ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 01/12/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

لبنانيات 2/2

بدرالدين حسن قربي

مع تسلم فخامة الفراغ رئاسة لبنان وانتقال سلطته إلى مجلس الوزراء بكامله قام رئيس المجلس فؤاد السنيورة (مسلم سني) بزيارة غبطة البطريرك السادس والسبعين للطائفة المارونية الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي استبقاه حتى طعام الغداء وقد أخذهم الكلام. 

في تقديرنا أن الزيارة تدخل تحت بند الواجب فضلاً عن طمأنة المرجعية المارونية واللبنانيين عموماً استوجبتها أوضاع دستورية واستثنائية استجدت بسبب الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية ليتحدث السنيورة إلى المرجعية المارونية الأولى بحصافة رجل الدولة وباسم مجلس الوزراء المتكون من عشرة وزراء مسيحيين من أصل سبعة عشر وزيراً على رأس عملهم فضلاً عن وزراء مستقيلين مازال بعضهم يمارس عمله.

وأعتقد أن رجلاً كالرئيس السنيورة لايفوته أن الجو العام جو فتنة وأن الفتانين كثر ولهم حساباتهم.  ومن ثمّ كانت زيارته ورسالته التي أفضى بها إلى البطريرك صفير ومن ثم إلى عموم اللبنانيين منعاً للفتنة وقطعاً للطريق على العاملين في الاتجاه المعاكس، والتي أكد فيها بشكل واضح وجلي أن لاأحد يأخذ مكان أحد، وأن ولاية رئاسة الجمهورية كاملة مكتملة محترمة من الجميع ووفق الدستور، وأن السعي مستمر لإنجاز هذا الاستحقاق في أقرب فرصة مستفيدين من حكمة البطريرك ومعرفته. 

غير أن هذه الزيارة فيما يبدو لم ينضبط فيها حساب صندوق الخبير المالي والاقتصادي الرئيس السنيورة على حساب سوق عون العسكري الذي أثارته الزيارة ولم تعجبه، واستنكرها في بيان لتياره حيث اعتبرها تأكيداً على احتلال الموقع المسيحي الأول وهاجم جلسة اللقاء في توقيتها والاستقبال برمزيته لما يشكلان من تطبيع للأمر الواقع وتخطٍ لأبسط الأعراف والتقاليد.  ومن يسمع كلام الرجلين يدرك الفرق بين أهل السياسات والجنرالات في الإثارة والتهدئة.

المعروف او هكذا بدا لنا أن هنالك بعضاً من تفاهم ما أو تواطؤ نيابي متضمناً الأطراف المتنازعة موالاة ومعارضة على ألا يتصرف الرئيس لحود قبيل انتهاء ولايته بما يتسبب في زيادة الأزمة الداخلية في مقابل ألا تتصرف الأكثرية النيابية بانتخاب أساسه النصف زائد واحد أيضاً، على أمل أن تتدبر الأطراف نفسها وتخرج من أزمتها بحل توافقي عساه أن يكون قريباً.

ولايفوتنا أن الجنرال عون وغيره يدرك سر الزيارة السنيورية للصرح البطريركي توقيتاً ورمزاً وعرفاً وتقليداً ويدرك أهميتها أيضاً.  ولكن مالايُدرك أبعاده ومنتهاه البعض ممن ينفخون في رماد الفتنة يطلبون ناراً لاتصيب الذين ظلموا خاصة بل ستنال الجميع، أن هنالك من لهم مصالح في إشعال هكذا نار يضحكون عليها يظنون أنها مانعتهم من القصاص خصوصاً منهم من سينادى عليه (محكمة..!!) مطلوباً عاجلاً أم آجلاً إلى ساحات العدالة وقاعات المحاكم الدولية.

فهنالك أصوات تطالب بإعادة النظر في دستور اتفاق الطائف الذي أوقف حرباً أهلية مريرة والذي لم يأخذ حظه كاملاً تطبيقاً والتزاماً، وكأنهم يريدون إعادة الأمور إلى مربعها الأول من البحث والتنازع، ومن ثم استدعاء الوصاية مجدداً.

وهنالك أصوات تنادي على الدور السياسي المسيحي المغيّب أو الضائع أو المغتصب حسب زعمها وتستحضر لهذا كل نظريات المؤامرة على الدور المسيحي من الشركاء اللبنانيين الآخرين، وترى في حكومة السنيورة وتيار الأكثرية النيابية من يدفع بهذا الاتجاه علماً أن أكثرية الحكومة من المسيحيين ولايتوقع لهم أن يبدِّلوا أو يغيِّروا.

 

وهنالك من ينادي إلى تعدد المرجعيات أو فصلها ليؤسس لمرجعية مسيحية سياسية وكأنما يراد منها أن تقف في مقابل المرجعية المسيحية الدينية ولاسيما يوم ظهر لبعضهم أن المرجعية الدينية تلتزم الرزانة وتظهر رجاحةً وحكمة وحرصاً على وحدة لبنان وسيادته واستقلاله بعيداً عن الفتنة والصراع الداخلي فضلاً علن الحرب الأهلية، وتؤكد وقوفها وسط المسيحيين خصوصاً والللبنانيين عموماً تدعوهم إلى تبصر المستقبل بعيداً عن الأنانيات والأحقاد، ولاسيما إذا علمنا أن خلف مثل الخطاب رجلاً كالبطريرك صفير الذي رفض قبل أكثر من عشرين عاماً ترشيح نفسه للبطركية المارونية لقناعته أن طالب الولاية لايولى، ومع ذلك جاء به الانتخاب ليكون في المكان الذي هو فيه المرجعية الأعظم للمارونية.

وإذا كان الرئيس السنيورة قد أراد من زيارته ماأراد توقيتاً وتصريحاً وتقديراً وطمأنةً ولباقة كرجل دولة، فماذا كان عليه أن يفعل..!؟   هل كان متوقعاً منه وهو العاقل الرشيد أن يعمل ماعمله الآخرون ممن كان لهم دوراً قريباً من مثل دوره وحالاً قريبة من مثل حاله..!؟

نستدعى للذكرى لاأكثر ماكان من أمر الحكومة العسكرية للجنرال عون عام 1988 عقب انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل التي لم يدعمها البطريرك صفير وأكد بموقفه رجاحة عقل وبعد نظر، أيقن بعدها المرتابون ولكن بعد خراب البصرة.  قالوا عن حكومة عون العسكرية هي حكومة وطنية وتحريرية ولكن لم يقنع هذا الكلام البطريرك وليس فيها مسلم واحد من شركاء الوطن والمصير.  ومن ثم كان سعي البطريرك صفير إلى إطلاق حركة سياسية تشجع على اطلاق الحوار مع الآخر تؤدي الى إنهاء وضع شاذ والاتفاق على آلية تفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية وتخرج البلاد من الفوضى التي وصلت اليها، والتي انتهت بإقرار وثيقة الطائف وانتخاب الياس الهراوي رئيساً رغم أعمال الشغب والممارسات غير اللائقة التي أظهرها مؤيدو عون عند قدومهم إلى الصرح البطريركي والتي تجاوزت حدود اللياقة مع المكان وأهله ولاسيما عند اقتحامهم له بعد إقرار وثيقة الطائف وتعليق صور العماد عون داخله وأعمال شغب أخرى ليس من المناسب ذكرها.

قد يستسهل البعض النفخ في جمر الفتنة يشعل ناراً، وقد يسعى البعض لتغطية السموات بالقبوات، وقد يعتقد البعض مخرجه وفَرَجَه بتدمير بلد على من فيه أو حرق أخضره مع يابسه، ولكن الأمور لن تكون كما يريد هذا البعض طالما وُجِدَ العقلاء من أهل الدين والسياسة وأهل الطائفة والكياسة. 

لبنان للجميع، تقدمُه ومضيُّه واستمرارُه بالتفاهم والأخذ والرد والحوار على طاولة البحث والتشاور والحوار، نفياً للفتنة ومنعاً للقتل والدمار، ودفعاً للتفرد والانفراد بالقرار.  فعقلاء الساسة هم أهل الحوار، ومصير الأمور إلى الحوار.

قال: هل يمكن للسياسة أن تصبح  في نوعٍ من الممارسة شكلاً من العناد الذي يبلغ التياسة...!؟

قلت: يوم ترفض الأكثرية حوار الأقلية والتفاهم معها، ويوم تريد الأقلية فرض رأيها بعيداً عن التفاهم والتوافق.

قال: وهل إلى حوارٍ وتفاهمٍ وتوافقٍ من سبيل..!؟

قلت: ولِمَ لا.!؟ إذا كان الكل يحب الخير ويعشق (حبة لؤلؤ نزلت قِدْماً من دمع السما، ضاعت على طالبها، فوجدوها مرسومةً بأمر ربها جنةً في أرضه، اسمها لبنان).

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ