بكُرةِ الطائفية ، أوبنار الطائفية ، في نفوس الناس ..!؟

  أفليست هذه لعبة شيطانية خبيثة ، يمارسها أزلام الأسرة الأسدية ، للبقاء في السلطة ، حتى لو دمّروا البلاد وسحقوا العباد !؟

  أسئلة مطروحة على ألباب العقلاء ، من شتّى الطوائف والاتّجاهات السياسة ، للتفكير الجادّ المسؤول ، فيها .. ثم للإجابة الجادّة المسؤولة ، حرصاً على حاضر الوطن ومستقبله !

  ولابدّ لنا ، قبل إنهاء هذه السطور، من وقفة صريحة جادّة ، نطرح فيها بعض الأسئلة الصريحة الجادّة ، فنقول :

 إذا كان الاعتقاد أمراً شخصياً ، مبنياً على اقتناع فردي ، لايدَ للانتماء الأسري والقبَلي فيه، فإلى أيّة طائفة ينتمي الملحد ، الذي يصرّح بأنه لايؤمن بإله أصلاً .. ومن باب أولى ألاّ يؤمن بدين ، أو نبيّ ، أو كتاب منزل من عند الله ..! سواء أكان الملحد مولوداً في أسرة سنّية ، أم علوية ، أم درزية ، أم نصرانية ، أم يهودية ، أم وثنية !؟

وإلى أيّة طائفة ينتمي ، من يؤمن بالله ، لكنه لايؤمن بتشريع أنزل مِن عنده ! أو لايؤمن بأن الديانة التي أنزلها لعباده صالحة للحياة ، بكل مافيها من عبادات وأخلاق ومعاملات .. بصرف النظر عن ديانة الأسرة التي ولِد فيها !؟ ( ونحسبنا في غنى عن التذكير، بأن بعض الحكّام ، من الرفاق المحسوبين على مذهب أهل السنّة ، فعلوا بالسنّة وأهلها ، مالم يفعله جيش ضخم من عتاة الصهاينة ! ولم يوفّروا من اضطهادهم ، عرقاً واحداً من الأعراق المنتمية إلى مذهب السنّة ، عربياً كان ، أم كردياً ، أم تركمانياً ، أم شركسياً.. حسبما اقتضت مصالح هؤلاء الرفاق ، أو أحقادهم ، أو توجّساتهم !) .

 وأيّة لعبة شيطانية بشعة ، يمارسها (الرفاق الأسديون المناضلون!) وهم يعبثون بنارالطائفية البغيضة،  ليحققوا لأنفسهم المريضة ، مكاسب رخيصة ، على حساب الوطن وشعبه، وإنسانية الإنسان فيه !؟

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ